قصة وا إسلاماه - الفصل الثامن

الاستماع للمقالة:

     سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبابي أبنائي طلاب وطالبات الصف الثاني الثانوي. يسعدني في هذه الصفحة من صفحات موقعنا الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي mr-mas.com أن أقدم لكم قصة وا إسلاماه - الفصل الثامن . ضمن منهج اللغة العربية. ترم اول.

    قصة وا إسلاماه - الفصل الثامن.jpg

    والجميل والجديد في هذا الموضوع بفضل الله هو عرض نص الفصل الثامن من قصه وا اسلاماه مكتوبا مع معاني الكلمات الصعبة بشكل شيق وجذاب. بحيث يتم الضغط على الكلمة للتوصل للمعنى أو المضاد أو المفرد أو الجمع وذلك للكلمة الملونة باللون الأحمر . وكذلك تحويل الفصل إلى سؤال وإجابة للتمكن من تحليل كل النقاط المهمة في الفصل الثامن من قصه وا إسلاماه .

    نبدأ أولا بفيديو لملخص الفصل الثامن بالرسوم المتحركة (الكارتون cartoon) . اضغط هنا على هذا الرابط لبدء تشغيل فيديو الفصل الثامن من قصة  وا اسلاماه. ضمن منهج تانيه ثانوي ترم اول.

    ***

    قطز فى قصر ابن الزعيم:

    لم تمض ثلاثة أيام على ما سبق، حتى أتم الحاج علي الفراش الخطة التى دبرها لخلاص صديقه، فنجحت على خير وجه، وانتقل قطز إلى ملك السيد ابن الزعيم، فسلا (نسى، المضاد تذكر) ما كان فيه من البلاء بموسى ومضايقاته، وانطوت صفحة من حياته، شيعها (ودعها، المضاد استقبلها) بدموعه وحسراته فقد كانت على علاتها (أمراضها، المراد سوء أحوالها)، من أجمل أيام عمره وأسعدها إذ أشرق فيها الحب على قلبه، فملأه نورا، وأتى على ما فى زواياه من ظلمات الهم والحزن واليأس، فبدده وأبدله به مسرة، وجذلا (فرحا) وغبطة (فرحة، المضاد حزنا) وأملا، وكان يعيش فيها مع جلنار في دعة (هدوء، وسكون) وسلام، مشمولين برعاية مولاهما الرحيم وزوجته البارة، وقد ذاقا فيها من لذة الأمن وطمأنينة الاستقرار ما لم يذوقاه منذ طفولتهما، فقد عاشا ما عاشا قبل ذلك في جو مضطرب يسوده القلق والفزع، وتهدده الحروب والغارات، وتراوحه (تأتيه مساء) وتغاديه (تأتيه صباحا) الفجائع (المصائب) والنكبات (الكوارث، والمصائب) حتى استقر بهما المقام فى كنف (رعاية، وحماية، وظل) الشيخ غانم، فلقيا من عطفه وبره ما أنساهما مرارة اليتم وذل الرق (العبودية، المضاد الحرية)، وألم التغرب والتشرد، ونعما بعيشة راضية آمنة مطمئنة، وكان أكبر نعمة تمت عليهما عنده نعمة الحب.

    تذكر قطز فراق حبيبته جلنار:

    لم يكد قطز يسكن إلى كنف مولاه الجديد، ويستريح قلبه من عنت (مشقة، وتعب، المضاد راحة) موسى واضطهاده حتى تذكر فراق جلنار، فذهبث نفسه حسرات فى أثر حبيبته الذاهبة، وشفّه (أضعفه، وأضناه، المضاد قواه) الوجد (الحزن) والحنين حتى اصفر وجهه، ونحل جسمه، وتقرحت مقلتاه (احمرت عيناه) من طول السهر والبكاء، كأنما كان مشغولا عن ألم فراقها بما كان يكابده (يعانيه، ويقاسيه) من المحن (المصائب والشدائد) بموسى، فلما سلا هذه المحنة وتنفس الصعداء (استراح) فى قصر سيده الجديد، فرغ لمحنته الكبرى بفراق حبيبته جلنار، وكذلك قد تنزل بالمرء (الرجل) مصيبتان فيضيق بصغراهما وتشغله عن كبراهما حتى يظن أنه قد سلاها، فما هى إلا أن تنقشع (تتبدد، وتزول) الصغرى، فإذا الكبرى تعود من جديد فتطبق على قلبه.

