قصة وا إسلاماه - الفصل السادس

الاستماع للمقالة:

     السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبابي في الله، أبنائي طلاب وطالبات الصف الثاني الثانوي. يسعدني على هذه الصفحات من صفحات موقعنا وموقعكم الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي أن أقدم لكم قصة وا إسلاماه - الفصل السادس . ضمن منهج اللغة العربية.

    قصة وا إسلاماه - الفصل السادس.jpg

    الجديد والجميل في هذا الموضوع بفضل الله هو عرض نص الفصل السادس مكتوبا مع معاني الكلمات الصعبة بشكل أنيق وجذاب. حيث يتم التوصل للمعنى أو المضاد أو المفرد أو الجمع للكلمة الملونة باللون الأحمر بالضغط عليها. وكذلك تحويل الفصل إلى سؤال وإجابة للتمكن من تحليل كل النقاط المهمة في الفصل السادس من قصه وا اسلاماه .

    نبدأ أولا بفيديو لملخص الفصل السادس بالرسوم المتحركة (الكارتونية) . اضغط هنا على هذا الرابط لبدء تشغيل فيديو الفصل السادس من قصة وا اسلاماه . ضمن منهج تانية ثانوي ترم اول.

    ****

    حسن معاملة تاجر الرقيق لقطز وجلنار:

    أما قطز وجلنار فقد وصل بهما التاجر إلى حلب، فأنزلهما معه في بيت بعض معارفه، وكساهما ثيابا حسنة وأراحهما ولم يكلفهما أى عمل يقومان به ، ولم يحبسهما في المنزل بل تركهما يجيئان ويذهبان كما شاءا في ساحة الحي. وكان لطيفا معهما طوال الطريق، يقدم لهما الطعام ويساعدهما فى الركوب والنزول، ويجاذبهما أطراف الحديث (يحادثهما) ويداعبهما (يمزح معهما، المضاد يجد معهما)، ويسليهما بالقصص والنوادر (الطرف من القول) باللغة الفارسية التى كان يجيدها (يحسنها، المضاد يسيئها) إجادة حسنة، حتى مال الصبيان إليه، وخف عنهما ما كانا يجدان من الوحشة (الخوف، المضاد الأمن) والقلق، ونظرا إليه كأنه صديق لهما، لا مالك اشتراهما بالمال.

    قسوة تاجر الرقيق على بيبرس:

    وكان للتاجر مملوك ثالث فى سنهما، يدعى بيبرس، قد أحضره إليه أحد وكلائه فضمه إليهما، ولكنه كان يعامله معاملة قاسية، ويضربه ويحبسه فى المنزل لا يبرحه (لا يتركه، ولا يفارقه) مثلهما، فعجبا فى أول الأمر من خلق الرجل كيف يرفق بهما ذلك الرفق، ثم يقسو هذه القسوة على الغلام ؟ ولكن سرعان ما زال عجبهما حين عرفا بيبرس وتمرده (عصيانه، المضاد طاعته) على مولاه وسوء خلقه معه، وميله دائما للإباق (الهروب) منه، فأدركا حينئذ أن مولاهما حكيم في سياسته يعامل كلا بما يليق به من الشدة واللين. على أنهما مع ذلك لم يخلوا من الرقة لهذا الغلام القبجاقي الأشقر، ذى العيون الزرق التى تنم عن الحيلة والمكر، فكان قطز يحسن إليه على غير علم هؤلاء، ويقتطع له شيئا من إدامه (طعامه) وحلواه فيقدمه له فيلتهمه الصبي التهاما، فنشأت من جراء (أجل، ونتيجة) ذلك صداقة متينة بينهما، أما جلنار فكانت مع شفقتها عليه تشعر بنفور شديد منه، وتتقى نظراته الحادة كأنها سهام ماضية (نافذة) لا تقوى على احتمالها عيناها الوديعتان (الهادئتان).

    سوق حلب:

    وما هى إلا أيام قلائل حتى حل موعد السوق بحلب، وكان يوم الأربعاء من كل أسبوع، فتقاطر (تتايع، المضاد انقطع)إليه الناس من سائر (باقى) مدن الشام وقراه، ليشهدوا منافع لهم ويبيعوا ويبتاعوا (يشتروا، المضاد يبيعوا) وكان يقام فى رحبة (ساحة) واسعة فى طرف من أطراف المدينة تنصب فيها الخيام، وتضرب (تقام، تنصب، المضاد تهدم) فيها السرادقات العظيمة، وتقسم أقساما: فقسم للحبوب والغلال، وقسم للأقمشة والملابس من الصوف والقطن والكتان والحرير وقسم للأنية (الأوعية) والسرج وسائر أدوات المنازل، وقسم للأدوية والعطور والأدهنة والمقويات، وقسم للجوارى والعبيد، وقسم للخيول والمواشى، إلى آخر ما هنالك، وكان كل قسم من هذه الأقسام يسمى سوقا، فسوق الغلال، وسوق البز (نوع من الثياب) وسوق الرقيق، وسوق الخيل، وهلم جرا.

