المادة العلمية لفئة معلم أول أ ومعلم خبير في اختبارات الترقي 2024

الاستماع للمقالة:

     يسعدنا في موقع الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي تقديم المادة العلمية لفئة معلم أول أ ومعلم خبير في اختبارات الترقي 2024 . وهي طريقك إلى النجاح في اختبارات الترقية بعد قراءة هذا المحتوى التدريبي وفهمه وإمكانية الرجوع إليه فيما بعد. وأرجو من الجميع نشر رابط الصفحة في جميع مواقع التواصل الاجتماعي وعدم نسخ المحتوى الذي تعبنا في الوصول إليه ونشرناه للجميع حتى لا يستغل بعض الناس المعلمين في اجتياز اختبارات الترقي بدلا عنهم وأخذ مقابل مادي.

    المادة العلمية لفئة معلم أول أ ومعلم خبير في اختبارات الترقي 2024


    ويمكن الاستفادة من هذه المادة العلمية لفئة معلم أول أ ومعلم خبير في اختبارات الترقي 2024 في البحث عن الوصول للإجابة عن أسئلة اختبارات الترقية بسرعة . 

    وذلك عن طريق الضغط على CTRL+F من لوحة المفاتيح إذا كنت على الكمبيوتر. أو الضغط على الثلاث نقاط في متصفح الموبايل واختيار البحث في الصفحة Find in page. بدون مقدمات إليكم المادة العلمية لفئة معلم أول أ ومعلم خبير في اختبارات الترقي 2024 .

    اليوم الأول: التربية الإيجابية:

    وهذا فيديو اليوم الأول من تدريب المجتمعات المهنية في عصر الذكاء الاصطناعي 

    مفهوم التربية الإيجابية:

    إن التربية الإيجابية تعتبر من أهم سمات التربية المعاصرة،وأصبح دمجها وتطبيقها في المؤسسات التعليمية ضرورة حتمية وذلك في ضوء تزايد معدلات الأمراض النفسية والعقلية بين الشباب، وكذلك في ضوء الحاجة إلى إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية والوجدانية للطلاب، بالإضافة إلى  اهتمام المؤسسات التعليمية وتركيزها على تنمية الجوانب الأكاديمية فقط للطالب.

    كما أن التربية الإيجابية هي “مجمل الأساليب التي تُنمي مهارات الطفل اللغوية، والحركية، والعاطفية، والسلوكية بطريقة بناءة”، ويرى آخر أنّها تعني معرفة الآباء بمراحل نمو أبنائهم وطُرق التعامل مع كل مرحلة، وتفسير وتوجيه وتقويم سلوكهم بطرق سليمة دون تعرضهم للضرر النفسي الذي قد يصدر عن بعض الآباء دون دراية منهم.

    والتربية الإيجابية بشكل إجرائي هي نهج في التربية يركز على تطبيق الأساليب والإجراءات الإيجابية لتعزيز التعلم وتطوير السلوك الإيجابي لدى الأطفال والشباب. يهدف هذا النهج إلى خلق بيئة تربوية تشجع الأطفال على التعاون والانضباط والمشاركة الفاعلة في العملية التعليمية.

    تعتمد التربية الإيجابية بشكل إجرائي على مبدأ تعزيز السلوك الإيجابي بواسطة استخدام التعزيز المشتق من النتائج والمكافآت، بالإضافة إلى تعزيز السلوك الإيجابي بواسطة توفير الدعم والتوجيه. يتم تعزيز السلوك الإيجابي من خلال مكافآت مثل الثناء والتشجيع وتعزيز الذات، مما يعزز التعلم ويعزز السلوك الإيجابي.

    بالإضافة إلى ذلك، يعتمد النهج الإيجابي بشكل إجرائي على استخدام تقنيات التعلم النشط والمشاركة الفاعلة. يشجع المدرسون والمربون على توفير فرص للتفاعل النشط والتعلم العملي، مما يساعد على تعزيز التفكير النقدي وتطوير المهارات العملية لدى الأطفال.

    يعتبر التركيز على التعزيز والمكافآت في التربية الإيجابية بشكل إجرائي عنصرًا أساسيًا، حيث يسعى إلى تعزيز السلوك الإيجابي بدلاً من التركيعتبر التركيز على التعزيز والمكافآت في التربية الإيجابية بشكل إجرائي عنصرًا أساسيًا، حيث يسعى إلى تعزيز السلوك الإيجابي بدلاً من التركيز على العقاب. يتم تشجيع الأطفال على اتخاذ سلوك إيجابي من خلال تقديم مكافآت وتعزيزات مثل الثناء، الاعتراف بالإنجازات، وتقديم مكافأة ملموسة كمكافأة عن جهودهم وتحقيق نتائج إيجابية.

    يوجد أيضًا اهتمام بتطوير علاقات قوية بين المعلم والطالب، حيث يتم تعزيز التواصل الإيجابي والتعاون بينهما. المعلم يلعب دورًا هامًا في توجيه الطلاب وتقديم الدعم والتشجيع لهم في تحقيق أهدافهم التعليمية والسلوكية.

    بشكل عام، يهدف النهج الإيجابي بشكل إجرائي إلى تعزيز السلوك الإيجابي وتعزيز التعلم وتنمية مهارات الطلاب، وذلك من خلال إنشاء بيئة تعليمية داعمة ومحفزة تشجع على النمو الشامل للأطفال

     

    المعايير(المقاييس) الخمسة للتربية الإيجابية:

    -       تساعد الطلاب على الشعور بقوة الصلة (الانتماء والأهمية).

    -       تتسم بالاحترام والتشجيع المتبادل بين الكبار والصغار (الحنان والحزم معًا)

    -       فعالة على المدى البعيد

    -       تعلم مهارات الحياة والمهارات الاجتماعية (الاحترام، الاهتمام بالآخرين، حل المشكلات....وكل المهارات التي تجعلهم مساهمين في مجتمعاتهم.

    -       دعوة الطلاب لاكتشاف كم لديهم من قدرات.


    ملامح التربية الإيجابية في عصر الذكاء الاصطناعي:

    في عصر الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تلعب التربية الإيجابية دورًا هامًا في تعزيز التعلم وتطوير مهارات الأفراد في التفاعل مع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. هنا بعض الملامح الرئيسية للتربية الإيجابية في هذا السياق:

    1.   التوجيه والتوعية: يعتبر التركيز على تعزيز الوعي والفهم لدى الأفراد فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياتهم جزءًا أساسيًا من التربية الإيجابية. يتم تعزيز الفهم المتعمق للتكنولوجيا وتحفيز الأفراد على اكتشاف طرق استخدامها في المجالات المختلفة.

    2.   تنمية المهارات الرقمية: يشجع النهج الإيجابي على تنمية مهارات الأفراد في استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بطرق إيجابية ومبدعة. يتم تعليم المهارات الرقمية مثل التحليل البياني، والبرمجة، والتفكير الحاسوبي لتمكين الأفراد من فهم واستخدام التكنولوجيا بطريقة فعالة وأخلاقية.

    3.   التفكير النقدي والتحليلي: يشجع النهج الإيجابي على تنمية قدرات الأفراد في التحليل النقدي للمعلومات والبيانات التي تنتجها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. يتم تشجيع الطلاب على التفكير بشكل مستقل واستنتاج المعلومات وتقييم المصادر والتحليل العميق قبل اتخاذ القرارات.

    4.   الوعي التكنولوجي والأخلاق: يعتبر الوعي التكنولوجي والأخلاق جزءًا أساسيًا من التربية الإيجابية في عصر الذكاء الاصطناعي. يتم تعزيز الوعي بقضايا الخصوصية والأمان والأخلاق في استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. يشجع الأفراد على اتخاذ قرارات مسؤولة وأخلاقية عند استخدام التكنولوجيا والمشاركة في العالم الرقمي.

    5.   التعاون والتفاعل الاجتماعي: يتم تعزيز التعاون والتفاعل الاجتماعي في سياق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. يشجع النهج الإيجابي على التعاون في فرق العمل الرقمية، والتواصل الفعال عبر الشبكات الاجتماعية، وتباد الطرق الابداعية لاستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في حل المشكلات الاجتماعية والبيئية.

    6.   تعزيز التوازن والصحة الرقمية: في عصر الذكاء الاصطناعي، يهم التربية الإيجابية تعزيز التوازن بين الحياة الرقمية والحياة الواقعية، وتشجيع الأفراد على ممارسة النشاط البدني والاسترخاء بعيدًا عن التكنولوجيا. يتم تعليم الأفراد حول أهمية الاستخدام السليم للتكنولوجيا والتوازن بين الوقت المنقسم بين الأنشطة الرقمية والأنشطة الأخرى.

    هذه الملامح تعكس الطرق التي يمكن أن تساهم بها التربية الإيجابية في تهيئة الأفراد للتفاعل مع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بشكل مفيد وبناء. يتم توفير إطار قوي للتعلم والتطور الشخصي في هذا السياق، ويتم تنمية مهارات الأفراد للتعامل مع التكنولوجيا بشكل أخلاقي ومسؤول.

     

    أدوات التربية الإيجابية:

    -       الاحترام المتبادل؛ الكبار يقدمون نموذجًا للحزم بأن يحترموا أنفسهم ومتطلبات الموقف والحنان بأن يحترموا احتياجات الطلاب

    -       فهم الاعتقاد وراء السلوك؛ التهذيب الفعال يتعامل مع الأسباب التي تدفع الطلاب لعمل سلوك ما ويعمل على تغيير هذه المعتقدات أكثر من مجرد التركيز على تغيير السلوك الظاهري

    -       مهارات تواصل فعالة ومهارات حل المشكلات

    -       التهذيب الذي يُعَلم (وهو ليس متساهلا ولا عقابيا)

    -       يركز على حل المشكلة وليس على عقاب الطلاب

    -       التشجيع وليس المدح؛ فالتشجيع يركز على الجهد المبذول والتحسن وليس فقط النجاح والنتيجة ويعمل على بناء التقدير الذاتي وتمكين الطلاب على المدى البعيد وليس القصير.

     

    متطلبات التربية الإيجابية في عصر الذكاء الاصطناعي:

    متطلبات التربية الإيجابية في عصر الذكاء الاصطناعي تتطلب تركيزًا على عدة جوانب. إليك بعض المتطلبات الرئيسية:

    1.   التحديث المستمر: تعد سرعة التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي تحديًا مستمرًا للتربية الإيجابية. يجب أن يكون لدى المربين والمعلمين والوالدين إلمام مستمر بالتطورات الجديدة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وكذلك تأثيراتها على الأفراد والمجتمعات.

    2.   تفهم الأخلاق والقيم: يجب أن يتضمن التعليم الإيجابي في عصر الذكاء الاصطناعي تعزيز الوعي بالقضايا الأخلاقية المرتبطة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وتعزيز حوار أخلاقي حول استخدامها. يجب تعزيز القيم الأخلاقية مثل الاحترام والمسؤولية والعدالة والشفافية في استخدام التكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

    3.   تنمية مهارات التفاعل والتعاون: يجب تعزيز مهارات التواصل والتعاون في سياق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. يتضمن ذلك تعزيز التعاون في الفرق الرقمية، وتطوير مهارات التفاعل الاجتماعي عبر الشبكات الاجتماعية، وتعزيز القدرة على العمل مع الروبوتات والأنظمة الذكية.

    4.   تعليم مهارات التفكير النقدي: يجب تشجيع الأفراد على تطوير مهارات التحليل والتقييم النقدي للمعلومات المتعلقة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. يجب أن يكون لديهم القدرة على التفكير بشكل مستقل، وتحليل المصادر، وتقييم المعلومات بناءً على معايير موضوعية وموثوقة.

    5.   تعزيز الوعي بالأمان والخصوصية: يجب أن يكون لدى الأفراد فهم عميق لقضايا الأمان والخصوصية في استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. يجب تعزيز الوعي بمخاطر الاستخدام غير الآمن للتكنولوجيا وتعزيز ممارسات الأمان الرقمي وحماية البيانات الشخصية.

    6.   توازن بين الرقمي والواقعي: يجب تعزيز التوازن بين الحياستخدام التكنولوجيا والعالم الرقمي والعالم الواقعي. يجب أن يتم تشجيع الأفراد على الاستفادة من التكنولوجيا بشكل إيجابي، وفي الوقت نفسه، تشجيعهم على التفاعل المباشر مع العالم الواقعي والاستمتاع بالنشاطات غير الرقمية مثل التفاعل الاجتماعي والتجارب الحسية.

    هذه بعض المتطلبات الرئيسية للتربية الإيجابية في عصر الذكاء الاصطناعي. يجب أن يتم تطبيق هذه المتطلبات في المدارس والمجتمعات والبيوت لضمان استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي ومسؤول.


    التربية الإيجابية والتعريف بالمشروعات القومية:

    مشروع حياة كريمة:

    إنها تلك المبادرة الوطنية التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، 2 يناير 2021 وهي مبادرة متعددة في أركانِها ومتكاملة في ملامِحِها.

     تنبُع هذه المبادرة من مسؤولية حضارية وبُعد إنساني قبل أي شيء آخر، فهي أبعدُ من كونها مبادرة تهدفُ إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصري، لأنها تهدف أيضا إلى التدخل الآني والعاجل لتكريم الإنسان المصري وحفظ كرامته وحقه في العيش الكريم، ذلك المواطن الذي تحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادي والذي كان خير مساند للدولة المصرية في معركتها نحو البناء والتنمية. لقد كان المواطن المصري هو البطل الحقيقي الذي تحمل كافة الظروف والمراحل الصعبة بكل تجرد وإخلاص وحب للوطن.