    ابن الزعيم يكرم قطز:

    رق السيد ابن الزعيم لحال مملوكه الأمير الخوارزمي، فبالغ في تكرمته والبر به، واجتهد أن يصرفه عن لوعته وحزنه، فكان يدنيه (يقربه، المضاد يقصيه) منه ويقول له: " كفاك يا بنى حزنا على حبيبتك الحسناء جلنار، فإن شئت زوجتك جارية مثلها، أو أجمل منها". فيجيبه قطز في أدب جم (كثير، المضاد قليل): " لا يا مولاي، لا أرغب فى الزواج من غيرها، وإن تكن أجمل منها، إنها ابنة خالى، نشأنا معا ولم نفترق منذ ولدنا". فيقول له سيده: "إنك لعلى حق يا قطز؛ إذ ليس فى وسعنا (طاقتنا، وقدرتنا) أن نزوجك أميرة مثل ابنة جلال الدين، ولكنى أنصحك أن تجتهد فى سلوانها (نسيانها، المضاد تذكرها) إشفاقا على نفسك، وإبقاء على صحتك وشبابك، واصبر لعل الله يجمع شملكما من حيث لا تحتسبان (تتوقعان، وتظنان) وأوصى ابن الزعيم خادمه الحاج عليا الفراش بألا يألو (يقصر) جهدا فى العناية بقطز وتسلية همه، ولم يكن الحاج على بحاجة إلى وصية سيده بصديقه الحميم، فلم يدع وسيلة من الوسائل لتسليته وتعزيته إلا استعملها، وكان الحاج على لبق (ماهر) الحديث، حسن التصرف خبيرا بأدواء (أمراض) القلوب، عليما بعلاجها، فما زال بصديقه الحزين، يقبضه ويبسطه، ويسليه ويعلله ويضرب له الأمثال في ذلك، ويتنزه به فى ضواحى المدينة (أطرافها) ورياض الغوطة (مجتمع النبات والماء، ومنه : غوطة دمشق)، ويرود (يطوف) به زحمة الأسواق، ويغشى به مجالس العلم فى المسجد حتى استطاع أن يكسر سورة (شدة، وحدة) الحزن فى قلبه، ووكل الباق إلى الأيام؛ لتقضى عليه.

    تعلق قلب قطز بالعبادة والتقوى:

    أخذت المملوك الشاب عقب ذلك جذبة إلهية، فتعلق قلبه بالعبادة والتقوى، فكان يصلى الفروض لأوقاتها، ويحافظ على النوافل (السنن)، وأكثر من تلاوة القرآن، وتردد على مجالس العلم في جامع المدينة، ولا سيما دروس الشيخ ابن عبد السلام، فقد أغرم بها، فكان لا يفوته درس ولم يتصد للقراءة عليه، أو على غيره من العلماء، بل كان يكتفى بالحضور والاستماع وكان سيده ابن الزعيم يشجعه على ذللك، ويثني عليه، وما كلفه قط عملا يحول (يمنع، المضاد يسمح) بينه وبين حضور هذه المجالس.

    لقاء الشيخ العز بقطز:

    وجاء الشيخ يوما إلى دار ابن الزعيم يزوره، فأكرمه (أعزه، المضاد أهانه) واحتفل به فلما استقر بهما المجلس دخل قطز عليهما بشراب الورد ليقدمه للشيخ، فلما رآه الشيخ التفت إلى مضيفه وقال له: "من هذا الشاب ؟ أحسبنى رأيته مرة فى حلقة الدرس". فأجابه ابن الزعيم: " هذا مملوك كان لجارى الشيخ غانم - رحمه الله - اشتريته قريبا، وهو يحبك يا سيدى ويحضر دروسك. ويستمع إليك". قال الشيخ وهو يتفرس (يتأمل) في وجه قطز: "إنه ما علمت لشاب صالح "، فقال ابن الزعيم: "أجل إنه صالح ومن أصل كريم". وكان الشيخ قد فرغ من شرابه عند ذاك، فرد الكأس إلى ساقيه، فانصرف وقد خجل من ثناء الشيخ عليه، ومضى ابن الزعيم يحدث ضيفه الكريم بخبر مملوكه، وأنه من بيت السلطان جلال الدين بن خوارزم شاه، وأن اللصوص اختطفوه وابنة السلطان وهما صغيران فباعوهما فى سوق حلب، وأن الشيخ غانما المقدسي اشتراهما فرباهما إلى آخر قصتهما. فعجب الشيخ من هذا الحديث، وتلا قوله تعالى : {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع آلملك ممن تشاء وتعـز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير }. فقال ابن الزعيم : "إنى ما اشتريته إلا لأعتقه، ولولا حبى له وخشيتى أن يفارقنى فتضيق به سبل الحياة لأعتقته من قبل". فقال الشيخ :"شكرالله لك يا بن الزعيم جميل صنعك فيه. إن جلال الدين لحرى (جدير) أن تحفظه فى ولده... ألا تدعوه فأراه قبل أن أنصرف ؟ ". فقام ابن الزعيم وعاد بقطز معه، وقدمه للشيخ فتلقاه بالبشر، وطيب خاطره، وأقعده قريبا منه، وقال له: "إن جلال الدين كان حبيبا إلى نفوسنا؛ إذ كان يجاهد التتار، ويدافعهم عن بلاد الإسلام، وأنت ابن أخته ولك عندنا منزلة وحرمة، وقد أحسن الله إليك إذ أفضى (انتهى) بك إلى كنف هذا السيد وهو من الصالجين المجاهدين، لا غضاضة (نقص، وحرج، وعيب) على مسلم فى خدمة مثله، وسيعتقك ويحسن إليك...". فقبل قطز يد الشيخ، وقال بصوت يخالطه البكاء لما تأثر به من كلامه: "أنا مملوك سيدى ابن الزعيم وعبد إحسانه، لا أحب أن يعتقنى، ولا أريد أن يحرمنى شرف خدمته". فقال ابن الزعيم: "بل أنت ولدى يا قطز، ونحن جميعا خدام الدين وخدام الشيخ ابن عبد السلام".