    تسليم الموالى الثلاثة إلى الدلال لبيعهم:

    ولما أصبح يوم الأربعاء أمر التاجر مواليه (عبيده، المضاد أسياده، وأحراره) الثلاثة فاغتسلوا وكساهم، وأصلح شعورهم وطيبهم، ثم مضى بهم إلى السوق الكبير، أما بيبرس فقد أمسك التاجر بيده يجره جرا وهو يسبه ويلعنه، وأما قطز وجلنار فقد أطلقهما، فسارا فرحين، ما يظنان إلا أنهما ذاهبان لشهود هذا الموسم العظيم، والتفرج على ما فيه، حتى بلغ بهم سوق الرقيق فإذا سرادقات عظيمة مملوءة بالجوارى والغلمان من بيض وسود وألوان بين ذلك شتى (متفرقة)، وقد جلسوا على الحصر (مفروشات منسوجة من البردى، وغيره) جماعات متفرقة وقام على كل جماعة منهم الدلال (الذى ينادى على السلعة لتباع بالمزاد)، الذى عهد إليه ببيعهما، فيأخذ الدلال أحدهم ويوقفه على دكة منصوبة أمامه، وينادى عليه بين الذين حضروا للابتياع بكلمات مسجوعة أو منظومة فى الإشادة بمحاسن المعروض للترغيب فى شرائه. وهؤلاء السماسرة يفتنون فى ذلك افتنانا عجيبا، ويستعين كثير منهم بالشعراء؛ لينظموا لهم مقطوعات فى أوصاف الجوارى والغلمان ونعوتهم (أوصافهم) المختلفة فينادون بها على من يعرضون من الرقيق بحسب ما يقتضيه المقام.
    وما إن سلم النخاس مواليه الثلاثة إلى أحد الدلالين حتى جعل يقلبهم، ويصعد النظر فيهم (ينظر إلى أعلاهم وأسفلهم ويتأملهم) كأنه يختبر نعوتهم، ويتبين سماتهم (علاماتهم)، ثم كتب أسماء هم فى ذفتره، وتحت كل اسم منها صفته وسنه وأصله، وأقل قيمة يطلبها صاحبه فيه، ثم دفعهم إلى الحصير فقعدوا عليه بين غيرهم من الرقيق الذى عنده.

    حال الموالى الثلاثة فى سوق الرقيق:

    أما بيبرس فقعد مطمئنا لا أثر عليه من امتعاض (تألم، وغضب) أو اكتئاب، وجعل يجيل نظراته الحادة فيمن حوله من الناس، فإذا رأى عبدا أسود، أو جارية شوهاء (قبيحة، المضاد حسنة، وجميلة) أو غلاما قبيح الخلقة، ضحك عليه، وأشار لقطز إليه غير مكترث (مهتم، مبال) بالدلال الذى كان يحده بالنظر (ينظرإليه باستنكار) مره بعد مرة، ويقطب (يعبس، المضاد يبتسم) له ليردعه (يمنعه) بذلك عن عمله، فما يجيب بيبرس بغير إخراج لسانه، وتحريك حاجبيه.
    وأما قطز وجلنار فقد غلبهما الوجوم (السكوت عن الكلام لشدة الحزن)، وأصبحا لا يعيان شيئا مما حولهما، وظنا نفسيهما فى منام لا فى حقيقة، لولا أنهما تذكرا ما وقع لهما من اختطاف اللصوص، ثم بيعهم إياهما للنخاس، وما زالا بعد في ريب (شك، المضاد يقين) من أن يكون التاجر الواقف أمامهما بعد إذ سلمهما للدلال، هو عين ذلك الرجل الذى أحسن إليهما منذ يومهما، وأظهر لهما ذلك البر وتلك الرعاية، وترقرق الدمع فى مآقيهما (مجرى الدمع، المراد العيون) فكانا يمسحانه بطرفي ردائهما مسارقة (خفية)، وما أمسك دمعهما أن ينسكب (ينصب، المضاد يتوقف) إلا حياؤهما من أن يبدو عليهما الضعف بين من حولهما من الناس، أو يظهرا أقل جلدا واحتمالا من زميلهما الضاحك العابث.
    ومرت ساعات طويلة شهدا كيف تعرض الإماء والعبيد والفلمان، وينادى عليهم، ويقلبهم الراغبون فى الشراء ظهرا لبطن، لا فرق بينهم وبين السلع، فينفق (يباع) من ينفق منهم، فيمضى لسبيله مع من اشتراه، ويبور (يكسد، المراد لم يشتره أحد، المضاد يروج) من يبور، فيعاد إلى مكانه فى الحصير كاسف البال (حزينا يائسا).