    ومن هنا، كان لِزاما أن يتم التحرك على نطاق واسع – ولأولِ مرة- وفي إطار من التكامل وتوحيد الجهود بين مؤسسات الدولة الوطنية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني وشركاء التنمية في مصر. لأن ما تسعى هذه المبادرة إلى تقديمه من حزمة متكاملة من الخدمات، التي تشملُ جوانبَ مختلفة صحية واجتماعية ومعيشية، هي بمثابةِ مسؤولية ضخمة ستتشاركُ هذه الجهات المختلفة في شرفِ والتزامِ تقديمها إلى المواطن المصري، لا سيما من الفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً للمساعدة ولمد يدِ العَونِ لها، حتى تستطيع أن تحيا الحيَاة الأفضل التي تستحقُّها والتي تضمن لها الحياة الكريمة.

    من هنا جاء دور مبادرة حياة كريمة أحد أهم وأبرز المبادرات الرئاسية لتوحيد كافة جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لهدف التصدي للفقر المتعدد الابعاد وتوفير حياة كريمة بها تنمية مستدامة للفئة الأكثر احتياجا في محافظات مصر ولسد الفجوات التنموية بين المراكز والقري وتوابعهم والاستثمار في تنمية الانسان وتعزيز قيمة الشخصية المصرية. 

    وقد نشأت الفكرة عندما شارك الشباب المتطوع بعرض رؤيتهم وأفكارهم في المؤتمر الأول لمبادرة "حياة كريمة"، والذي عقُد على هامش المؤتمر الوطني السابع للشباب في 30 يوليو 2019، وعلى إثره تم انشاء مؤسسة حياة كريمة بتاريخ 22 اكتوبر 2019 من شباب متطوع يقدم نموذج فريد يحتذى به في العمل التطوعي.


    أهداف مبادرة حياة كريمة:

    تهدف المؤسسة الى التدخل الإنساني لتنمية وتكريم الانسان المصري وحفظ كرامته وحقه في العيش الكريم لإحداث تغيير ملموس لتكريس كافة مجهودات العمل الخيري والتنموي، كما تهدف المبادرة إلى:

    -       التخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر احتياجا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر.

    -       التنمية الشاملة للتجمعات الريفية الأكثر احتياجا بهدف القضاء على الفقر متعدد الأبعاد لتوفير حياة كريمة مستدامة للمواطنين على مستوى الجمهورية.

    -       الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للأسر المستهدفة.

    -       توفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم وتجمعاتهم المحلية.

    -       اشعار المجتمع المحلي بفارق إيجابي في مستوى معيشتهم.

    -       تنظيم صفوف المجتمع المدني وتعزيز الثقة في كافة مؤسسات الدولة.

    -       الاستثمار في تنمية الانسان المصري.

    -       سد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعها.

    -       احياء قيم المسؤولية المشتركة بين كافة الجهات الشريكة لتوحيد التدخلات التنموية في المراكز والقرى وتوابعها.

    الفئات المستهدفة:

    -       الأسر الأكثر احتياجا في التجمعات الريفية.

    -       كبار السن.

    -       ذوي الهمم

    -       المتطوعين

    -       النساء المعيلات والمطلقات.

    -       الأيتام والأطفال.

    -       الشباب القادر على العمل.

    محاور عمل المبادرة:

    -       سكن كريم رفع كفاءة منازل، بناء أسقف، وبناء مجمعات سكنية في القري الأكثر احتياجًا، ومد وصلات مياه وصرف صحي وغاز وكهرباء داخل المنازل.

    -       بنية تحتية مشروعات متناهية الصغر وتفعيل دور التعاونيات الإنتاجية في القرى.

    -       خدمات طبية بناء مستشفيات ووحدات صحية وتجهيزها من معدات وتشغيلها بالكوادر طبية،على سبيل المثال:-  إطلاق قوافل طبية وتقديم من خلالها خدمات صحية من أجهزة تعويضية (سماعات ونظارات وكراسي متحركة وعكازات.. إلخ

    -       خدمات تعليمية بناء ورفع كفاءة المدارس والحضانات وتجهيزها وتوفير الكوادر التعليمية ،على سبيل المثال:- انشاء فصول محو الأمية.

    -       تمكين اقتصادي،على سبيل المثال:-  تدريب وتشغيل من خلال مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر،مجمعات صناعية وحرفية وتوفير فرص عمل.

    -       تدخلات اجتماعية وتنمية إنسانية تدخلات اجتماعية تشمل بناء وتأهيل الإنسان وتستهدف الأسرة والطفل والمرأة وذوي الهمم وكبار السن ومبادرات توعوية.

    -       توفير سلات غذائية وتوزيعها مُدَّعمة.

    -       زواج اليتيمات بما يشمل تجهيز منازل الزوجية وعقد أفراح جماعية.

    -       تنمية الطفولة بإنشاء حضانات منزلية لترشيد وقت الأمهات في الدور الإنتاجي وكسوة أطفال.

    -       تدخلات بيئية: كجمع مخلفات القمامة مع بحث سبل تدويرها.. إلخ.

     

    العمل التطوعي

    مفهوم العمل التطوعي:

    -       يعرف العمل التطوعي بأنه "نتاج تطور الإنسان ويشير إلى أي شخص يسهم طواعية بوقته الشخصي ومجهوده البدني لتقديم الخدمات للآخرين للنهوض بالتنمية البشرية والتقدم والرفاه الاجتماعي دون تعويض مادي

    -       (Wang Song, 2018, 316).

    كما يعرف العمل التطوعي أيضا بأنه (عملية يتم من خلالها بذل الجهد بشكل فردي أو جماعي، بما ينفع المجتمع دون وجود إلزام محدد، وأساسه الرغبة الحرة، والدافع الذاتي)، لذلك هو عمل اجتماعي نابع من إرادة الفرد دون الهدف للربح أو مقابل مادي؛ بل نتيجة للشعور بالولاء للمجتمع والإسهام  في تحمل المسؤوليات التي تخدم الاحتياجات الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية للفرد والمجتمع، أو معالجة مشكلة من المشكلات التي تواجه المجتمع"(حوالة، 2013م، ص9).

    وفي ذات السياق ينظر إلى مفهوم العمل التطوعي لدى طلاب الجامعات على أنه "نوع من الإجراءات والممارسات العملية المنظمة أو غير المنظمة التي يقوم بها طلاب الجامعات داخل الجامعة أو في المجتمع الخارجي؛ للاستفادة من أوقات فراغهم بشكل تطوعي، وليس من أجل الحصول على الدخل أو تنمية الموارد" (Islary & Phungshok, 2015, 12).

    كما ينظر للعمل التطوعي على أنه "عملية تسهم في تحمل الفرد لمسئولياته الاجتماعية، من خلال المشاركة بإبداء الرأي، وتنفيد الخطط دون مقابل، من خلال استثمار الخبرات والمهارات لدى الأفراد لخدمة الآخرين، وهذا لا أهمية التدريب على الأعمال التطوعية "(العبداونية، 2015م، ص27).

    كما يعرف العمل التطوعي بأنه "عملية تتضمن الجهود المبذولة من أفراد المجتمع ومؤسساته والقائمة على الرغبة والدافع الذاتي، بهدف اكتساب شعور الانتماء للمجتمع وتحمل بعض المسئوليات التي تسهم في تلبية احتياجات مجتمعية بعيدا عن السعي نحو تحقيق ربح مادي ".(الوكيل، 2016م، ص26)

    وباستقراء ما سبق من تعريفات يتضح أن مفهوم العمل التطوعي يشير  إلى إسهام أفراد المجتمع طواعية وبدافع داخلي للمشاركة في تقديم الأعمال الخيرية، سواء كان ذلك بشكل فردي، أو جماعي ومؤسسي، وهو يستند في ذلك على موجهات دينية، واجتماعية، وأخلاقية، وإنسانية، وأنه وسيلة لشعور المتطوع بالراحة النفسية والاعتزاز والثقة بالنفس لارتباطه بغايات معنوية وإنسانية بناءً على فهم احتياجات المجتمع وتحمل المسؤوليات المجتمعية، ومن ثم فإن العمل التطوعي يسهم في تحقيق الترابط والتكامل الاجتماعي في مواجهة مشكلات المجتمع ودعم الجهود التي تبذلها الدولة في ذلك.


    أهمية العمل التطوعي:

    يعدّ العمل التطوعي أحد العناصر الرئيسة للنهوض بالمجتمع، وتحقيق أهداف خطة التنمية الشاملة، ويتجلى ذلك من خلال إسهام أفراد المجتمع في المبادرات الساعية نحو التخفيف من مشكلات الناس وأعبائهم، وتحقيق التعاون الفعال مع المجتمعات الخارجية، من أجل تحقيق مبدأ العدالة والتكافل الاجتماعي، كما أنه يمثل أبرز صور المشاركة مع الحكومات في تنفيذ خططها في مختلف المجالات، وإعطاء مؤشرات إيجابية عن مستوى إحساس أفراد المجتمع بالمواطنة والمسؤولية المجتمعية، والولاء والانتماء للوطن.(المهدي، 2012م، ص5)

    ومع تقدم المجتمع وتشابك العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين أفراده تتضح مدى الحاجة إلى توظيف العمل التطوعي على مستوى أفراد المجتمع ومؤسساته، حيث يشكل أسمى حالات الترابط والتماسك المجتمعي ويعكس مدى قدرة المجتمع على حل قضاياه ومواجهة تحدياته بقوة، وشعور الفرد بقيمته ودوره، مما ينمي لديه الشعور الذاتي بالرضا.(عزازي، 2014م، ص168)

    وفي ظل تسارع وتيرة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والتي انعكست على واقع الحياة المعاصرة، فقد تحول العمل التطوعي من مجموعة أعمال فردية إلى عمل جماعي منظم من خلال مؤسسات ذات أهداف واضحة وخطط محددة تعمل في مجالات متعددة تهدف إلى خدمة المجتمع وتوفير احتياجاته وتنميته، وتتجلى أهمية العمل التطوعي في أداء ثلاث وظائف أساسية في المجتمع تتمثل في التكامل مع عمل الحكومات عن طريق رفع مستوى أداء الخدمات أو توسيع نطاقها، وتوفير خدمات جديدة قد يكون من الصعب على الحكومات تقديمها أو توفيرها (أحمد، 2016م، ص46).

    أن أهمية العمل التطوعي تتشكل في الإسهام الفعال لأفراد المجتمع ومؤسساته في مواجهة وحل المشكلات المجتمعية، والعمل على توحيد الجهود التي تبذلها الدولة والجهود التطوعية؛ للعمل على تقدم المجتمع وتحقيق رفاهيته، كما أنه من خلال ممارسة العمل التطوعي يكتسب المشاركون فيه قيمًا إيجابية تسهم في تنمية شعورهم وإحساسهم بالمسؤولية المجتمعية، كما يسهم العمل التطوعي في التقليل من تحديات المشكلات الاجتماعية والسلوك السلبي داخل المجتمع، من خلال مشاركة أفراد المجتمع في القيام بمبادرات يمكنها أن تشعرهم بمسؤولياتهم المجتمعية ودورهم الفعال فى تنمية قدرة المجتمع على مساعدة نفسه، عن طريق المبادرات والجهود  الذاتية التي يمارسها المتطوعون.

     

    ثقافة العمل التطوعي داخل المؤسسات التعليمية:

    ثقافة العمل التطوعي داخل المؤسسات التعليمية تعد جزءًا هامًا من بناء مجتمع تعليمي قوي ومزدهر ، وتعتبر المؤسسات التعليمية بيئة مثالية للعمل التطوعي، حيث يمكن للطلاب وأولياء الأمور والمعلمين والموظفين المساهمة في تحسين البيئة التعليمية وتعزيز تجربة التعلم للجميع. إليك بعض الجوانب الرئيسية لثقافة العمل التطوعي داخل المؤسسات التعليمية:

    •      الدعم المتبادل: تشجع ثقافة العمل التطوعي داخل المؤسسات التعليمية على التعاون والتبادل بين جميع أفراد المجتمع التعليمي. يمكن للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور والموظفين دعم بعضهم البعض من خلال تقديم المعلومات والخبرات والمهارات المختلفة.

    •      تعزيز الانتماء والملكية: يعزز العمل التطوعي شعور الانتماء والملكية في المؤسسة التعليمية. من خلال المشاركة في الأنشطة التطوعية، يشعر الأفراد بأنهم جزء من المجتمع التعليمي وأنهم يساهمون في تحقيق تحسينات وإيجابيات داخل المدرسة.

    •      تعلم القيم والمهارات: يوفر العمل التطوعي داخل المؤسسات التعليمية فرصًا للتعلم وتطوير المهارات. يمكن للطلاب تعلم القيم مثل التعاون والعطاء والتفاني من خلال المشاركة في أعمال التطوع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأفراد تنمية مهارات القيادة، والتنظيم، وإدارة الوقت من خلال تنظيم وتنسيق الأنشطة التطوعية.

    •      تعزيز التواصل والتفاعل الاجتماعي: يعتبر العمل التطوعي فرصة لتعزيز التواصل والتفاعل الاجتماعي بين الطلاب وبين الطلاب والمعلمين والموظفين. يمكن للمشاركة في الأنشطة التطوعية أن تسهم في بناء علاقات إيجابية وتعزيز التعاون بين الأفراد.