    ثقة الشيخ العز وابن الزعيم بقطز:

    كذلك عرف الشيخ ابن عبد السلام قطز فصار يدنيه من مجلسه إذا حضر لاستماع الدرس، ويلتفت إليه، ويسأله عن سيده ابن الزعيم ويحمله تحيته، وأحيانا يبعثه برسالة إليه وسرعان ما وثق به سيده والشيخ؛ لما رأيا فيه من رجاحة العقل (اتزانه) وحصافة (جودة، وإحكام) الرأى وكمال الرجولة، والاضطلاع(القيام، والنهوض) بمهام الأمور، فأتمناه على أسرارهما، فكان أحدهما يقول له ما يشاء من كلام ليبلغه للآخر لا يأتمنان أحدا غيره عليه، من أمور تتصل بحركتهما السياسية أو الإصلاحية، لا فى دمشق وحدها بل فى سائر بلاد الشام وغيرها من البلاد الإسلامية.

    قطز يتعرف أحوال العالم الإسلامى:

    فعرف قطر في هذه المدة القصيرة التى قضاها في خدمة ابن الزعيم كثيرا من أحوال العالم الإسلامي إذذاك، وأحوال ملوكه وأمرائه والحزازات (الخصومات، والعداوات، والخلافات) التى بينهم والمنافسات على الملك، وموقف كل منهم من معاداة الصليبيين أو موالاتهم، وأدرك السياسة التى كان الشيخ وأنصاره ينتهجونها (يسلكونها) والمرمى الذى يرمون إليه من توحيد بلاد الإسلام وتكوين جبهة قوية من ملوك الإسلام وأمرائه لطرد الصليبيين من البلاد التى يحتلونها فى الشام، ولصد غارات التتار التى تهددهم من الشرق.

    الشيخ العز يؤيد الملك الصالح نجم الدين أيوب:

    وقد اقتضت هذه السياسة أن تخص بالمناصرة والتأييد أقوى ملوك المسلمين وأصلحهم للاضطلاع بهذه المهمة الكبرى ممن لا يميلون إلى موالاة الصليبيين أو مصانعتهم (ملاينتهم، المراد منافقتهم). وأن تسعى للقضاء على من يواليهم أو يخضع لنفوذهم من الملوك والأمراء. فكان الملك الصالح نجم الدين أيوب صاحب مصر على رأس الفريق الأول، وكان على رأس الفريق الثانى عمه الملك الصالح عماد الدين إسماعيل صاحب دمشق، وكان العداء بين هذين مستحكما والتنافس بينهما شديدا على الملك، فلا غرو (عجب) أن يوالوا ملك مصر ويدعواله، ويعادوا ملك دمشق ويعتبروه خائنا للإسلام.

    الصالح أيوب يعد بفتح بلاد الشام:

    وكان الشيخ ابن عبد السلام يراسل الملك الصالح أيوب، ويحرضه على تطهير بلاد الشام من الصليبيين أسوة (قدوة) بجده المجاهد العظيم السلطان صلاح الدين، ويعده بمناصرة عامة أهل الشام، فيتلقى ردودا منه يعده فيها بالقيام بذلك عندما تسنح الفرصة وتتم الأهبة (العدة). وقد علم الصالح إسماعيل بحركة ابن عبد السلام، فأراد القبض عليه. ولكنه خشي أنصاره أن يثوروا له فيؤلبوا (يحرضوا) العامة عليه، فأجل ذلك إلى حين.

    عزم الصالج إسماعيل على غزو مصر:

    وقوى عزم الصالح أيوب على المسير إلى الشام. فاشتد خوف الصالح إسماعيل، وعزم على غزو مصر قبل أن يغزو ملكها بلاده، فبعث إلى أميري حمص وحلب يطلب منهما النجدات، وكاتب الفرنج واتفق معهم على مساعدته والمسير معه لمحارية سلطان مصر وأعطاهم فى سبيل ذلك قلعتي صفد والشقيف وبلادهما، وصيدا وطبرية وأعمالها، وسائر بلاد الساحل، وما اكتفى بذلك حتى أذن لهؤلاء الأعداء في دخول دمشق وشراء الأسلحة وآلات الحرب من أهلها.