    بيع بيبرس لتاجر مصرى:

    حتى جاء دورهما ودور صاحبهما فبدئ ببيبرس، ونصب (رفع، ووضع، المضاد انحط، ونزل) على المنصة وهو يلتفت يمينا وشمالا، وقد جرد من ثيابه إلا ما يستر وسطه، فبدا يابس الساقين. بارز الصدر، مفتول الساعدين، فنادى المنادى وهو يضرب على صدره وظهره :
    من للفتى القبجاقى؟ * ينفع فى الحماق (مدافعة قليل العقل)
    يدفع عن مولاه * كيد الذى عاداه
    ستطلع الأيام * إن صح ظنى فيه
    مغامرا (راميا نفسه في الشدائد) مقداما * يعز (يعين، وينصر) من يؤويه
    يهزأ بالأهوال * فى ساحة النزال
    فتقدم إليه رجل يظهر من سحنائه (هيئته) وزيه أنه تاجر من مصر، فاشتراه ونقد الدلال ثمنه مائة دينار. وكان مالكه النخاس لا يطمع فى أكثر من خمسين دينارا، ولكن الدلال لما لحظ تطلع التاجر المصرى إليه وشدة رغبته فيه، جعل يرفع قيمته حنى بلغ بها مائة، فكان فوق أجرة الدلالة نصف ما زاد من قيمته على ما حدده المالك، أى خمسة وعشرون دينارا، وقد فرح الدلال بهذه الصفقة فرحا كبيرا جعله يبالغ فى ملاطفة التاجر المصرى ويقول له : "خذه إليك... بارك اللة لك فيه، وحافظ على هذا الغلام الخبيث، فإنه شرس أباق (كثيرالهرب)".
    ولم يكن بيبرس يعرف العربية إلا قليلا، ولكنه فهم من حركات الدلال وإشارات يده ونبرات صوته، معنى الكلام الذى نادى به عليه، فوقف حين وقف على الدكة مختالا بنفسه مدلا بقويه، ونزل حين نزل منها ومشى إلى مولاه المصرى مزهوا يكاد يخرق الأرض تيها (تكبرا، المضاد تواضعا) ولم يمض المصرى بعد أن اشترى بيبرس، بل عاد إلى مكانه الأول ولزمه، ينظر إلى الصبيين الوضيئين (الجميلين، المضاد القبيحين) كأنه يرغب فى شرائهما أيضا، أو يريد أن يرى كم يبلغ ثمنهما.

    رغبة الدمشقى فى شراء قطز وجلنار:

    وأخذ الزحام يشتد على حلقة الدلال حينما تهيأ لعرضهما، وكان فى الحاضرين رجل دمشقى جميل الهينة، تبدو عليه مخايل (دلائل، وعلامات) النعمة واليسار، قد وخطه (فشا، أو انتشر فيه) الشيب فى رأسه ولحيته، فزاده وقارا (رزانة، وحلها، المضاد سفها، وطيشا) وهيبة، وقد حضرإلى سوق الرقيق من الصباح الباكر، فظل زمنا يطوف على حلقات السماسرة، يجيل بصره فى وجوه الرقيق، وكلما لمحت عينه صبيا أوصبية، وقف عنده يتأمله تأملا دقيقا، حتى وصل إلى حلقة دلالنا حافظ الواسسطى، فما وقع بصره على قطز وجلنار حتى خفق (اضطرب، المضاد سكن)، قلبه، وقال فى نفسه : "هأنذا قد وجدت بغيتى (غايتى، وهدفى، وطلبى)، ووقف برهة يتفرس (يتأمل) فى الصبيين، فما يزداذ إلا ميلا إليهما ورغبة فيهما، ثم دار على الحلقات الأخرى كرة (رجعة) أخرى كأنه أراد أن يتثبت لنفسه ويستيقن أن ليس فيها أصلح له منهما، وأوفق، أو إنما شاء أن يصرف الأنظار عنه ولا سيما نظر الدلال لئلا يعرف تعلقه بهما فيغليهما عليه.
    ثم عاد إلى الحلقة واتخذ لنفسه مقعدا فى جانب منها، بحيث يرى الصبيين، فظل يسارقهما (يختلس النظر إليهما) ويسارق الناس النظر إليهما طوال لبثه (إقامته، المضاد هجره، وتركه، ورحيله) هناك ينتظر أوان (وقت) عرضهما.
    وما لبث قطز وجلنار أن شعرا بمكان هذا الشيخ الجميل الهيئة وتكراره النظر إليهما دون سائر الحاضرين الذين شغلهم التطلع إلى المعروضين قبلهما، والاستماع إلى ما ينادى به الدلال الفصيح عليهم، من طرائف البيان (الفصاحة، والبلاغة) الممتع، فألهاهم (شغلهم) ذلك عنهما، وهما يمسحان دمعهما الفينة (الحين، والساعة) بعد الفينة، خلسة (خفية) عن الأعين، إلا عين ذلك الشيخ الذى كان لا يغفل عنهما لحظة، كأنه مشغول بهما عما الناس فيه، فتضايقا أول الأمر من عينه العالقة وحسباه رقيبا موكلا باستطلاع ما يحاولان ستره عن العيون من لواعج (شدة) همهما، لما شعرا به من الذل والمهانة فى ذلك الموقف البغيض، ولكنهما ما لبثا إذ رأيا الطيبة الناطقة فى وجهه، والحنان الفائض من عينيه، أن تبدل شعورهما نحوه، فصارا يميلان إليه، وطفقا (أخذا) يبادلانه النظر بحب وطمأنينة، أحس بهما الرجل فشاع السرور فى وجهه، ولولا مراعاة الحاضرين لقام إليهما فاحتضنهما كما يحتضن الأب ولديه يلقاهما بعد غياب طويل، وكذلك كان شعور الصبيين نحوه شبيها بشعوره نحوهما؛ إذ أحسا كأنه صديق لهما يعرف حقيقة حالهما، وسر نكبتهما(مصيبتهما)، قد جاء لينقذهما مما هما فيه. وما يدريهما ألا يكون رسولا من قبل أبيهما السلطان جلال الدين، قد بعث فى طلبهما بعد أن فرغ من قتال التتار. ألم يقل لهما ذلك الشيخ سلامة الهندى ؟ ألم يعدهما بأنه سيكاتب السلطان بأمرهما من الجبل؟!
    كان الصبيان يجيلان (يحركان) هذه الأفكار فى رأسيهما في وقت معا كأنما يستبقان في شوط واحب، ولا بدع (عجب) فى ذلك من أمرهما؛ لأنهما درجا (نشآ) معا، حتى بلغا من التآلف والتمازج أن صار أحدهما يعرف خبيئة (ستر) نفس الآخر، ومكنون (مستور) صدره، كأنما يشعران بقلب واحد، ولبثا ينتظران أوان عرضهما بفارغ الصبر، وهما لا يشكان فى أن صاحبهما سيتقدم لشرائهما ولا يغليهما عنده ثمن، وتشوقا إلى معرفة سره إذا ما اشتراهما ومضى بهما من ذلك السوق الذى أندى جبينهما (أخجلهما) ولقيا فيه الخزى والهوان.

    عرض قطز للبيع:

    أما الدلال فإنه ما كاد يفرغ (ينتهى) من أمر بيبرس حتى وجد الناس يتطلعون إلى الصبيين، وما يشكون فى أنهما شقيقان لشدة تقاربهما فى الملامح، واتفاقهما في الدم، فوقف أمامهما لا يدرى بأيهما يبدأ، وكانت سنته (طريقته) فى ذلك أن يبدأ بالأقل قدرا ليحتفظ ببقاء الناس فى حلقته، متطلعين إلى من يفضله من الباقين عنده. وقد حار أى الصبيين يقدم؛ لأنه لما يجزم أيهما يفضل أخاه، ولكن قطز قطع عليه هذا التحير فى التخير؛ إذ قام فتقدم يعرض نفسه، فما وسع الدلال إلا قبول عرضه، فأوقفه على الدكة ووجهه يحمر خجلا، يكاد ينبجس (ينفجر، المضاد يتجمد) منه الدم، ونادى عليه والعيون ثابتة فيه :
    من للغلام الوسيم * من للنجار (الأصل، والحسب) الكريم
    ذكاؤه فوق سنه * وحسنة دون يمنه (بركته)
    سماحة وشجاعة * وعزة ووداعة
    لولا صروف (تقلبات، ومصائب) الليالى * ما بيع هذا بمال
    ولم يكد الدلال يتم نداءه هذا حتى تسابق الراغبون فى شرائه أيهم يفوز به، فجعلوا يتبارون (يتسابقون، ويتنافسون) فى رفع قيمته، حتى بلغوا بها مائتين وسبعين، فأتمها الدمشقي ثلاثمائة، فلم يجرؤ أحد على الزيادة، فسلمه الدلال إليه وهنأه به، ومضى الغلام إلى مولاه (سيده، المضاد عبده) الجديد فرحا يحمد الله على أن لم يظفر (يفوز، المضاد يفقد، ويخسر) به سواه، ووقف قريبا منه، وما لبث الشيخ أن كلمه كلاما لينا تطييبا لخاطره، فلم يفهم قطز ما يقول، ولكنه أدرك أنه يلاطفه بذلك، فود لو أنه كان يعرف اللسان العربى ليجيبه على حديثه، فاكتفى بأن ابتسم له .

    إصرار الدمشقى على شراء جلنار:

    ولم يمهلهما الدلال طويلا إذ أخذ حينئذ بيد جلنار، فأقامها على الدكة فتوجه انتباههما وانتباه الناس إليها، وقد تورد خداها، وأخذت ترنوا (تنظر) إلى قطز وإلى مولاه الشيخ كأنها تستعطفه أن يحوزها (يمتلكها، المراد يأخذها) ولا يدع أحدا غيره يفوز بها دونه. ولم يخف على الدلال تطلع الحاضرين. ولا سيما الرجل الدمشقي لشرائها ولو شاء لاستغنى بعرضها عن المناداة عليها، ولكنه لم يشأ أن يخل بعادته هذه، ولم تطب نفسه بالسكوت عن الإشادة بمحاسن هذه الصبية البارعة الحسن فجعل يقول :
    يا قطرة من الندى * يا فلقة من القمر
    يا نسمة من الشذى (العطر) * تنفست وقت السحر
    حاملة فى ردنها (كمها، المراد ملابسها) * أطيب أنفاس الزهر
    فتنافس الحاضرون فى شرائها، ولكن الرجل الدمشقي ظل يزايدهم فى الثمن حتى بلغ ثلاثمائة دينار، وكان قد عزم على أن يقف عند هذا الحد ولا يزيد عليه، وكاد يتركها لمنافسه الذى زاد عليه عشرة دنانير لولا أن نظر إلى قطز فرآه ممتقع (متغير اللون، شاحب) الجبين يابس الشفتين ينتفض من القلق، والدمع فى عينيه يستعطفانه ألا يبخل بالزيادة لئلا يفرق بينه وبين رفيقته. فرق له، وغلبته الشفقة، فزاد أربعين دينارا دفعة واحدة؛ ليقطع على منافسه السبيل، فعرف المنافس أن لا فائدة من المزايدة فتركها له.
    وما كان أشد فرح الغلام إذ أعلن الدلال أنها لمولاه، وقدمها له فنقده الشيخ ثلاثمائة وخمسين دينارا، ومضى بهما وهما لا يكادان يصدقان من الفرح أنهما قد نجوا من خطر الافتراق.