    •      الوعي المجتمعي والمسؤولية الاجتماعية: يعمل العمل التطوعي داخل المؤسسات التعليمية على تعزيز الوعي المجتمعي وتنمية الروح المسؤولية الاجتماعية لدى الطلاب. يساهم العمل التطوعي في تعريف الطلاب بقضايا المجتمع والتحديات التي يواجهونها، ويحثهم على المساهمة في حل تلك القضايا بطرق إيجابية.

    •      تعزيز القيم الإيجابية: يعزز العمل التطوعي ثقافة القيم الإيجابية داخل المؤسسات التعليمية، مثل العطاء والتعاون والتفاني والتسامح. يتعلم الطلاب من خلال التجارب التطوعية قيمة تقديم المساعدة للآخرين والعمل من أجل الخير العام.

    باختصار، ثقافة العمل التطوعي داخل المؤسسات التعليمية تساهم في تعزيز التواصل والتعاون، وتنمية المهارات والقيم الإيجابية، وتعزيز الانتماء والملكية في المجتمع التعليمي. تعتبر تلك الثقافة جزءًا أساسيًا من ترسيخ قيم التعليم وتحقيق التعلم الشامل والتنمية الشخصية للطلاب.

     

    مجالات العمل التطوعي:

    يسهم العمل التطوُّعي -بوصفه رغبة إنسانية-  في إتاحة فرص كبيرة وغير محدودة أمام أفراد المجتمع الراغبين في المشاركة بأنشطة التطوع، وحيث إنه قد تختلف ظروف ومجالات التطوع من مجتمع لآخر، نتيجة لاختلاف ظروف المجتمع وأفراده، والمتغيرات التي قد تحدث في المجتمع.(شاهين، وشندي، 2013م، ص12)

    ولعل من أبرز مجالات العمل التطوعي (ابن عسكر، 2015م، ص372-373):

    -       المجال الدعوي: يمثل العمل التطوعي في مجال الدعوة مواصلة للدعوة الإسلامية الدائمة المتأصلة في النسق الديني في المجتمع وتتضح أهميته في كونه يعدّ من المقومات الرئيسة لاستمرارية الترابط المجتمعي وتماسكه في مواجهة التحديات الوافدة في ظل اتساع حدود الدول الإسلامية في ظل الغزو الثقافي.

    -       المجال الاجتماعي: ويمثل أكثر المجالات التي تنتشر فيها أنشطة العمل التطوعي، والتي تقوم بدور كبير في خدمة المجتمع ومسايرة ما يتجدد من احتياجاته ومتطلباته المتعددة، ومن مظاهره المختلفة: رعاية الضعفاء والمساكين والأيتام ومساعدة الأرامل ، ورعاية كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ...).

    -       المجال التعليمي التربوي: تتجلى أهمية العمل التطوعي في المجال التعليمي والتربوي نتيجة للدور الفعال في التخفيف من الآثار السلبية للجهل والأمية وإسهامه في حفظ وتماسك المجتمع وتكوين الشخصية السوية في ظل الغزو الفكري والثقافي.

    -       المجال الصحي: ويتجلى دور العمل التطوعي في المجال الصحي في الإسهام في تقديم برامج وأنشطة صحية تهدف للتصدي للأمراض والوقاية منها، وتوعية المرضى في الوصول إلى الخدمات الصحية والمساعدة في الحصول على الأدوية وتنفيذ البرامج التثقيفية والتبرع بالدم وغيرها.

    -       المجال الأمني: ويمثل المجال الأمني أحد أهم مجالات العمل التطوعي نتيجة لدوره المهم في التكامل مع الدور الذي تقدمه الأجهزة النظامية والحكومية للحد من مخاطر الخروج على النظام المجتمعي والتوعية الأمنية بمخاطر الجريمة والسلوك المنحرف على الفرد والمجتمع.

    -       المجال الإعلامي: لوسائل الإعلام المختلفة دور مهم في التوعية بأهمية العمل التطوعي وتأثيره الفعال في تقدم المجتمع من خلال تنفيذ الحملات الإعلامية لتنمية الوعي المجتمعي بأهمية المشاركة التطوعية في خدمة قضايا المجتمع وبالتالي توجه سلوكه تجاه ما يجري حوله.


    أنشطة تطوعية عملية داخل المؤسسات التعليمية وخارجها:

    توجد العديد من الأنشطة التطوعية التي يمكن القيام بها داخل المؤسسات التعليمية وخارجها، وفيما يلي بعض الأمثلة على تلك الأنشطة:

    •      داخل المؤسسات التعليمية:

    1.   مساعدة الطلاب الآخرين: يمكن للطلاب المتفوقين مساعدة زملائهم في الدروس أو تقديم الدروس التعليمية الإضافية.

    2.   التوجيه الأكاديمي: يمكن للطلاب الأكبر سناً مساعدة الطلاب الأصغر سناً في اختيار المسارات الأكاديمية وتقديم المشورة لهم.

    3.   التطوير الشخصي: يمكن تنظيم ورش عمل أو ندوات تهدف إلى تطوير مهارات الاتصال والقيادة والتنظيم للطلاب.

    4.   الرعاية البيئية: يمكن تنظيم حملات تنظيف المدرسة وتوعية الطلاب بأهمية الحفاظ على البيئة والاستدامة.

    5.   الأنشطة الاجتماعية: يمكن تنظيم فعاليات اجتماعية مثل الحفلات أو النشاطات الرياضية لتعزيز التواصل والروح الجماعية بين الطلاب.

    •      خارج المؤسسات التعليمية:

    1.   الخدمة المجتمعية: يمكن للطلاب المشاركة في أنشطة خدمة المجتمع مثل زيارة دور الرعاية للمسنين أو المشاركة في حملات توعية صحية.

    2.   التعليم العام: يمكن للطلاب المساهمة في تعليم الأشخاص في الحاجة في المجتمع، مثل تدريس الأطفال في المدارس الفقيرة أو تقديم الدروس التعليمية للأشخاص غير المتمكنين من حضور المدارس.

    3.   الدعم الاجتماعي: يمكن للطلاب المشاركة في برامج الدعم الاجتماعي للأشخاص الذين يعانون من ظروف صعبة مثل المشردين أو اللاجئين.

    4.   الرعاية البيئية: يمكن للطلاب المشاركة في حملات تشجيع التوعية البيئية وحماية الحياة البرية وتنظيف المناطق الطبيعية.

    5.   الأعمال التجارية الاجتماعية: يمكن للطلاب المشاركة في إنشاء مشاريع تجارية تهدف إلى حل مشكلات اجتماعية مثل الفقر أو البطالة.

     

    هذه مجرد بعض الأمثلة، ويمكن تخصيص الأنشطة التطوعية وفقًا لاحتياجات واهتمامات المؤسسة التعليمية والمجتمع المحلي. إذا كنت ترغب في البحث عن فرص تطوعية محددة، يمكنك التواصل مع المؤسسات التعليمية، المنظمات غير الحكومية، أو مراكز التطوع في منطقتك لمعرفة المزيد عن الأنشطة المتاحة وكيفية الانضمام إليها.

    -      


    دور العمل التطوعي في تنمية قيم الولاء والانتماء:

    (قيم المواطنة)

    1.     مفهوم قيم المواطنة:

    يشير "بيكمور"  (Bickmore, 2014)إلى أن قيم المواطنة تتضمن "تحديد طبيعة أفراد المجتمع، وتعاملاتهم وحياتهم معا، وطبيعة أنماط شخصية أفراد المجتمع التي ينبغي أن ينتمي إليها الناشئة"، ولذلك فإنه يعتمد في جوهره مقياسا معياريا مقننا يقوم بالأساس على ركائز أخلاقية حول ما يجب تلبيته من أجل إرساء دعائم المواطن الصالح والتعليم الفعال من أجل المواطنة.

    وتعرف قيم المواطنة بأنها" مجمل القيم التي توضح مدى انتماء الفرد لوطنه، وإدراكه للأحداث السياسية التي تدور من حوله، وقضايا البيئية، والمشكلات الصحية، والأزمات الاقتصادية، وحقوق الإنسان، وأهمية تطبيق القانون، واحترام الآخر والتسامح معه، والتزامه بالقيم الاخلاقية وتحمل المسؤولية وواجباته نحو مجتمعه".(تركو، 2016م، ص175)

    كما تعرف قيم المواطنة بأنها" السمة المميزة للإنسان الذي يعرف حقوقه وواجباته نحو وطنه ومدى قدرته على التعايش الإيجابي مع أفراد مجتمعه والإسهام في خدمتهم وقيامه بالأعمال والأدوار اللازمة لرقي مجتمعه وتقدمه، وتحقيق مبادئ العدالة والمساواة دون تفرقه على أساس الدين أو اللون أو الجنس".(زقاوة، 2015م، ص56)

    ومن خلال ما سبق عرضه من تعريفات يمكن تعريف  المواطنة  بأنها :-تركز مجموعة القيم التي تعكس انتماء الفرد لوطنه، واتصافه بالقيم الأخلاقية الحميدة، والمسؤولية الاجتماعية تجاه نفسه ومجتمعه، ومعرفة ما ينبغي له من حقوق، وما يترتب عليه من واجبات ومسؤوليات تجاه المجتمع الذي يعيش فيه.

    2.     أهمية تنمية قيم المواطنة:

    تتناول المواطنة المواطن بالدرجة الأولى باعتباره الهدف الأسمى من عملية الاصلاح، وأن استقرار المجتمع وتقدمه لا يتحقق إلا عن طريق إصلاح أول لبنة من لبنات تحقيق الوحدة الوطنية ألا وهو الفرد، ومن هنا تأتي أهمية المواطنة كمبدأ اجتماعي وقانوني وسياسي أسهم في تطور المجتمع الإنساني بشكل كبير، إضافة إلى الارتقاء بالدولة ووإعلاء قيم المساواة والعدل والإنصاف، وتحقيق الديمقراطية والشفافية، والشراكة الحقيقية وضمان الحقوق والواجبات.

    وتسهم عملية تنمية قيم المواطنة في تطوير معرفة الطلاب وفهمهم لقضايا الساعة المحلية والوطنية، تشجيعهم على اكتساب الثقة في تكوين الرأي والتعبير عنه علناً، وتمكينهم من أن يكون لهم رأي داخل الجامعة حول جودة برامج التعلم الخاصة بهم، والمشاركة في رسم السياسات وصنع القرار، وتشجيعهم على التعرف على المشاركة المسؤولة في الجامعة والمجتمع المحلي، وبناء مهاراتهم القيادية، وإعدادهم للمشاركة الكاملة في النظام السياسي الديمقراطي (Suyan, 2021, 948).

    وتتجلى أهمية قيم المواطنة في تدعيم استقرار حياة الفرد وتنمية المجتمع بشكل رئيس، بل يتجاوز الأمر ذلك إلى أبعد من ذلك في ضرورة العناية بها في ظل الواقع الحالي وما يحمله في طياتها من تحديات تؤثر بالسلب على تماسك المجتمع واستقراره ومحاربة كل ما هو أخلاقي واهتزاز القيم ومحاربة  الفضيلة، واضطراب المعايير الاجتماعية والأخلاقية، وهذه الأمور كلها  تؤكد على ضرورة العمل على إعادة النظر في طبيعة القيم السائدة حاليا والعمل على غرس القيم الإيجابية في نفوس الطلاب لمواجهة التحديات التي يتعرضون لها.


    قيم المواطنة ومبادؤها:

    تشكل القيم فى مجملها مكونات المواطنة المسئولة، والتى يتحتم تربية الفرد عليها ليصبح قادراً على الاضطلاع بها وممارستها. وفى ضوء ما أسفر عنه تحليل مفهوم كل من المواطنة والقيم، توجد أربع قيم رئيسة للمواطنة، يرتبط بها كثير من القيم الفرعية المتداخلة معها، كما أنها محققة للمواطنة فى أبعادها المختلفة، والتى يتعين على المؤسسات التعليمية تنميتها لدى الطلاب، وهى قيم الانتماء، والحوار، والمشاركة السياسية، والحفاظ على البيئة، ويمكن عرضها على النحو التالي (إسماعيل، 2015م، ص35):

    -     قيمة الانتماء: يتولد الشعور بالانتماء لدى الفرد نتيجة ارتباطه بكيان أكبر مثل: الأسرة والقبيلة والأمة وغيرها، لذا يعرف الانتماء بأنه وازع أو إحساس ينبع من داخل الفرد ويتمثل في تلبية الحاجات والدوافع الاجتماعية والنفسية، وينمي لدى الفرد الارتباط بقيم المجتمع وعاداته وثقافته وأنظمته المختلفة ومؤسساته بوصفه جزءاً من المجتمع ويجب عليه التمسك بقيمه والالتزام بمعاييره وضوابطه عن قناعة والتزام مع الاستعداد للقيام بواجباته من أجل نصرته والدفاع عنه والإسهام في حل قضاياه.

    -     قيمة الحوار: يعد الحوار من القيم الحضارية والإنسانية الضرورية، والتى يتعين على الأفراد والمجتمعات ممارستها، للتعامل الايجابي مع المتغيرات المعاصرة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، والإفادة من ايجابيات الحوار فى تحقيق المواطنة الفعالة للفرد داخل المجتمع.

    -     قيمة المشاركة السياسية: تعدّ المشاركة السياسية أرقى واجبات المواطنة الصالحة عندما تتسنى للفرد فرصة القيام بأدواره الواقعية نحو قضايا ومشكلات مجتمعه من خلال المشاركة في الحياة السياسية من خلال الإسهام الفاعل في اتخاذ القرارات والمشاركة في تنفيذها بالإضافة إلى محاولة وضع الأهداف العامة للمجتمع وبدائلها وأفضل الإجراءات والآليات اللازمة لتحقيقها.