    خطبة الشيخ العز بن عبدالسلام :

    وأدرك الشيخ ابن عبد السلام الخطر الذي يتهدد بلاد الإسلام من هذا الخطب (الأمرالشديد) الفادح (الثقيل، الصعب) فكتب رسالة قوية إلى الصالح أيوب يحثه (يحضه) فيها على التعجيل بالجهاد، ويتوعده (يتهدده) فيها بغضب الله ونقمته (عقوبته، المضاد نعمته) وعذابه إذا تهاون فى المسير حتى يتم ما أراده أعداء الإسلام به، مؤكدا له أن تبعة (عاقبة، وأثر) ذلك ستكون على رقبته إذا قصر فيما أوجبه الله عليه، وأنذره بضياع ملكه وخسارة دنياه وآخرته، وأخذ الشيخ يكثر الاجتماع بأنصاره ومريديه يحمسهم ويأمرهم بالاستعداد للقيام بواجبهم من الجهاد فى سبيل الوطن، وكان يفعل كل هذا فى السر، حتى إذا كان يوم الجمعة وامتلأ الجامع الكبير بالناس، دخل الشيخ ابن عبد السلام من الباب الخاص بالخطيب فرقى المنبر فتطلعت إليه العيون، واشرأبت (ارتفعت لتنظر، وتطلعت) إليه الأعناق وساد الحاضرين صمت عميق كأنما على رءوسهم الطير، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه عليه الصلاة والسلام، ثم ذكر الجهاد وفضائله وكيف كان النبي وأصحابه يجاهدون المشركين حتى علت كلمة الله، وبلغت دعوة الإسلام إلى المشرق والمغرب وأورث الله المسلمين البلاد، وجعلهم خلفاء الأرض ما قاموا بالدين واستقاموا على طريقته، فلما غيروا ما بأنفسهم غير الله عليهم فسلط الأعداء على بلادهم ينتقصون أطرافها، ويستأثرون بخيراتها، ويسومون أهلها (يعاقبونهم، وينزلون بهم) الخسف (الذل) والهوان، ويذيقونهم ألوان العذاب، ابتلاء من الله {ليهلك من هلك عن بينة (حجة) ويحيا من حي عن بينة}. [الأنفال:42]، وأن أخر هذه الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أولها، ولم يصلح أولها إلا الجهاد فى سبيل الله، ثم ذكر ما أوجب الله على المسلمين من طاعة أولى الأمر منهم؛ ليستقيم بهم أمر معاشهم ومعادهم (حياتهم الأخرة)، وما أوجب على أولى الأمر من النصح للإسلام وأهله، والقيام بحماية بلادهم وسد ثغورهم (المواضع التى يخاف منها هجوم الأعداء) حتى يأمنوا على دينهم وأغراضهم وأنفسهم وأموالهم. ولما أخذ فى الخظبة الثانية جعل يدعو الله أن يعز الإسلام وأهله، وأن ينصر من له فى بقائه صلاح المسلمين، وكان يدعو فى أخر خطبته للصالح إسماعيل، فقطع الدعاء له فى هذه الخطبة، واكتفى بالدعاء لمن يعلى كلمة الإسلام وينصر دين الله، وفرغ الشيخ من خطبته، وأقيمت الصلاة، والناس لا يصدقون أنهم سمعوا ما سمعوه من الشيخ فى خطبته، لشدة ما حمل على الصالح إسماعيل وندد بفعلته في كلمات واضحة صريحة لا غموض فيها ولا إبهام.

    أثر خطبة الشيخ العز على الناس:

    وانصرف الناس من الجامع، ولا حديث لهم إلا خطبة الشيخ ابن عبد السلام يفخر من سمعها على من لم يسمعها، ويود من لم يسمعها لو أنه خسر شطرا من عمره وسمعها واتفق السامعون على الإعجاب بها، واختلفوا في وجه الإعجاب، فمن معجب ببلاغة الشيخ ومن معجب بقوة حجته، ومن معجب باطراد (تتابع، وتسلسل) بيانه وتسلسله، ومن معجب بشجاعته ورباطة جأشه (قوة قلبه، وشجاعته) واتفق الناس فى الإشفاق على مصيره، ولكنهم اختلفوا فى تقدير ما يناله من عقوبة الصالح إسماعيل، فمن قاطع أنه سيقتله، ومن ذاهب إلى أنه سيحبسه، ومن مرجح أنه سينفيه ويصادر أملاكه، وأخر يرى أنه سيعزله عن الخطابة، ويشتت شمل أنصاره، على أنهم جميعا آسفون؛ لأنهم لن يسمعوه يخطب على منبر جامعهم بعد ذلك اليوم.