    مناقشة الفصل السادس من قصة وا إسلاماه

    غير تاجر الرقيق اسمي محمود وجهاد فماذا أسماهما ؟
    غير التاجر اسم محمود إلى قطز (أي الشرس) واسم جهاد إلى جُلَّنار (أي زهر الرمان) .
    كيف عامل تاجر الرقيق الطفلين بعد أن وصل بهما إلى حلب ؟
    عاملهما معاملة حسنة ، وكساهما ثياباً حسنة ، وكان لطيفاً معهما يداعبهما ويسليهما بالقصص والنوادر باللغة الفارسية التي كان يجيدها إجادة حسنة حتى مال إليه الطفلان ، وخف عنهما ما كانا يجدان من الوحشة والقلق ونظرا إليه كأنه صديق لهما ، لا مالك اشتراهما بالمال.
    كيف كان التاجر يعامل بيبرس (620-676هـ / 1223-1277م) ؟ ولماذا ؟
    كان يعامله معاملة قاسية ويضربه ويحبسه في المنزل لا يفارقه وذلك بسبب تمرده عليه وسوء خلقه وميله دائماً إلى الهرب منه .
    كيف كان قطز يعامل بيبرس ؟ وما موقف جلنار من بيبرس ؟
    عامله معاملة طيبة إذ كان يعطيه من طعامه و حلواه ويشفق عليه . أما جلنار فكانت مع شفقتها عليه تشعر بنفور شديد منه وتتقي نظراته الحادة كأنها سهام ماضية لا تقوي على احتمالها عيناها الوديعتان .
    ما الذي فعله التاجر مع مواليه الثلاثة قبل أن يذهب بهم إلى سوق الرقيق ؟
    أمرهم بأن يغتسلوا ثم كساهم وأصلح شعورهم وطيبهم .
    تحدث عن سوق الرقيق في حلب .
    هو سوق يقام يوم الأربعاء من كل أسبوع يفد إليه الناس يبيعون ويبتاعون وهو مقسم لعدة أقسام : قسم للحبوب والغلال - وقسم للأقمشة والملابس - وقسم للأدوات المنزلية - وقسم للجواري والعبيد - وقسم للخيول والمواشي ... إلخ
    صف حال كل من قطز وجلنار وبيبرس في سوق الرقيق .
    كان بيبرس مطمئناً حيث جعل يدير نظره فيما حوله ، فإذا رأى عبداً أسود أو غيره ضحك منه وكان غير مهتم بما يحدث . - أما قطز وجلنار فقد غلبهما الحزن ، وأصبحا لا يعيان شيئاً مما حولهما ، وظنا أنفسهما في منام لا حقيقة ، وما أمسك دمعهما أن ينسكب إلا حياؤهما من أن يبدو عليهما الضعف بين من حولهما من الناس وحتى لا يظهرا أقل جلداً من زميلهما العابث الضاحك .
    كيف بيع الغلمان الثلاثة ؟
    لقد سلم التاجر مواليه الثلاثة إلى أحد النخاسين (بائع العبيد) الذي كتب أسماءهم في دفتره وتحت كل منهم اسمه وصفته وسنه وأصله وأقل قيمة يطلبها صاحبه ، فبعد طول عرض بيع بيبرس حيث اشتراه تاجر مصري بمائة دينار ، وقد بيع الطفلان لتاجر من دمشق .
    تضايق الطفلان من الرجل الدمشقي في أول الأمر ثم ما لبثا أن رأيا الطيبة في وجهه . وضح ذلك .
    في أول الأمر حسباه رقيبا موكلا باستطلاع ما يحاولان ستره عن العيون من لواعج همهما ولكنهما ما لبثا أن رأيا الطيبة الناطقة في وجهه ، والحنان الفائض من عينيه ، فتبدل شعورهما نحوه ، فصارا يميلان إليه ، وطفقا (بدآ) يبادلانه النظر بحب وطمأنينة .
    ما الذي ظنه الطفلان عندما رأيا النظرات الحانية من الرجل الدمشقي ؟
    ظنا أنه رسول السلطان جلال الدين وقد جاء ليخلصهما مما هما فيه .
    ما ملامح الرجل الدمشقي الذي اشترى الطفلين ؟
    رجل جميل الهيئة يبدو عليه دلائل النعمة والثراء وقد خالط الشيب سواد شعره ولحيته فزاده وقاراً وهيبة اسمه غانم المقدسي .
    ما الذي قاله الرجل الدمشقي عندما وقعت عيناه على الطفلين ؟
    قال في نفسه : هاأنذا قد وجدت بغيتي .
    لماذا أصر الرجل الدمشقي على شراء جلنار ؟
    لأنه رأى نظرات قطز إليه تستعطفه ألا يفرق بينه وبين رفيقته فاشتراها الرجل الدمشقي .
    لماذا فرح قطز وجلنار ؟
    فرح كل من قطز جلنار لأنهما لم يفترقا ولأن سيدهما واحد وهو الرجل الطيب الدمشقي .

    ****

    وفي نهاية هذا الموضوع الممتع بإذن الله. يسعدنا مشاركتكم لهذه الصفحة مع جميع أصدقائكم المهتمين بتطوير التعليم والتعليم الإلكتروني. وجميع طلاب وطالبات الصف الثاني الثانوي. وفقنا الله جميعا لكل ما يحبه ويرضاه.

    أحدث أقدم