    -     المحافظة على البيئة: أصبح الاهتمام بالبيئة وقضاياها من الموضوعات الرئيسة فى المجالات التربوية ويعكس ذلك ما يعقد من مؤتمرات، ومعاهدات واتفاقيات دولية تعنى بالحفاظ على البيئة، وأصبحت المواطنة البيئية من قيم المواطنة الحديثة التي تبرز الاهتمام بقضايا وشؤون البيئة، التى تعكس اهتمام الفرد بالمشاركة فى حماية الشأن العام من خلال الحفاظ بالبيئة، ومن ثم دمج الفرد فى حل القضايا والمشكلات البيئية.

    وحدد هوبكنز (2002) خمسة جوانب رئيسية لقيم المواطنة الصالحة التي تمثل المواطن الصالح في المجتمع وهي (Al-Qatawneh, et al, 2019, 2):

    -     الصدق: يجب أن يكون المواطن الصالح صادقًا مع الآخرين وكذلك مع نفسه، من أجل أن يكون مواطنًا صالحًا في مجتمعه.

    -     التعاطف: يشير التعاطف إلى عاطفة الاهتمام بالناس وللأشياء الحية الأخرى؛ حيث إن التراحم يخلق رابطة عاطفية بين المواطن والآخرين.

    -     الاحترام: يشير الاحترام إلى احترام المواطن لذاته واحترامه أفكار الآخرين واحترام القوانين والأنظمة.

    -     المسؤولية: المسؤولية تشمل كلا من المسؤولية الشخصية عن نفسه والمسؤولية العامة عن المجتمع، والتزام الفرد بالقيم والتزامه بالدفاع عن الوطن وحمايته.

    -     الشجاعة: الشجاعة مهمة للمواطنة الصالحة لأنها تلهم المواطن للمشاركة في إحداث التغييرات المطلوبة في المجتمع من أجل التطوير والإصلاح.

    ومن خلال ما تقدم من قيم فإن التربية على المواطنة تتجلى في الحفاظ على القيم الاجتماعية والأخلاقية التي تعكس هوية المجتمع وأصالته، والتي تتمثل في مجموعة من القيم والمبادئ التي يجب ترسيخها، ويأتي على رأسها الإحساس بالهوية العربية الإسلامية والحضارية، والاعتزاز بها والاستعداد للتضحية من أجلها، مع ضرورة الانفتاح، في ذات الوقت على الثقافات والمجتمعات الأخرى والتعامل معها في إطار من الفهم العميق والموضوعية والحوار القائم على العلم والاحترام والإنسانية.

     

    اليوم الثاني: مجتمعات التعلم المهنية:

    وهذا فيديو اليوم الثاني من تدريب التنمية المهنية في عصر الذكاء الاصطناعي 

    تمهيد:

    لم تعد المدرسة هي المصدر الوحيد للمعرفة في ظل الانفجار المعرفي المتسارع لذا فإن قدرتها على البقاء والتميز في ظل مجتمع المعرفة أصبحت تقاس بقدرتها على التعلم الجيد، وعلى ذلك تغيرت النظرة التقليدية لها من كونها مكاناً يتعلم فيه الطلاب، ويدرس فيه المعلمون، ويقود فيه المديرون، إلى منظور أوسع وأشمل يهتم بتعلم كافة الأطراف المعنية من قادة ومعلمين وإداريين وطلاب إلى جانب الآباء وأفراد المجتمع المحلي، ومن ثم تحولت إلى ما يطلق عليه منظمة تعلم (Learning Organization) أو مجتمع تعلم (Learning Community).

    ويفهم من ذلك أن عملية التعلم تمثل المقوم الأساسي الذي تعتمد عليه أي مدرسة لكي تصبح منظمة تعلم، حيث تهتم بالتطوير المستمر لقدرات العاملين وكافة المسؤولين بها، وتنمية أنماط جديدة من التفكير لديهم، كما تحثهم على العمل الجماعي لإنجاز المهام والأنشطة وتحقيق الأهداف، ولا يتأتى ذلك إلا في ظل قيادة واعية تدمج عملية التعلم في رؤية المنظمة وأهدافها واستراتيجياتها وأنشطتها اليومية.

    وبناء على ماسبق فإن المجتمعات المهنية للتعلم يمكن أن تصبح مدخلاً قوياً إلى التنمية المهنية واستراتيجية فعالة لتغيير وتطوير المدارس، فقد أثبتت التجارب والممارسات التربوية أن الإصلاح التعليمي الذي يفرض على المدرسة من خارجها، لا يحقق – غالباً – النتائج المرجوة منه، فالإصلاحات التي توضع من قبل المسئولين، ثم تطبق على المدارس دون مراعاة للتفاوت فيما بينها في الإمكانات المادية والبشرية والبنى التنظيمية، وكذلك مدى استعداد المدارس لتطبيقها، ومدى تحمس العاملين بها لتقبلها ودعمها، كلها أمور تؤثر بدرجة كبيرة على نجاح هذه الإصلاحات.

     

    فلسفة ونشأة مجتمعات التعلم المهنية:

    تعود جذور فكرة مجتمعات التعلم إلى فلسفة جون ديوي الذي أكد على التعلم الجماعي، إضافةً إلى ظهور نظريات التعلم التعاوني وفرق العمل، التي أغنت مفهوم مجتمعات التعلم الذي برز لتعزيز المفاهيم المشتركة وتحقيق التآزر والمشاركة والتوافق بين الجهد الفردي والجماعي لتحقيق الانسجام والتكامل. ويعد “بيتر سينج” هو المؤسس لمنظمات التعلم والذي أكد على أهمية مجتمعات التعلم في المدارس. وظهر مفهوم مجتمعات التعلم في أواخر ثمانينات القرن العشرين وفي بداية القرن الحادي والعشرين، بتحول العالم من مجتمع الصناعة إلى مجتمع ما بعد الصناعة، ومن مجتمع المعلومات، إلى مجتمع المعرفة، وهذا التحول المتسارع يتطلب من الإنسان المعاصر أن يكون منخرطاً باستمرار في جماعات التعلم، وأن يتعلم الإنسان محتوى فاعلا ويتعلم كيف يتعلم

    مفهوم مجتمعات التعلم المهنية :

    تتعدد مفاهيم مجتمعات التعلم المهنية، وتدور جميعها حول مبدأ التعاون الذي يكفل التعلم المستمر، للمعلمين والمتعلمين على حد سواء، هذا المبدأ الذي يمكن اعتباره جوهر مفهوم مجتمعات التعلم المهنية.

    وتشير مجتمعات التعلم المهنية إلى نوع من المشاركة يحدث بين فريق من المعلمين الذين يُدرّسون نفس المقرر الدراسى بحيث تستهدف تلك المشاركة تحقيق مجموعة من الأهداف المحددة سلفًا في إطار رؤية مشتركة يصيغها أطراف مجتمع التعلم المهني ويلتفون حولها.

    وعلى النحو الذي يحقق تطوير مستمر لأداء أطراف مجتمع التعلم المهني، وتجعلهم شركاء عمّا تسفر عنه العملية التعليمية من نتائج إيجابية أو سلبية.

    وتعد مجتمعات التعلم المهنية واحدة من الركائز التي يُعتمد عليها في تعزيز الجودة في التعليم وتطوير المؤسسات التعليمية، وتحويلها إلى مؤسسات تربوية متكاملة، لا تركز فقط على عملية تعليم الطلاب، بل على عملية تعلمهم.

    وفي هذا الإطار يتضح جليًا أهمية اكتساب المعلمين للمهارات والمعارف التي تجعلهم قادرين على إيفاء متطلبات عملية تعلم الطلاب.وهذا هو ما يسعى إليه نموذج مجتمعات التعلم المهنية، بما يطرحه من أنشطة وقنوات تواصل وسبل تفاعل، تكفل للمعلمين تبادل مستمر للخبرات والمعارف، واطلاع دائم على أكفأ الممارسات التعليمية.الأمر الذي يساهم في تعزيز دور المعلم وكفاءته، وجعله أقدر على حل المعوقات التي تعترضه خلال العمل.

    ومن شأن ذلك كله أن يصب في بوتقة تعلم الطلاب، وتذليل صعوبات التعلم التي يعانون منها

    نظراً لحداثة مصطلح مجتمعات التعلم، فليس هناك تعريف محدد لها، فمجتمعات التعلم قد يختلف تفسيرها باختلاف السياق الذي تفسر فيه، غير أنه يبدو أن هناك إجماعاً واسعاً على أن المقصود بهذه المجتمعات هو قيام مجموعة من الناس يعملون بشكل جماعي بمشاركة بعضهم البعض في ممارساتهم، والبحث الناقد في هذه الممارسات، وذلك بطريقة تتسم بالاستمرارية والتعاونية والتأملية والاستيعاب والتوجيه التعليمي، والدفع نحو التحسين والنمو.

    وتعرف مجتمعات التعلم المهنية بأنها: "المجتمع الذي يكون فيه المعلمون وإدارة المدرسة في سعى دائم للمشاركة في التعلم، والبناء على هذا التعلم، بهدف تعزيز فاعليتهم المهنية، بما يعود بالفائدة على الطلاب، وهو ما يمكن تسميته بمجتمعات التطوير والبحث المستمر".

    كما تعرف بأنها تلك المجتمعات التي تتكون من مجموعة من الأفراد يشتركون في هدف واحد، ويتعاونون في تحديد جوانب القوة لدى كل فرد واستثمارها، ويحترمون تنوع الآراء، ويدعمون فرص التعلم بفاعلية، الأمر الذي يؤدي إلى توفير بيئة متعاونة نشطة، وتنمية قدرات عالية لدى جميع الأعضاء، وإمكانية إنتاج معارف جديدة والعمل على تبادلها.

     

    أهداف مجتمعات التعلم المهنية:

    يعد تحسين عملية التعلم هو الهدف الأساسي لمجتمعات التعلم المهنية، ومنه تنبثق العديد من توصيات المجتمعات المهنية وأهدافها.

    •      تحفيز التفكير النقدي والإبداعي، ودعم الأنشطة الابتكارية في إطار عملية التعليم.

    •      بيان دور المهنية في العملية التعليمية، وكيف تسهم في ترسيخ القيم التعليمية المشتركة.

    •      إكساب المتعلمين مجموعة مختلفة من المهارات الحياتية، على رأسها: مهارات التفاوض والقيادة.

    •      إيجاد حلول مبتكرة وقابلة للتطبيق بشأن ما يواجه المتعلمين من صعوبات في الاستيعاب أو خلال التقييم، أو غيرها.

    •      خلق مساحة للتطوير المستمر لمهارات المعلمين وخبراتهم.

    •      الإفادة من التقنيات التكنولوجية في الحصول على معرفة غير محدودة.

    •      خلق مجتمعات دراسية تدعم عملية التعلم.

    •      التطوير الشامل للمنظومة التعليمية على النحو الذي يصب في المصلحة العامة للمجتمع.

    تلك الأهداف التي تختلف باختلاف المجتمع المهني، كما تختلف في إطار المجتمع المهني الواحد، بناء على المرحلة والظروف التي يمر بها

    يمكن الإشارة إلى أهم الأهداف التي يسعى مجتمع التعلم المهني على تحقيقها فيما يلي:

    إصلاح وتطوير المدارس

    ويمثل هذا الهدف الغاية الكبرى لمجتمع التعلم المهني، وهو تحقيق الإصلاح المدرسي وتطوير عملية التعلم، والجديد هنا في عملية الإصلاح أنها تتم من خلال التعليم نفسه، أو ما يمكن أن نسميه “إصلاح التعليم بالتعليم فإذا كان المجتمع المهني يدفع فعلاً نحو التغيير التعليمي والتطوير والإصلاح، فإنه يفعل ذلك من خلال خلق أو إيجاد بيئة من شأنها أن تساعد على التعلم.

    خلق بيئة مدرسية داعمة ومحفزة على التعلم

    إن بناء هذه البيئة الداعمة والمحفزة لعملية التعلم يعد من أهم الأهداف والأسس لبناء مجتمع تعلم مهني، لذا فإن نجاح المدرسة في بناء مجتمع تعلم مهني مرهون بدرجة كبيرة بقدرتها على بناء بيئة تعاونية “تتسم بالصداقة” ومساعدة العاملين بعضهم البعض، بحيث يتولد لديهم إحساس بأنهم أسرة واحدة تعمل بانسجام” .

    تنمية الشعور بالشخصية الجماعية

    تعتمد مجتمعات التعلم على مناخ عمل جماعي يتسم بالتواصل المنفتح والمشاركة في صنع القرار والفهم المشترك، والعمل القائم على الفرق التعاونية، كل ذلك يؤدي إلى شعور الفرد بأنه عضو في جماعة، أو فرد في فريق، ومن ثم يتعلم الطلاب أنهم لا يمكن أن يكونوا مستقلين تماماً بذاتهم، ولا معتمدين تماماً على الآخرين.

    تنمية خبرات ومهارات الطلاب والمعلمين

    لا يقتصر مجتمع التعلم المهني على تنمية المهارات والخبرات وحدها ولكنه إلى جانب ذلك يهدف إلى تنمية الخبرات الاجتماعية والأكاديمية والمهنية، ويتم دمج هذه الخبرات معاً، وتهدف كل البرامج التي تقدم في مجتمع التعلم المهني إلى تنمية المهارات والخبرات الشخصية لدى المعلم والطالب وكذلك تنمية مهارات التفكير المعقدة، خاصة التفكير الإبداعي،حيث يتعود الطلاب على ممارسة البحث العلمي في دراسة مشكلة معينة، وجمع المادة العلمية من مصادرها.