    خوف الناس على الشيخ العز من بطش الصالح إسماعيل:

    وكان الصالح إسماعيل غائبا عن دمشق يومذاك، فكتب إليه بما كان من الشيخ، فورد كتابه بعزله من الخطابة والقبض عليه وحبسه، حتى يرجع إلى دمشق فيرى فيه رأيه. وكان أنصار الشيخ قد أشاروا عليه بأن يغادر البلاد وينجو بنفسه من يد الصالح إسماعيل وأعدوا له وسائل الهرب، لكنه أبى ذلك، وألحوا عليه فأصر على الإباء فعرضوا عليه أن يختبئ فى مكان أمين لا يهتدى إليه الصالح إسماعيل ورجاله، فرفض هذا الاقتراح أيضا وقال : "والله لا أهرب ولا أختبئ، وإنما نحن فى بداية الجهاد، ولم نعمل شيئا بعد، وقد وطنت (حملت، وأعددت) نفسى على احتمال ما ألقى فى هذا السبيل، والله لا يضيع عمل الصابرين".

    أنصار الشيخ العز يرغمون الصالح إسماعيل على الإفراج عنه:

    وقبض على الشيخ ابن عبد السلام، وسجن، وثار أنصاره فطالبوا بالإفراج عنه، وقد حاول الصالح إسماعيل قمع (إخضاع) الثورة فلم يفلح، فما وسعه إلا أن يأمر بالإفراج عن الشيخ ابن عبد السلام، ولكن الصالح إسماعيل ألزم ابن عبد السلام بملازمة داره، وبألا يفتي، ولا يجتمع بأحد ألبتة (أبدا، وقطعا).

    تنكر قطز فى زى حلاق:

    فشق على أنصاره أن يحال بينهم وبينه للاسترشاد بأرائه فيما يجب عليهم عمله، وفكروا فى حيلة للاتصال به، فإذا السيد ابن الزعيم قد أمر مملوكه قطز أن يتعلم الحلاقة، وإذا قطز قد حذقها (أجادها، وأتقنها) وتشبه بالحلاقين فى زيه (هيئته ، وملابسه) وحركته، ففرحوا بهذا الحل الطريف، وبعثوا قطز فذهب إلى الشيخ فى داره، فلم يشك أحد من مراقبيه فى أنه حلاق قد جاء ليزين الشيخ فلما دخل عليه لم يعرف الشيخ أنه قطز إلا من صوته فسر به، فبلغه قطز أخبار سيده ابن الزعيم وغيره من أنصاره وما أصاب بعضهم من عقوبة الملك الصالح إسماعيل. وكذلك تردد الحلاق قطز على الشيخ فوصل بينه وبين أنصاره. يطلعه على خططهم وأعمالهم وسائر ما يهمه من أخبار البلاد، ويبلغهم أوامره وإرشاداته فيقومون بتنفيذها، ولا يبالون (يهتمون) ما يصيبهم فى ذلك من قتل أو حبس أو تعذيب، وكانا ربما انتهيا من حديثهما فى السياسة فتبسط الشيخ إلى حلاقه، وتشقق بينهما الحديث فى شئون شتى من هزل الحياة وجدها.

    قطز يرى النبي صلى الله عليه وسلم فى المنام:

    وجاء قطز يوما آخر متهلل الوجه، طيب النفس، عليه أثر الاغتسال، والطيب (الرائحة الحسنة) ينفح (ينتشر، ويفوح) من رأسه وثيابه، فسأله الشيخ ملاطفا: "ما هذا يا قطز هل تزوجت البارحة ؟" . فتبسم الشاب وقال: "لا يا مولاى الشيخ، لقد أقسمت ألا أتزوج إلا بابنة خالى جلنار ولكنى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم البارحة فى المنام، فأخبرت سيدى فأمرنى بالاغتسال والتطيب فجئت كما ترى". فقال الشيخ : "خيرا صنعت، وبخير أشار عليك سيدك، فحدثنى عن رؤياك". فخفق (تحرك، واضطرب، المضاد سكن، وهدأ) قلب الشاب وسرت فى جسمه رعدة كأنه يتهيب أن يقص رؤياه على الشيخ العظيم ولكنه رأى طلاقة وجه الشيخ وإقباله عليه فشجعه ذلك على الحديث فقال: "أرقت البارحة ونابنى (أصابنى) ضيق شديد، فقمت فتوضأت، وصليت النفل وأوترت، ودعوت الله ثم عدت إلى فراشى فغلبتنى عيناى، ورأيت كأنى ضللت طريقى فى برية قفراء (صحراء خالية) فجلست على صخرة أبكى، وبينما أنا كذلك إذا بكوكبة (مجموعة) من الفرسان قد أقبلت، يتقدمها رجل أبيض جميل الوجه، على رأسه جمة (مجتمع شعر الناصية فى الرأس) تضرب فى أذنيه، فلما رآنى أشار لأصحابه، فوقفوا وترجل عن فرسه، ودنا منى فأنهضنى بقوة، وضرب على صدرى، وقال لى : "قم يا محمود فخذ هذا الطريق إلى مصر فستملكها وتهزم التتار". فعجبت من معرفته اسمى، وأردت أن أسأله من هو؟ فما أمهلنى أن ركب جواده، فانطلق به، فصحت بأعلى صوتي: "من أنت ؟". فالتفت أحد أصحابه وهم منطلقون فى أثره : "ويلك هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتبهت من نومى، وأنا أحس برد أنامله (أطراف أصابعه) فى صدرى، فما ملكت نفسى من الفرح أن انطلقت إلى سيدى فوجدته يتوضأ، فلم أصبر حتى يفرغ (ينتهى) من وضوئه فخرجت إلى الحاج على الفراش، فوجدته على فراشه، فأيقظته وقلت له: "رأيت رؤيا عظيمة، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فهب من فراشه وأقبل على فرحا يريد أن أقصها عليه، فقلت له : "لا أقصها إلا على سيدى أولا". فقال لى: "أتبعك إليه فأسمعها معه"، فانطلق معى، فوجدنا السيد ابن الزعيم حين خرج من المغتسل، فلما رآنا تعجب من إقبالنا معا، فقال له الحاج علي: "إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يا سيدى، ويريد أن يقصها عليك"، فابتسم سيدى، وأقبل على فحدثته بما رأيت في منامى، ففرح وبشرنى وأمرنى بالاغتسال فاغتسلت وطيبنى بيده وقال لى : "اذهب إلى مولانا الشيخ فاقصص رؤياك عليه، وانظر ماذا يقول لك فى تعبيرها (تفسيرها)".