    رفع مستوى الأداء الأكاديمي في مجتمعات التعلم المهنية

    إن تحسين الأداء الأكاديمي للمدرسة من أهم أهداف مجتمعات التعلم داخل المدرسة، فالمدارس التي تتبنى نظام المجتمعات المهنية تحافظ على معدلات تحصيل عالية.


    المبادئ والأسس التي تقوم عليها مجتمعات التعلم المهنية:

    القيادة التشاركية الدعامة

    ففي مجتمع التعلم المهني يتبادل مدير المدرسة القيادة مع العاملين، ويشارك معهم بأسلوب جماعي ديمقراطي في العمل المدرسي، ويتقاسم معهم السلطة والقوة، وبذلك يمكن أن تزدهر استقلالية المعلمين وتمكينهم .

    الرؤية والقيم المشتركة

    لا يمكن بناء منظمة تعلم بدون رؤية مشتركة يتفق عليها جميع العاملين، حيث يتميز مجتمع التعلم بوجود رؤية ورسالة مشتركة، ويشعر جميع الأعضاء العاملين بمسئوليتهم المشتركة نحو تحقيق الأهداف.

    الإبداع الجماعي

    عندما يتعاون العاملون، فإنهم يبحثون بصورة جماعية عن معارف جديدة ويتبادلونها، ويؤثر هذا النشاط بإيجابية على ممارساتهم داخل المدرسة .

    الظروف الداعمة

    لتحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم يجب أن تكون البيئة الحالية داعمة وقوية بدرجة كافية بحيث تسمح للعاملين بالمشاركة في الأنشطة التعاونية.  وتتضمن الظروف الداعمة ما يلي:

    -     قدرات الأفراد المشاركين، وتمثل الجانب الثقافي للمدرسة.

    -     الظروف الطبيعية والهيكلية، وتمثل الجانب التنظيمي للمدرسة.

     

    ممارسات بناء قدرة المدارس كمجتمعات تعلم مهنية:

    هناك عدداً من الممارسات تساعد في بناء قدرة المدارس كمجتمعات تعلم مهنية، وتلعب القيادة دوراً محورياً في تلك العملية، وتتمثل تلك الممارسات فيما يلي:

     (1) ممارسات تأملية Reflective Practices:

    فمن الشائع في تلك المدارس أن يتأمل المعلمون ممارساتهم ويختبروا البدائل التعليمية، ويتم التعرف على تأملاتهم وجهودهم البحثية من خلال اتجاههم نحو جمع مجموعة كبيرة من البيانات حول الفصل والمدرسة.

     (2)الموارد التنظيمية Organizational Resources:

    يتوافر في تلك المدارس موارد تكنولوجية ومنهجية ومكتبية مناسبة، وكذلك فرص عديدة للتنمية المهنية.

    (3)  الاستمرارية Currency

    يحرص العاملون في تلك المدارس على الإطلاع المستمر على أحدث البحوث في مجال التعليم والتعلم

     (4) فرص التعلم Learning Opportunities:

    تتيح تلك المدارس فرصاً عديدة للتعلم أمام العاملين والطلاب والآباء، ويقوم المديرون بتنمية ثقافة تحث على التعلم.

    (5)  التدريس التفاعلي Interactive Teaching:

    يبحث المعلمون في تلك المدارس عن طرق لتحسين عمليتي التعليم والتعلم، ويتم ذلك بصورة جماعية.

    (6)  مشاركة المتعلم Learner Engagement:

    تتسم تلك المدارس بارتفاع مستوى مشاركة الطلاب معرفياً وسلوكياً وانفعالياً.

    (7)  بناء فرق تعلم Developing Learning Teams:

    يهتم المديرون في تلك المدارس بتقدير العمل الجماعي وحث الآخرين على القيام بأدوار قيادية.

    مما سبق يتضح أن تحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية يعتمد إلى حد كبير على بناء قدرات القادة والأفراد العاملين بتلك المدارس وتنمية معارفهم ومهاراتهم، ومن أبرز الممارسات التي تسهم في ذلك مشاركة جميع أفراد المجتمع المدرسي في العمل القيادي وصنع القرارات المدرسية، بالإضافة إلى مشاركة الطلاب والمتعلمين أنفسهم، والتركيز على التعلم الفردي والتنظيمي، والقيام بالأنشطة المختلفة من خلال العمل الجماعي وبناء فرق العمل.

     

    المبادئ والأسس التي تقوم عليها مجتمعات التعلم المهنية:

    القيادة التشاركية الدعامة

    ففي مجتمع التعلم المهني يتبادل مدير المدرسة القيادة مع العاملين، ويشارك معهم بأسلوب جماعي ديمقراطي في العمل المدرسي، ويتقاسم معهم السلطة والقوة، وبذلك يمكن أن تزدهر استقلالية المعلمين وتمكينهم .

    الرؤية والقيم المشتركة

    لا يمكن بناء منظمة تعلم بدون رؤية مشتركة يتفق عليها جميع العاملين، حيث يتميز مجتمع التعلم بوجود رؤية ورسالة مشتركة، ويشعر جميع الأعضاء العاملين بمسئوليتهم المشتركة نحو تحقيق الأهداف.

    الإبداع الجماعي

    عندما يتعاون العاملون، فإنهم يبحثون بصورة جماعية عن معارف جديدة ويتبادلونها، ويؤثر هذا النشاط بإيجابية على ممارساتهم داخل المدرسة .

    الظروف الداعمة

    لتحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم يجب أن تكون البيئة الحالية داعمة وقوية بدرجة كافية بحيث تسمح للعاملين بالمشاركة في الأنشطة التعاونية.  وتتضمن الظروف الداعمة ما يلي:

    -     قدرات الأفراد المشاركين، وتمثل الجانب الثقافي للمدرسة.

    -     الظروف الطبيعية والهيكلية، وتمثل الجانب التنظيمي للمدرسة.

     

     متطلبات تحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية:

    يمكن تحديد مجموعة من المتطلبات اللازمة لتحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية على النحو التالي:

    تبني نمط قيادي معاصر يدعم مشاركة العاملين

    إن مجتمعات التعلم تتطلب نمطاً مختلفاً من القيادة يزيد فيه مستوى مشاركة العاملين في عملية صنع القرار، وتبادل السلطة، ويعمل فيه القادة على بناء القدرة القيادية بين زملائهم، ويهتمون في الوقت ذاته بتحسين الإنجاز الطلابي على المدى الطويل.

    إن تحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم يتطلب دعم المدير الذي يرفض فكرة صنع القرار بمفرده، كما أن المديرين الذين يرغبون في تقاسم القيادة مع الآخرين يجب أن يستبدلوا الرقابة على المعلمين بدعمهم وإتاحة الفرص أمامهم للنمو والتطور.

    توزيع المهام والمسئوليات القيادية على جميع العاملين بالمدرسة وفقاً لقدراتهم

    لا يمكن إنجاز المهام الصعبة في أي مشروع يقوم على المعرفة مثل التعليم والتعلم بدون توزيع المسئوليات والمهام القيادية ونشرها بين العاملين، وبهذا المعنى فإن تحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية يتطلب من القادة توزيع المسئوليات والمهام القيادية على كافة أعضاء المجتمع المدرسي وفقاً لقدراتهم.

    توفير مناخ صحي للعلاقات

    وفي سياق تحويل المدرسة إلى مجتمع تعلم مهني تزداد العلاقات بين جميع الأفراد من قادة وتابعين، ومن ثم فعلى القادة توفير مناخ صحي للعلاقات لكي يحقق جميع الأفراد في المجتمع المدرسي مستويات مرتفعة من التعلم.كما يتطلب بناء مجتمع التعلم المهني أن يعمل مدير المدرسة على تعزيز المناخ الإيجابي للتعلم من خلال الحفاظ على درجة عالية من الشفافية، وتوفير الحفاظ للعاملين.

    التركيز على التعلم

    إن بناء مجتمع التعلم المهني يتطلب من القادة التركيز على التعلم والبحث عن استراتيجيات للمحافظة عليه .

    بناء هياكل تنظيمية تدعم ثقافة التعاون بين العاملين

    في سياق بناء مجتمع التعلم المهني يدرك التربويون ضرورة العمل بصورة جماعية لتحقيق هدفهم الجماعي لتعلم الجميع، ومن ثم فهم يقومون ببناء هياكل تدعم ثقافة التعاون.

    بناء الثقة بين أطراف التعلم في المدرسة

    يعد بناء الثقة أمراً جوهرياً لنجاح العمل التعاوني في مجتمعات التعلم، فثمة حاجة إلى بناء الثقة المتبادلة بين الزملاء والأقران، وبينهم وبين القادة.

    دعم ثقافة التنمية المهنية المستدامة

    إن ثقافة التنمية المهنية المستمرة تعد من المتطلبات المهمة لنجاح المدارس كمجتمعات تعلم، وتتضمن تلك التنمية جميع الأفراد العاملين، وتعتمد على رؤية مشتركة، وعلى العمل الجماعي / الفريقي، وتعتبر المدير كقائد متعلم.

    ويهتم القادة في مجتمعات التعلم المهنية اهتماماً كبيراً بتنمية القدرة القيادية في مدارسهم، وتنتشر صور التدريب والتنمية فمنها: الحوارات التأملية، وشبكات العمل، ونماذج الدور، ويعد ذلك فرصة لممارسة الأدوار القيادية عبر مواقف متعددة وبيئات مدرسية متنوعة.

    فرق العمل ضرورة لبناء مجتمعات التعلم

    وتكمن أهمية فرق العمل كأحد المتطلبات الأساسية لبناء مجتمعات التعلم في كونها تقنية أو أسلوب حديث يساعد على تفهم وتقبل الأفراد الآخرين في العمل ومعرفة أبعاد سلوك كل فرد وما يتسم به من دوافع واستعدادات وقدرات للتفكير والإبداع، كما أنه يساعد على تعزيز الدعم والثقة والاتفاق وتحقيق الأهداف.

    ويحتاج العمل الفريقي في المدارس التي تحولت إلى مجتمعات تعلم مهنية إلى الدعم والتعزيز بصورة كلية حيث يظهر فيه الالتزام بالقيادة التشاركية والتعاون.

     

     الأنماط القيادية الملائمة لتحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية:

    القيادة التوزيعية ومجتمعات التعلم المهنية

    تعد القيادة التوزيعية أحد الأنماط القيادية المعاصرة التي ظهرت حديثاً في المنظمات التعليمية، ومن بينها المدارس، ولقد أثبتت نتائج عدة دراسات أن لها دوراً فاعلاً في بناء مجتمعات التعلم المهنية، وتتضح أهمية القادة التوزيعية في مجتمعات التعلم المهنية في عدد من المؤشرات والممارسات التي يمكن تناولها من خلال العديد من الأدبيات والدراسات المرتبطة على النحو التالي.

    -       دعم قادة المدارس للتنمية المهنية و للتعليم والتعلم بفاعلية، وتحفيز جميع العاملين والأطراف المعنية للعمل معاً كفريق تعاوني لدراسة االعوامل المهمة المرتبطة بتطوير رسالة المدرسة وأهدافها لغرض التحسين المدرسي.

    -       تفويض الأطراف المعنية ومشاركتها في مسئولية صنع القرار المدرسي بصورة تعاونية وتوزيع المسئولية على الأعضاء لزيادة شعورهم بالملكية والمحاسبية إلى أقصى حد.

    -       تعاون الأعضاء لتحديد وتحقيق أهداف التعلم بالمدرسة، واستخدام المدرسة لآليات رسمية للتبادل المهني، واهتمامها بتنمية شبكة للعلاقات.

    -       رسم الفرق الجماعية لخطوط السلطة والمسؤولية وتدريب الفرق على أنشطة التحسين المدرسي، والانضمام إلى صنع القرار التشاركي، والبحث عن الحلول فعالة للمشكلات المدرسية، مع توفير موارد كافية وظروف عمل داعمة للتخطيط التعاوني.

    القيادة التشاركية ومجتمعات التعلم المهنية

    تعد القيادة التشاركية أحد الأنماط القيادية التي ظهرت مؤخراً في أدبيات الفكر التنظيمي المعاصر، والتي يمارسها العديد من القادة في المدارس، وقد أظهرت نتائج عدة دراسات وبحوث أن لها دوراً فاعلاً في تحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية.

    إن القيادة التشاركية تدعم مجموعة من التفاعلات والعلاقات المتعددة التي تعمل على بناء القدرة للتغيير. ولقد انتهت حركات الإصلاح التربوي المعاصرة إلى أن القيادة التشاركية تعد استراتيجية مفضلة لتحقيق التحسين المدرسي، فهي تحث العاملين على الاندماج” بصورة أكبر في الممارسات الابتكارية لصنع القرارات التعليمية.

    وهناك خمسة عناصر تصف المشاركة في القيادة من أجل ممارسة التعلم على النحو التالي:

    -       تعمل الهياكل على تدعيم المشاركة في تطوير المدرسة كمجتمع تعلم.

    -       تظهر القيادة التشاركية في التدفق اليومي للأنشطة المدرسية.

    -       يتم تشجيع كل فرد لتحمل مسئولية القيادة بحيث تكون مناسبة للمهام التي يقوم بها، ومتوافقة مع السياق.

    -       يتم الاعتماد على خبرات العاملين والطلاب والآباء، واعتبارهم موارد.

    -       يتم تقدير وتعزيز الأنماط التعاونية للعمل والنشاط مع تجاوز حدود المادة الدراسية والدور والمنصب.

    خصائص النمط القيادي الملائم لتحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية:

    في ضوء ما تم تناوله من طبيعة مجتمعات التعلم المهنية وخصائصها، وبناء قدرات العاملين بها، ومتطلبات تحويل المدارس لمجتمعات تعلم مهنية، ونمطي القيادة التوزيعية والتشاركية، يمكن استخلاص مجموعة من الخصائص للنمط القيادي الملائم لتحويل المدارس إلى مجتمعات تعلم مهنية، ويتم تقسيمها إلى المجالات التالية:

    المجال الأول:فصل الممارسات القيادية عن سلطة المنصب وربطها بالخبرة، ويتضمن:

    -       التأكيد على أن القيادة صفة غير مرتبطة بشخص أو منصب معين، وإنما تمتد لتشمل أي عضو من أعضاء فريق العمل المدرسي.

    -       الاعتماد على الخبرة بدلاً من السلطة الوظيفية في ممارسة العمل القيادي بالمدرسة.

    -       توزيع الممارسات والمسئوليات القيادية بين القادة الرسميين وغير الرسميين.

    -       تحويل أعضاء المجتمع المدرسي لممارسة الأدوار والأنشطة القيادية.

    المجال الثاني:دعم ثقافة المشاركة بين كافة الأطراف المعنية، ويتضمن:

    -       صنع القرار المشترك بين القادة والعاملين والأطراف المعنية.

    -       مشاركة أعضاء المجتمع المدرسي والمحلي في قيادة المدرسة.

    -       مشاركة أعضاء المجتمع المدرسي في تحديد ونشر رؤية المدرسة وأهدافها.

    المجال الثالث:تطوير الهياكل التنظيمية، ويتضمن:

    -       تبني هياكل تعتمد على فرق العمل وتسمح بتمكين العاملين ودعم استقلاليتهم ومشاركتهم في القيادة، وتدعم ترتيبات توزيع السلطة، والاتصال المفتوح وتبادل المعلومات بين الأعضاء.

    -       تبني الهياكل المرنة غير الهيراركية التي تسمح للأفراد بالتعلم وبإحداث التغييرات، والقدرة على التكيف السريع مع التغيرات البيئية.

    المجال الرابع:تبني ثقافة تنظيمية تدعم القيم الإيجابية، ويتضمن:

    -       تهيئة البيئة التي تساعد على إقامة علاقات تعاونية إيجابية بين أعضاء المجتمع المدرسي.

    -       نشر ثقافة التعاون بين أعضاء المجتمع المدرسي، وتعزيز الأنماط التعاونية في ممارسة الأنشطة المختلفة.

    -       تعزيز الاحترام المتبادل والشعور بالتقدير والثقة بين القادة وأعضاء الفريق المدرسي.

    المجال الخامس:دعم التنمية المهنية المستدامة، ويتضمن:

    -       توفير فرص التنمية المهنية المستمرة أمام أعضاء الفريق المدرسي.

    -       الاهتام ببناء القدرات القيادية لأعضاء المجتمع المدرسي.

    المجال السادس:دعم ثقافة التعلم ونشرها، ويتضمن:

    اعتبار المدرسة فريق من المتعلمين.

    -       الاهتمام بالتعلم الجماعي التعاوني بين أعضاء الفريق المدرسي.

    -       حث أعضاء الفريق المدرسي على اكتشاف فرص وتحديات جديدة للتعلم من خلال اكتساب المعارف المختلفة.

    المجال السابع:دعم الابتكار والتجديد، ويتضمن:

    -       تيسير الابتكار من خلال تعزيز الآلية التحفيزية لتمكين العاملين وأعضاء الفريق.

    -       تنمية قدرة الفريق على تحويل الأفكار الجديدة والمعارف الفردية إلى إجراءات وممارسات وخدمات ابتكارية.

    -       إتاحة الفرصة أمام أعضاء الفريق المدرسي للابتكار وتجريب الأفكار والممارسات الجديدة.

    ما هي استراتيجيات مجتمعات التعلم المهنية؟

    هناك أكثر من استراتيجية يُعتمد عليها حتى تتحقق فوائد مجتمعات التعلم المهنية، وتتمثل تلك الاستراتيجيات فيما يلي:

    الأنشطة اللاصفية

    -     تقوم استراتيجية الأنشطة اللاصفية على مناقشة موضوعات غير مدرجة ضمن المقرر الدراسي، مثل: تجديد الخطاب الديني، أو عمل المرأة.

    -     كما أن الأنشطة المنفذة في إطار تلك الاستراتيجية لا يتم تنفيذها في ساعات اليوم الدراسي.

    -     وتستهدف الأنشطة اللاصفية اكتساب معارف ومهارات إضافية إلى تلك الموجودة في المقررات الدراسية، وفي إطار من الحرية.

    الدمج

    -     تقوم استراتيجية الدمج على إنشاء نوع من التكامل بين المقررات التعليمية، وأي شكل من أشكال المستجدات التربوية، في أي مجال سواء كان تكنولوجي أو بيئي أو نحوه، مثل: التربية على الحفاظ على المناخ.

    -     ومن شأن تلك الاستراتيجية أن تزيد وعي المتعلمين بما يدور في المجتمع من قضايا، وأن تعزز شعورهم بالمسئولية نحوها.

    المقررات المستقلة

    -     تقوم استراتيجية المقررات المستقلة على اختيار موضوع ما، مثل: الأمن الغذائي في الدول النامية، أو مستقبل الذكاء الاصطناعي.

    -     ثم ترجمة الموضوع إلى مقرر دراسي، فيُدرس في ساعات اليوم الدراسي، وتحدد له أهداف ومفاهيم وأسلوب تدريس ونمط تربوي، وكذلك طريقة لاختبار المتعلمين حوله.

    -     وتستهدف تلك الاستراتيجية تدريب المتعلمين على مواكبة المستجدات المحلية والعالمية، وتطوير معرفتهم حولها.

    المشروعات التربوية

    -     تقوم استراتيجية المشروعات التربوية على صورة من التعاون بين المؤسسات التعليمية ومؤسسات مجتمعية أخرى، بشأن مشروع تربوي يتم اختياره، مثل: التحول الرقمي أو حقوق الإنسان، ونحوها.

    -     وذلك عملًا بمبدأ التعلم بالعمل وتطوير مناطق الاهتمام عند المتعلمين.

    -     وتستهدف تلك الاستراتيجية إكساب المتعلمين مجموعة من المهارات، على رأسها: مهارات التفاوض، والتخطيط، واحترام الرأي، والنقد البناء، والشعور بالمسئولية

     

    دور المعلم في المجتمعات المهنية:

    يجتمع المعلمين بانتظام كل أسبوعين أو كل شهر ، على سبيل المثال ويعملون معًا لتحسين وتنويع تقنياتهم التعليمي ، على سبيل المثال ، قد يوافقون على تحديد ومراقبة احتياجات تعلم الطلاب في فصولهم الدراسية ، وإجراء ملاحظات لزملائهم أثناء التدريس وإعطائهم ملاحظات بناءة ، وتطوير وتحسين الدروس والتقنيات التعليمية بشكل تعاوني ، وتحسين استراتيجيات الدعم التي يستخدمونها لمساعدة الطلاب.

    يعمل المعلمين عمومًا نحو أهداف وتوقعات مشتركة يتم الاتفاق عليها مسبقًا ، قد تنشئ المجموعات حتى بيانات  المهمة والرؤية أو مجموعة من المعتقدات والقيم المشتركة.

    يقوم المعلمون بتنفيذ الدرس المخطط له ، ويسجلون النجاحات والتحديات ، ويجمعون الأدلة على تعلم الطلاب.

    يقوم المعلمين بمراجعة عمل الطلاب ومناقشة فهم الطلاب للمعايير.

    يعمل المعلمون في فرق التخطيط التعاوني لإجراء فحص نقدي ومناقشة توقعات التعلم القائمة على المعايير للطلاب.

    يقوموا المعلمين بتنسيق الاجتماعات وإدارتها بعد تدريبهم على استراتيجيات تيسير المجموعة ، غالبًا من قبل منظمة خارجية أو متخصص تدريب.

    ما هي مجتمعات التعلم المهنية عن بعد؟

    يعد التطور التكنولوجي أهم ملامح العصر الذي نعيشه؛ لذا كان من الطبيعي أن ينعكس صداه في كل المجالات، وأن يترك بصمته على كافة المفاهيم والممارسات، ومن هذا المنطلق ظهرت مجتمعات التعلم المهنية عن بعد.

    وهي تشير إلى المشاركة الجماعية المستمرة القائمة بين مجموعات من المعلمين، في حلقات دورية من البحوث الإجرائية والجماعية.

    بهدف تعميق الخبرات وتبادل الممارسات التعليمية وتطويرها، على النحو الذي يعزز جودة العملية التعليمية، ويطور معدلات استيعاب المتعلمين. وترتكز تلك المجتمعات على فرضية التطوير المستمر لمهارات وخبرات المعلمين، الذي يساهم بالتبعية في تطوير مستوى المتعلمين. وليس هناك أكثر فعالية من التكنولوجيا الرقمية لتعزيز إمكانات المعلمين؛ بما تتيحه من معرفة غزيرة لا تعوقها أية حواجز زمانية أو مكانية. فيستطيع المعلمون الوصول إلى كافة ما يحتاجون إليه من معارف ومعلومات بسهولة شديدة، ومن أي مكان. كما يستطيعون التواصل مع أقرانهم في أي مكان في العالم، والنقاش معهم حول أحدث ما توصلوا إليه، والاطلاع على تجاربهم المختلفة في التدريس وفي تحليل نتائج الطلاب، والاستفادة منها.

    من شأن ذلك كله أن يُثري العملية التعليمية بكل عناصرها، ويجعلها أكثر قدرة على مواكبة متطلبات العصر الحديث ومواجهة تحدياته. وعلى النحو الذي يكفل تطور دائم لمستوى المتعلمين، وتذليل ما يعترضهم من صعوبات مختلفة.


    اليوم الثالث: البحوث العلمية وبحوث الفعل:

    وهذا فيديو اليوم الثالث في تدريب تنمية المجتمعات المهنية للمعلمين في عصر الذكاء الاصطناعي 

    أنواع البحوث العلمية:

    البحوث الأساسيةBasic Research   

    هي في العادة بحوث يوجهها اهتمام العلماء ورغبتهم في التعرف علي إجابة بعض الأسئلة، ومن ثم يكون الهدف والأساس فيها توسيع قاعدة المعرفة وليس الهدف اختراع أو ابتكار شيء جديد ، وبمعني آخر لا يوجد هدف تجاري للنتائج التي نحصل عليها من البحوث الأساسية . ومثال للأسئلة التي تسعي بعض هذه البحوث الإجابة عنها :

    كيف بدأ تشكيل هذا الكون ؟

    ما مكونات البروتونات والنيترونات ؟

    ما الجينات الخاصة لذبابة الفاكهة ؟

    ويعتقد العلماء أن البحوث الأساسية تشكل الأساس الضروري لفهم فروع العلم من أجل تحقيق التقدم ، وبمعنى آخر فإن البحوث الأساسية تصنع الأسس للبحوث التطبيقية .

    البحوث التطبيقية Applied Research

    تضم البحوث التطبيقية وضع حلول لمشكلات عملية ، ومن الممكن ببساطة تعريفها

    بأنها تهدف إلى تحسين الظروف المحيطة بالإنسان ، وعلي سبيل المثال قد تسعي

    البحوث التطبيقية إلى التوصل إلى :

    - تحسين إنتاج المحاصيل .

    تقديم علاج لأحد الأمراض .

    تحسين استخدام الطاقة في المنازل ووسائل المواصلات .

    وعلى أية حال فإن التمييز الدقيق بين البحوث الأساسية والتطبيقية لا يكون قاطعا بشكل كبير ولكنه يعتمد علي المنظور الذي يتم من خلاله دراسة الموضوع .

    البحوث الكمية والبحوث الكيفية Quantitative & Qualitative Research

    البحوث الكمية تشير إلى الفحص الإمبريقي المنظم للظواهر الاجتماعية باستخدام فنيات الإحصاء والرياضيات فالبحوث الكمية تستخدم النماذج والنظريات الرياضية والبيانات الكمية وهي البيانات التي تتخذ الشكل الرقمي مثل الإحصاءات . المتوسط ، الوسيط ، النسب / إلخ ) فالباحث الذي يستخدم المنهج الكمي يسأل أسئلة محددة ويجمع البيانات من الأفراد لكي يجيب عن الأسئلة حيث يقوم بتحليل البيانات بالاستعانة بالإحصاء علي أمل أن الأرقام سوف تكشف عن نتائج غير متحيزة ومن ثم يمكن تعميمها علي المجتمع الأصلي. فالبحث الكمي يركز علي القياس ويعتمد علي المنهج العلمي ويقوم على فرضية أساسية هي أن الظاهرة تكون ذات معني عندما يمكن ملاحظتها وقياسها . أما البحوث الكيفية فتتمتع بالعديد من المداخل والطرق التي تستخدم للاستكشاف والفهم لاعتقادات الأفراد واتجاهاتهم وسلوكهم وتفاعلاتهم وفي الغالب لا تعتمد علي بيانات رقمية ، ولكنها مثلا قد تعتمد علي استبيانات بأسئلة مفتوحة، ومقابلات مقننة وغير مقننة ، والملاحظة بأنواعها ، ومن ثم فالبحث الكيفي يعتمد علي منهج علمي يسمح بالتعمق في دراسة حالة أو حالات بعينها مع تقديم ما يرتبط بها من تفسيرات.