    الشيخ العز يبشر قطز برؤياه، ويدعو له:

    فسكت الشيخ هنيهة متعجبا من الرؤيا، ثم قال: "ما زلت تفكر في الملك وهزيمة التتار يا قطز حتى أتاك النبي صلى الله عليه وسلم فبشرك بهما. إنها لرؤيا عظيمة كما ذكرت، فإن تكن صدقا فستملك مصر حقا وتهزم التتار. فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "من رآنى فقد رآنى حقا فإن الشيطان لا يتمثل بى". فجعل الشاب يقبل رأس الشيخ ويلثم يده ظهرا لبطن، وهو يقول: "بشرك الله يا سيدى"، فقال له الشيخ ممازحا (مداعبا): "ما بشارتى إذا تحققت رؤياك وصرت ملكا على مصر؟" فسكت قطز قليلا وهو يبتسم كأنه يعد فى نفسه جوابا للشيخ ثم قال - وقد لمعت عيناه - : "لو كنت يا سيدى الشيخ تحب الدنيا لسقت إليك بدر (أكياس) الذهب والفضة، ولكنى سأرجع إلى رأيك في كل شئون ملكى، فأقيم الشرع، وأنشر العدل، وأحيى ما أمات الناس من سنة الجهاد فهذه بشارتك عندى". ففرح الشيخ من حسن جوابه، واستنار وجهه كأنه القمر، وقال : "إنك لصادق القول وصالح العمل يا قطز، وإنك لجدير بأن تكون ملك المسلمين"، ثم رفع يديه إلى السماء، وقال: "اللهم حقق رؤيا عبدك قطز كما حققتها من قبل لعبدك ورسولك يوسف الصديق عليه وعلى آبائه السلام...". ولم يكد الشيخ يؤمن على دعائه حتى رأى البكاء فى عيني قطز، فظنه أول الأمر يبكى من الفرح. ولكنه لم يلبث أن انخرط (اشتد، وتمادى) فى البكاء، ورآه يزفر (يخرج نفسا) بشدة تكاد تشق صدره وتقصم (تكسر، وتشق) أضلاعه، فدنا (اقترب، المضاد ابتعد) الشيخ منه وسأله عما يبكيه ؟ فأجابه الشاب بصوت بخالطه النشيج (الصوت المتردد فى الصدر): لقدعلمت يا مولاى الشيخ أن الله سيستجيب دعاءك لى، فذكرت حبيبتى جلنار، وعز على أنى لن أراها أبدا، فوددت لو دعوت الله لى أيضا أن ألقاها فأتزوج بها". فرق له الشيخ، وسنحت (عرضت) على ثغره (فمه) بسمة خفيفة، ولم يقل شيئا، بل عاد فرفع يديه إلى السماء وقال: "اللهم إن فى صدر هذا العبد الصالح مضغة (قطعة، المراد القلب) تهفو (تحن، وتشتاق) إلى إلفها (حبيبها) في غير معصية لك، فأتمم عليه نعمتك، واجمع شمله بأمتك التى يحبها على سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم . وما أتم الشيخ دعوته حتى جف دمع الشاب، وسكن لاعج (نار حبه) قلبه، وطفق يتمتم (يردد كلاها بصوت منخفض، المضاد يجهر): "الحمد لله، سألقاها، سأتزوجها". فقال الشيخ : "إن شاء الله".