    البحوث الاستكشافية Exploratory Research

    تستخدم هذه النوعية من البحوث عندما تكون المشكلة غير محددة لذا فهي تساعد الباحث اكتشاف ابعاد وعوامل المشكلة التي يتم دراستها وتفيد في إيجاد فروض البحث ، إنها الدراسة المبدئية قبل إجراء البحث الكامل وهي تساعد في تحديد وضع أفضل تصميم للبحث وطرق جمع البيانات واختيار العينة ، ومن المكن القول أن البحوث الاستكشافية تفيد في بلورة مشكلة البحث .

    البحوث شبه التجريبية Quasi Experimental

    هي نوع من البحوث يهدف إلى دراسة تأثير متغير أو معالجة يتم تطبيقها علي عينة الأفراد في البحث ، فهي دراسة تجريبية ولكن ينقصها شرط أو أكثر من شروط الدراسة التجريبية والتي تضمن :

    (1) التصميم قبلي - بعدي

    (۲) مجموعة تجريبية وأخري ضابطة

    (۳) التوزيع العشوائي لأفراد العينة

    ومن ثم يمكن القول أن الدراسة شبة التجريبية هي الدراسة التي ينقصها واحد أو أكثر من شروط البحث التجريبي.

    بحوث تحليل المحتوي Content Analysis Research Method

    يهدف إلى تحديد معاني أو مفاهيم في إطار سياق نصي أو مجموعة من النصوص ، ويقوم الباحث بتحليل المعاني والعلاقات بين الكلمات والمفاهيم ، كما يقوم أيضا بعمل استدلالات عن الرسائل في السياق النص التي يمكن الوصول إليها ويقصد بالسياق النصي كتاب أو مقالات أو مقابلات أو مناقشات أو ملاحظات مكتوبة أو وثائق تاريخية .

    وهناك نمطان من تحليل المحتوي :

    (۱) تحليل مفاهيمي

    (۲) تحليل علاقي

    والنمط الأول يتم تحديد المفهوم المراد فحصة ثم تحليل المحتوي النصي من حيث مرات تكرار المفهوم .

    والنمط الثاني العلاقي يبدأ بتحديد وجود مجموعة من المفاهيم في النص ثم يمتد لأبعد من ذلك للكشف عن العلاقات بين هذه المفاهيم .

    البحوث المستقبلية  Future Research

    ظهر هذا النوع من البحوث في الفترة الأخيرة من القرن الماضي حيث بدأ التحرك نحو النظر إلى المستقبل.

    ولقد تطور البحث في هذا الإطار من مجرد تصورات للمستقبل إلى شكل برجماتي الاحتياجات المجتمعية والمؤسسية ثم لاستكشاف المستقبل من أجل فهم المتطلبات الحالية واتخاذ القرارات الحاسمة بشأنها ولقد بدأت البحوث المستقبلية مع بداية القرن العشرين حيث بدأ إعداد الخط الخمسية والخطط العشرينية مثلا . والبحوث المستقبلية لا يتم تصنيفها على أنها أحد مجالات لأن العاملين فيها قد لا يشتركون في خلفية أكاديمية موحدة ولذا يطلق عليها بحوث متعددة المجالات.

    البحوث التقويمية Evaluation  

    تتضمن فحص وتقويم منتظم لعمليات البرامج أو السياسات ونتائجها في إطار مجموعة من المعايير الصريحة أو الضمنية كوسيلة لتحديد إسهامات البرنامج أو السياسة الموضوعة وذلك بهدف تطويرها ، فمثلا قد نجد البحوث التقويمية في المجال التربوي يتم إجرائها علي مستوي برنامج كبير مثل تقويم برنامج شامل لتطور التعليم ، أو تقويم محدد يركز على تطوير المناهج بهذا البرنامج أو أكثر تحديدا مثل تقويم طريقة جديدة في تدريس اللغة العربية.

    بحوث المقارنة Comparative Research  

    هي بحوث تهدف إلى إجراء مقارنات بين دول أو ثقافات في محاولة لتفسير التشابهات والاختلافات فيما بينها وإمكانية الإفادة منها ، وتعد المقارنة مفيدة وأساسية للاستفادة من الخبرات المختلفة ومن الناحية العلمية قد تعتمد هذه البحوث المدخل المتعدد التخصصات والمدخل متعدد المستويات Multidisciplinary Multilevel حيث تسمح هذه المداخل بمرونة في التحليل وتعمقه ، كما قد تستخدم هذه البحوث الطرق الكمية أو الكيفية أو كلاهما .

    التقييم السريع Rapid Assessment  

    يهدف إلى التوصل السريع إلى نتائج بأقل تكلفة Cost effective وغالبا ما يعني بالاستجابة لقرارات سياسة ويبحث عن الوصول إلى نتائج استدلالية لفهم الموقف ويعتمد علي دمج الطرق الكمية والكيفية مستخدما مصادر متعددة للمعلومات والبيانات.

    تحديد الاحتياجات Needs Assessment    

    عملية منتظمة لتحديد ومجابهة الاحتياجات أو الفجوات gaps بين الوضع الراهن والوضع المأمول تحقيقه وقد تكون هذه الاحتياجات مرتبطة بتحسين الأداء الحالي أو تصحيح أوجه قصور معينة ، ومن ثم نجد أن تحديد الاحتياجات يمثل جزءا أساسيا من عملية التخطيط ويستخدم عادة من أجل تحسين أداء الأفراد أو تطوير المؤسسات ومن الممكن أن يؤدي تحديد الاحتياجات إلى تحسين أو تطوير منتج مثل برامج التدريب أوخدمة العملاء

    دراسة الوضع الراهن ( خط الأساس ) Baseline Study تقدم وصفا عن الواقع القائم الذي يمكن على ضوئه قياس التقدم الحادث فيما بعد، وهي تستخدم عادة كجزء من بحوث تقويم الأثر Impact Evaluation ويتم إجرائها لتوفير معلومات عن الوضع السابق لتطبيق تغيير ما ، فمثلا قد تقوم إحدي الشركات بحصر عدد الوحدات التي تم بيعها أثناء السنة الأولي كخط أساس يمكنها من قياس التقدم أو التراجع الحادث في المبيعات في السنوات التالية بعد إدخال تعديلات ما ، وكمثال آخر قد يتم دراسة الوضع الراهن للمدرسة ) والمعروفة بالدراسة الذاتية ) قبل تطبيق خطة تطوير المدرسة لتكون هذه الدراسة بمثابة خط الأساس للوقوف علي التطوير الحادث في المدرسة ...

    Policy Analsis بحوث تحليل السياسات

    تهدف إلى وضع سياسات بديلة تساعد في تحقيق مجموعة من الأهداف من خلال تحديد العلاقات بين الاهداف المرغوبة والسياسات الموضوعة ، ويشمل تحليل السياسات مجالين كبيرين هما المجال التحليلي الوصفي ويهتم بتفسير السياسات وتطورها ، والثاني مجال تحليل السياسات من خلال منظور معين بمعني أنها تهتم بتشكيل السياسات والمفاهيم التي تنطلق منها .

    وهناك ثلاثة مداخل عامة يمكن تميزها لتحليل السياسات هي :

    - مدخل التحليل المركزي analycentric وهو مدخل يركز علي المشكلات الفردية وحلولها بمعني أنها تركز علي المستوي الصغير micro scale وتفسير المشكلات فهي ذات طبيعة فنية.

    1.    مدخل تحليل العملية

    2.    مدخل ما وراء السياسات

    Historical Research  البحوث التاريخية

    يهدف إلى تقديم سردا ، وفي بعض الأحيان تفسيرا ، لظروف ومواقف وأحداث وقعت في الماضي ، ونذكر كمثال أن يهدف البحث التاريخي إلى توثيق تطور برامج تدريب المعلم منذ بداية القرن الماضي وتفسير ما ارتبط بها من عوامل ومتغيرات تاريخية ، مما يساعد علي تحقيق فهم أفضل لعمليات وبرامج التدريب الحالية علي ضوء ما شهدته من تطورات في الماضي .

    البحث التاريخي الشفهي Oral Historical Research  

    تهدف إلى جمع ودراسة المعلومات التاريخية المرتبطة بأفراد أو عائلات أو أحداث أو أماكن أو مجتمعات بالاستعانة بالشرائط الصوتية والمصورة التي تم تسجيلها والمقابلات المقننة التي يتم إجرائها مع الأفراد الذين عايشوا الفترة التاريخية المدروسة وشاركوا فيها .

    البحث الوصفي Descriptive Research  

    يقدم وصفا للظروف والمواقف والأحداث الآتية التي تحدث في الوقت الحاضر ، ومثال ذلك إجراء بحثا حول الوضع الراهن للحالة الفيزيقية لبعض المدارس بهدف إعداد وصفا كاملا للتجهيزات المتاحة بهذه المدارس ومدي ملائمتها للعملية التعليمية .

    البحث الارتباطي  Correlation Research

    يتضمن البحث في العلاقات بين المتغيرات الخاصة بظاهرة أو مشكلة ما قيد البحث

    من خلال استخدام مقاييس إحصائية للارتباط وعلى سبيل المثال بحث العلاقة بين رضا المعلمين عن المهنة ومتغيرات أخري قد ترتبط بالمرتبات والحوافز والإجازات أو ممارسات الإدارة المدرسية أو توفر احتياجات التدريس بالفص أو غيرها .

    البحوث السببية Causal Research  

    تهدف إلى دراسة الارتباطات السببية بين المتغيرات المتعلقة بالظاهرة قيد البحث من خلال البيانات والمعلومات المتاحة وعلى سبيل المثال ، دراسة العوامل المرتبطة بتسريب الطلاب من التعليم الثانوي باستخدام قاعدة البيانات المدرسية وغيرها من المعلومات المتوافرة حول هذه الظاهرة .

    البحث التجريبي Experimental Research  

    يتم استخدام البحث التجريبي عندما يتم التحكم في متغيرات واحد أو أكثر من المتغيرات السببية بطريقة منتظمة من أجل الوقوف على تأثيرها علي متغيرات أخري وعلي سبيل المثال دراسة فعالية كتابين جديدين من خلال توزيع عشوائي للمدرسين والطلاب في ثلاث مجموعات ، مجموعتان تجريبيتان تستخدم كل واحدة منهما أحد الكتابين الجديدين وتستخدم المجموعة الثالثة الكتاب التقليدي لتكون المجموعة الضابطة .

    دراسة الحالة Case study

    وتشير هذه النوعية من البحوث إلى مدخلين مميزين للبحوث : المدخل الأول يتضمن دراسة متعمقة - In depth لحالة طالب معين ، أو فصل دراسي ، أو مدرسة بهدف تقديم وصف للإطار الثقافي الذي يؤثر على التعليم وتوضيح التفاعلات التي تحدث بين الطلاب والأفراد في محيط تعاملهم . على سبيل المثال ، دراسة تفسيرية عميقة لأنماط علاقات الصداقة بين الطلاب في فصل دراسي . أما المدخل الثاني لدراسة الحالة فيتضمن تطبيق لطرق البحث الكمية أو الكيفية أو كلاهما على عينات معينة ( مقصود  non probability وأن تقدم نتائج ليس من الممكن تعميمها بالضرورة ، على سبيل المثال ، دراسة مسحية survey للتحصيل القرائي للطلاب في احدى المناطق الريفية في بلد معين .  

    البحوث الاثنوجرافية Ethnographic

    يهتم بالأحداث الحياتية للجماعات والمجتمعات والتفاعل بين الأفراد في سياق المعايير الثقافية والاجتماعية والروحية والمعتقدات المشتركة . وفيها يعايش الباحث حياة المجتمع أو المجتمع المدروس لفترة زمنية كافية تسمح بفهم ثقافة هذا المجتمع وتفاعلاته .

    البحث النظرى Theoretical Research  

    هذا النوع من البحوث يهدف إلى اثبات أو دحض فرضية نظرية أو اقتراح أبحاث مستقبلية ووضع خطط مقترحة . ومثال هذه النوعية من الأبحاث يمكن أن يكون في الرياضيات أو الفلسفة حيث يحاول الباحث البرهنة على النظرية وعلى العلاقة بين مجموعة من الفروض بالنظرية الرياضية مثلا .

    البحث الميداني  Field Research

    يقصد به البحث الذى يتم فيه جمع المعلومات من خارج المعمل أو مكان العمل ، ويتم الحصول على المعلومات من خلال التفاعل مع الفئات البشرية المستهدفة والمشاركة في البحث ، ويستخدم فيه العديد من أساليب جمع البيانات مثل الملاحظة أو المقابلة أو المناقشة الجماعية ، إلخ . وعادة يتم ربط هذا النوع من البحوث بالبحوث الاثنوجرافية ولذا يتصف دائما بأنه كيفيا أكثر من كمياً .

    البحث المكتبي  Desk Research

    حيث يتضمن تجميع بحثى نظري ويطلق عليه أحيانا البحث الثانوي Secondary Research كما أنه قد يتضمن تصنيفا لمجموعة من الأبحاث التي تم إجرائها أو الوثائق والتقارير الرسمية المتاحة .

    التقييم  Assessment والتقويم Evaluation

    يشار في التراث التربوي والنفسي إلى التقييم على أنه تحديد قيمة للشيء وفي المجال التربوي التقييم يقدم نتائج عن المتعلم وعملية التعلم عن مستواه المعرفي والمهاري واتجاهاته . أما التقويم فيستخدم هذه النتائج كتغذية راجعة من أجل تحسين الأداء .