    مناقشة الفصل الثامن من قصة وا إسلاماه

    ما نتيجة الخطة التي رسمها الحاج على الفراش لقطز ؟
    نجحت تلك الخطة وانتقل قطز إلى ملك ابن الزعيم فسلا ما كان فيه من البلاء بموسى ومضايقاته .
    لماذا تعتبر الأيام التي قضاها قطز في منزل الشيخ غانم من أجمل أيام عمره وأسعدها على الرغم من المضايقات التي كان يعانيها من موسى ؟
    لأنها أشرق فيها الحب على قلبه فملأه نوراً وأتى على ما في زواياه من ظلمات الهم والحزن واليأس فبدده كما كان يعيش فيها مع جُلَّنَار في سلام وأمان .
    صف شعور قطز عندما تذكر جُلَّنَار في كنف مولاه الجديد ابن الزعيم .
    ذهبت نفسه حسرات في أثر حبيبته الذاهبة وقد أصفر وجهه ونحل جسمه وتقرحت عيناه من طول السهر والبكاء .
    ما الذي عرضه ابن الزعيم على قطز عندما لاحظ حزنه على فراق حبيبته جُلَّنَار ؟
    عرض عليه أن يزوجه جارية مثلها أو أجمل منها .
    بم أوصى ابن الزعيم خادمه الحاج على الفراش ؟
    أن يولى قطز اهتمامه ويسليه حتى يخفف من همه .
    كيف استطاع الحاج على الفراش أن يخفف من هم قطز ؟
    كان يسليه ويتنزه به في ضواحي المدينة والرياض ويرود (يطوف) به زحمة الأسواق ويحضر معه مجالس العلم في المسجد مما كان له الأثر في تعلق قلب قطز بالعبادة والتقوى .
    كيف كانت علاقة ابن الزعيم بالشيخ ابن عبد السلام ؟
    كان من أنصار ابن عبد السلام ومن خواص أصحابه (المقربين) ، وكان يؤمن بآرائه .
    كيف عرف الشيخ ابن عبد السلام حقيقة نسب قطز ؟
    زار الشيخ ابن عبد السلام السيد ابن الزعيم في داره وكان قطز هو الذي قام بتقديم شراب الورد للشيخ فلما رآه استفسر من ابن الزعيم عنه فقد لمحه الشيخ في حلقة الدرس أكثر من مرة فأخبره ابن الزعيم بحقيقة أمره فأثنى عليه الشيخ ثناءً أخجل قطز .
    نال قطز ثقة الشيخ ابن عبد السلام وضح ذلك ؟ أو كيف توطدت العلاقة بين الشيخ ابن عبد السلام بقطز ؟
    كان الشيخ يقرب قطز من مجلسه ويتلطف معه إذا حضر لاستماع الدرس ، ويلتفت إليه ، ويسأله عن سيده ابن الزعيم ويحمّله تحيته ، وأحياناً يبعثه برسالة إليه ، ثم سرعان ما وثق به فكان يبعث رسائله الشفوية إلى ابن الزعيم على لسان قطز وكذلك كان يفعل ابن الزعيم .
    لماذا وثق ابن الزعيم والشيخ ابن عبد السلام بقطز وأئتمناه على أسرارهما ؟
    لأن كلا منهما وجد في قطز رجاحة العقل وحصافة (سداد) الرأي وكمال الرجولة والاضطلاع بمهام الأمور لذا أمناه على أسرارهما ووثقا به ، فكان أحدهما يقول له ما يشاء من الكلام ليبلغه للآخر ولا يأتمنان أحداً غيره عليه من أمور تتصل بحركتهما السياسية أو الإصلاحية لا في دمشق وحدها بل في سائر بلاد الشام وغيرها من البلاد الإسلامية .
    ما الذي عرفه قطز في تلك الفترة ؟
    عرف قطز في هذه المدة القصيرة التي قضاها في خدمة ابن الزعيم كثيراً من أحوال العالم الإسلامي إذ ذاك وأحوال ملوكه وأمرائه والحزازات (أي العداوات) التي بينهم والمنافسات على الملك ، وموقف كل منهم من معاداة الصليبين أو موالاتهم .
    ما السياسة التي كان الشيخ ابن عبد السلام ينتهجها (يسلكها) هو وأنصاره ؟
    هي توحيد بلاد الإسلام وتكوين جبهة قوية من ملوك الإسلام وأمرائه لطرد الصليبين من البلاد التي احتلوها في الشام ولصد غارات التتار التي تهددهم من الشرق .
    لماذا راسل الشيخ ابن عبد السلام الملك الصالح أيوب ؟
    راسل الشيخ ابن عبد السلام الملك الصالح أيوب - الرافض لوجود الصليبين في الشام - يحرضه على تطهير بلاد الشام من الصليبيين أسوة بجده المجاهد العظيم السلطان صلاح الدين ويعده بمناصرة عامة أهل الشام .