    تطور فكرة بحوث الفعل:

    ولعل من المفيد التوقف لإعطاء لمحة عن تطور فكرة بحث الفعل من منظور تاريخي وتشير الدراسات المتعددة إلى أن نشأة فكرة بحث الفعل قد تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر ، كما تمت الإشارة إلى استخدام بحث الفعل في الدراسات الاجتماعية في بدايات القرن العشرين ، وبرغم غموض وضبابية الحديث حول نشأته إلا أن معظم الدراسات الجادة في هذا المجال ترجع فكرة بحث الفعل أساساً إلى عالم النفس الاجتماعي ) كورت ليفين Lewin Jurt ۱۹۰ - ۱۹۴۷ م ) ، والذى تعتبر صاحب تأثير قوى على نمو وتطور علم النفس الاجتماعي ، والتعلم التجريبي ، وديناميات المجتمع والأهم في نطاق هذا البحث هو أنه أول من صك مصطلح : " بحث الفعل " . فمن وجهة نظره أن البحث المطلوب للممارسة الاجتماعية يمكن أن تتحدد ملامحه في أنه بحث للإدارة الاجتماعية أو الهندسة الاجتماعية ، فهذا النوع من بحث الفعل مطلوب من أجل إحداث فعل اجتماعي ، وبحث يؤدى إلى فعل اجتماعي ، فلا يكفى أن يكون الهدف النهائي منه هو إخراج كتاب ، أو صفحات في كتاب ، بل لابد وأن يؤدى البحث إلى فعل اجتماعي

    ونظراً لاهتمام ليفين بالمجتمع ، وما يدور فيها وبينها من تفاعلات ، فقد حاول البعض المقارنة بينه وبين فيلسوف التربية ( جون دیوی ۱۸۵۹ - ١٩٥٢ ) والذي ارتبط اسمه بالمدرسة التي جعلت مركزها الطفل ، وقد أشار في كتابه ( كيف نفكر ) إلى الطريقة البرجماتية التي ينظر بها للنتائج الفعلية للعمل . وكما هو مشهور فقد أرسى جون دیوى دعائم العلاقة بين الديمقراطية والتربية في رؤيته للتربية التقدمية ، وحيث تحتل فكرة الديمقراطية موقعاً رئيساً في تفكيره وممارساته ؛ فكل منهما من هذه الزاوية يؤكد على أن الأجيال الجديدة لابد وأن تتعلم ممارسة الديمقراطية . فالديمقراطية أصعب في تبنيها والمحافظة عليها من الاستبداد ، كما أن جون ديوى، وكورت ليفين يؤكدان على أن هناك علاقة وثيقة بين الحرية والعلوم الاجتماعية ؛ فبدون معرفة وقبول قوانين الطبيعة الإنسانية في تكوين المجتمع فإن الديمقراطية لا يمكن أن تنجح . وبالإضافة إلى هذا فإن ممارسة البحث والتنظير في حاجة إلى الحرية والديمقراطية ، وإلا فإن العلوم الاجتماعية سوف لا يكتب لها إلا الفشل .

    ولعل الاقتناع الكامل بالديمقراطية ، وإعداد الأفراد من أجل تبنيها والاستمتاع بممارستها هي التي جعلت من جون ديوى الفيلسوف المتميز في مجال التربية التقدمية ؛ حيث إن كتابه الشهير في هذا المجال ترجم إلى العربية أكثر من مرة تحت عنوان الديمقراطية والتربية .

     

    نشأة فكرة بحوث الفعل:

    ترجع فكرة بحث الفعل أساساً إلى عالم النفس الاجتماعي ( كورت ليفين Lewin Jurt 1890 – 1947م ) ، والذى يعتبر صاحب تأثير قوى على نمو وتطور علم النفس الاجتماعي ، والتعلم التجريبي ، وديناميات المجتمع والأهم في نطاق هذا البحث هو أنه أول من وضع مصطلح : " بحث الفعل "

     

    تعريف بحوث الفعل

             منهج بحثي فيه شكل من أشكال التأمل الذاتي يقوم به مشاركون (معلمون، طلاب، مسؤولون،....) في مواقف اجتماعية (من ضمنها التعليمية) من أجل تحسين الممارسات التعليمية و اقتراح  سبل التغيير.

     

    خطوات بحوث الفعل

    أنه بحث ينبع من مشاكل المعلم، فهو الذي يحدد المشكلة في سياقها، وهو الذي يبحثها، ويطرح الحلول والإجراءات لفهمها، مبتدئا بما يحصل في الصف، والخروج بعدها إلى منظور أوسع، كما يقوم بربط المشكلة بالسياق الثقافي الاجتماعي.  وهذا يتطلب تأمل المعلم الباحث صاحب المهموم بإيجاد الحل الأمثل للمشكلة. وهنا يعتبر التأمل ركيزة البحث الإجرائي.

     

    خطوات بحوث الفعل:

            خطوات هذا البحث تتضمن خطوات حلزونية أو كما أطلق عليها ليفين (Spiral ) كل خطوة تتكون من حلقة تبدأ بالتخطيط ، ثم الفعل ، والحصول على الحقائق المترتبة على هذا الفعل ، والحلقة الأولية كما يصفها ليفين تتضح في الخطوات الأساسية المحددة كالاتي:

     

    خطوات بحوث الفعل كما حدها كورت ليفين

    خطوات بحوث الفعل كما حدها كورت ليفين

      

    إجراءات عملية بحث الفعل

    •       تتراوح بحوث الفعل في مسارها العلمي بين البحث والفعل فلا يمكن أن يسبق أحدهما الآخر ، فالدارس يبحث لكى يفعل ، ثم يفعل لكي يبحث عن حركية تغييرية متواصلة ومرنة ، فليس لها إجراءات معينة أو محددة ، ويتم إتباعها وفق ترتيب محدد .

    •       لذلك تعددت وجهات النظر حول تلك الإجراءات . ولكنها اتفقت على الطبيعة الديناميكية للبحوث . وغالبا ما تأتي الإجراءات كما وصفها "كورت" Kurt فى شكل حلزوني Spiral كل خطوة تتكون من حلقة تبدأ بالتخطيط ثم الفعل والحصول على حقائق مترتبة على هذا الفعل ، والحلقة الأولية – كما يصفها " كورت"

    الخطوة الأولي

    وهى اختبار الفكرة بعناية فى ضوء الإمكانات المتاحة ، وفى بعض الأحيان بتطلب الأمر إجراء المزيد من البحث عن الحقائق ، واذا ما تحققت المرحلة الأولى من التخطيط بنجاح فسوف ينبثق عنها ما يسمي بخطة عامة ، وهي خطة معدلة بالنسبة للفكرة الأساسية

    الخطوة الثانية

    وتتكون من التخطيط فالتنفيذ والاستطلاع أو البحث عن الحقائق ، بهدف تقويم النتائج التي تم الحصول عليها فى هذه الخطوة ، ثم الإعداد للتخطيط للخطوة الثالثة

    وقد طور "ستفين كيميس" S . Kemmis النموذج البسيط ذا الطابع الدورى لعملية بحث الفعل ، ليتخذ شكلا حلزونيا تمثل كل دورة أربع خطوات :-الخطة – التنفيذ – الملاحظة – التأمل.

    دورة بحوث الفعل

     

    أهم مبادئ بحوث الفعل:

    1)   النقد التأمليReflexive Critique   

    2)   النقد المنطقي Dialectical Critique

    3)   الاستناد إلي مصدر تعاوني Collaborative Critique

    4)   الاعتماد علي المخاطرةRisk

    5)   البنية الجمعية Plural Structure

    6)   الاستناد إلي النظرية والممارسة والتحول Theory, Practice and Transformation

    1- النقد التأملي Reflexive Critique

    يعكس هذا المبدأ التأمل للقضايا والمشكلات والإجراءات المصاحبة لها ووضع أسس ، وافتراضات للأحكام الصادرة ، أي الاهتمام بالمرجعية النظرية

    2-النقد المنطقى Dialectical Critique

    ويقصد به فهم العلاقة بين الظاهرة وسياقها وكذلك بين العناصر المكونة لظاهرة

    3- الاستناد إلى مصدر تعاوني  

    Collaborative Resource

    المشاركون فى مشروع بحث الفعل ، هم باحثون مشاركون Co- researcher  ويفترض مبدأ التعاون ، أن أفكار وأراء كل فرد على نفس القدر من ألأهمية ، وأنها تشكل موردا أساسيا للتفاوض بين المشاركين . لذلك يوضع فى الاعتبار العلاقة بين الآراء الجماعية والفردية .

    4- الاعتماد على المخاطر Risk

    من المحتمل أن تولد علميات التغير نوعا من المخاوف بين المشاركين كنتاج لهذا التغير ، غير أن قيام بحث الفعل على مبدأ المخاطرة ، سيؤدى إلى إزالة تلك المخاوف وإحداث تلك التغييرات ، ومهما كانت النتائج ستتم عملية التعلم .

    5- البنية الجمعية Plural structure

    تتجسد طبيعة بحث الفعل فى تعدد الآراء ، بما يؤدى إلى تعدد الإجراءات الممكنة والتفسيرات ، وصولا إلى نص جماعي فى التقرير . وهذا بدوره يؤدى إلى وجود كثير من الحسابات الواضحة والعلنية ، وهى بمثابة دعم لمناقشة مستمرة بين المشاركين وليست استنتاجا نهائيا للحقيقة .

    6- الاستناد  إلى النظرية والممارسة والتحول "Theory, practice and Transformation"

    توفر النظرية فى بحوث الفعل معلومات الممارسة، والممارسة تطبق النظرية من خلال عملية ترجمة مستمرة . مع ملاحظة كل نتيجة تتأكد المعرفة النظرية وكلا الأمرين مترابطان من أجل تحقيق عملية التغيير

     

    خصائص رئيسة لبحوث الفعل:

    الاهتمام Concern

    إن الطبيعة التفسيرية لبحث الفعل تعتمد على الحوار الفردي وعلاقة العمل المغلقة ، وهذا يعني أنه على المشاركين دعم المجموعة ، خاصة الأصدقاء المهمين critical friends ، مما يتطلب تحديد درجة المخاطر وتواجد نوع من التطوع والثقة المتبادلة بين الأفراد .

     

    التعاون Collaboration

    قوة العلاقات بين المشاركين فى بحث الفعل تكون متكافئة والتعاون لا يكون بشكل فردى ، ولكنه يتضمن العمليات الدورية ويشكل تبادلي (أخذ وعطاء) والاقتراحات الفردية ، من المهم الاستماع إليها وتأملها وأيضا احترامها جيدا

     

    الالتزام Committee

    بحث الفعل يستغرق قدرا من الوقت ، والمشاركون فيه بحاجة لمزيد من الوقت للتعرف على بعضهم واكتساب الثقة والاحترام ، ولمراقبة الممارسة ، والاهتمام بالتغييرات ومحاولة التعرف على مداخل جديدة ، وتفسير النتائج ، ويجب أن يكونوا على وعي تام بأن المشاركة فى مشروع البحث قد تستغرق عاما أو أكثر ، لذا ينبغي النظر إلى الالتزام بقدر من الاهتمام .

     

    النظر بعين الاعتبار Consideration  

    ممارسة التأمل هي متابعة ذهنية لانفعال كل فرد خاصة الأفعال المهنية ، ويتطلب التأمل تركيزا ، مع العناية بدراسة الرسوم البيانية ، والعلاقات التي تولد معني فى إطار التحقيق . ويشكل التأمل تحديا وتركيزا وتقييما ونقدا لسلوك المرء.

     

    التغيير Change

    إن التغيير والنمو بالنسبة للإنسان يعدان جزءا من تطور حياته والتغيير عندما يكون مستمر بعض الأحيان فإنه يشكل صعوبة ، لكنه عنصر مهم للإبقاء على المعلم الكفء . فهو أى التغيير يحدث إذا ما لاحقه عناية إيجابية ودعم ونتائج جديرة بالاهتمام.

     

    كيف يجرى المعلم بحوث الفعل؟

    يقترح في ضوء الواقع اتباع الخطوات التالية :

    •      يطرح أسئلة منبثقة من واقع حبه لاستطلاع نتائج عملية تعليم وتعلم تلامذته .

    •      يراجع الأسئلة ويبحثها مع تلامذته بطريقة منظمة ويوثقها بطريقة دقيقة

    •      يجمع المادة الناتجة عن الأسئلة المطروحة ويحللها طبقاً لملاحظاته وتأمله لها .

    •      يختبر الافتراضات والمعتقدات ، ويحاول التفسير من خلال إطار نظري

    •      يشترك مع زملائه في النقد والتفسير لما جمعه وانتهى إليه من نتائج .

    •      يقدم النتائج لغيره من المشاركين والمهتمين بتجديد التعليم .

    •      يتحدث إلى تلاميذه بشأن النتائج وتفسيراتها .

    •      يناقش النتائج في قاعة الاجتماعات .

    •      ينشر النتائج عبر القنوات الممكنة .

    •      يعاود رحلة البحث في ضوء ما انتهى إليه من أفكار جديدة.

    أحدث أسئلة اختبارات الترقية 2024 :

    وهذه صفحة تضم أحدث أسئلة اختبارات الترقية 2024 فئة معلم أول أ وإجابتها النموذجية. ولا ينقصنا سوى تفاعلكم مع الموضوع. ومشاركته مع جميع الأصدقاء حتى تعم الفائدة للجميع. 



    أحدث أقدم