    بم تفسر خوف الصالح إسماعيل ومكاتبته الفرنجة ؟
    لخوفه من عزم الصالح أيوب على المسير إلى الشام لذا عزم على غزو مصر قبل أن يغزو ملكها بلاده فبعث إلى أميري حمص وحلب يطلب منهما النجدات ، وكاتب الفرنج واتفق معهم على مساعدته والمسير معه لمحاربة سلطان مصر ، وأعطاهم في سبيل ذلك قلعتي (صفد) و (الشقيف) وبلادهما و (صيدا) و (طبرية) وأعمالها وسائر بلاد الساحل .
    ما الذي أعلنه الشيخ ابن عبد السلام في خطبة الجمعة ؟ وما موقف الناس من تلك الخطبة وكذلك موقف الملك الصالح إسماعيل منها ؟
    أعلن فضائل الجهاد في الإسلام ، وأنه لا طاعة للحاكم الذي لا يحمي بلاد الإسلام ولا يسد ثغورها أمام الأعداء ، كما أنه لم يدع في خطبته للصالح إسماعيل ، واكتفى بالدعاء لمن يعلي كلمة الإسلام وينصر دين الله . - موقف الناس من الخطبة : أحدثت الخطبة أثراً كبيراً في نفوس سامعيها ونالت إعجابهم وملأتهم بالحماس وأظهروا الإشفاق على الشيخ الجريء الشجاع الذي قال كلمة الحق فمنهم من قال بأنه سيقتله ومنهم من ذهب بأنه سيحبسه ومنهم من رجح نفيه ومصادرة أمواله ومنهم من يرى أنه يعزله عن الخطابة فأشار عليه أنصاره بأن يغادر البلاد وينجو بنفسه من يد الصالح إسماعيل وأعدوا له وسائل الهرب ولكنه رفض وعرضوا عليه الاختباء فرفض أيضاً . - موقف الصالح إسماعيل من الخطبة : أما الصالح إسماعيل فقد كان غائباً عن دمشق فكتب إليه أنصاره بما كان من الشيخ فورد كتابه بعزله من الخطابة والقبض عليه وحبسه حتى يرجع إلى دمشق فيرى فيه رأيه .
    ما موقف الناس إزاء القبض على الشيخ ؟
    شق ذلك على الشعب وثار أنصاره فطالبوا بالإفراج عنه ، وقد حاول الصالح إسماعيل قمع الثورة فلم يفلح ، فما وسعه إلا أن يأمر بالإفراج عن الشيخ ابن عبد السلام . ولكنه ألزم ابن عبد السلام بملازمة داره ، وبألا يفتي ولا يجتمع بأحد ألبتة . فشق على أنصاره أن يحال بينهم وبينه للاسترشاد بآرائه فيما يجب عليهم عمله.
    كيف أصبح قطز حلقة اتصال بين ابن عبد السلام وأنصاره ؟
    أمر ابن الزعيم مملوكه قطز أن يتعلم الحلاقة ويرتدى ملابس الحلاقين وكان يقصد دار الشيخ ابن عبد السلام على أنه يزينه وبهذه الحيلة كان قطز يقابل الشيخ ويحمل تعليماته إلى أنصاره ويحمل رسائل أنصاره وأخبارهم إليه .
    ما الرؤيا التي رآها قطز في منامه ؟ ومن فسر له رؤياه ؟
    رأى قطز النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام وأنه قرب منه وضرب على صدره وقال " قم يا محمود فخذ هذا الطريق إلى مصر فستملكها وتهزم التتار " ، وقص رؤياه على الحاج على الفراش الذي طلب منه أن يقصها على الشيخ ابن عبد السلام وقد فسرها بقوله : إنك ستملك مصر وتهزم التتار .
    ما الدعاء الذي توجه به الشيخ ابن عبد السلام لقطز ؟ وما أثره على قطز ؟
    قال الشيخ "اللهم حقق رؤيا عبدك قطز كما حققتها من قبل لعبدك ورسولك يوسف الصديق عليه السلام وعلى آبائه السلام" . - أثره على قطز : رأى الشيخ البكاء في عيني قطز وذلك بسبب تذكره لحبيبته جُلَّنَار فتمنى قطز من الشيخ أن يدعو له بلقائها فيتزوج بها ، وبالفعل دعا له الشيخ قائلاً : " اللهم إن في صدر هذا العبد الصالح مضغة تهفو إلى إلفها في غير معصية لك ، فأتمم عليه نعمتك ، واجمع شمله بأمتك التي يحبها على سنة نبيك محمد صلي الله عليه وسلم "

    ***

    وفي نهاية رحلتنا مع هذه الصفحة الممتعة بإذن الله. يسعدنا مشاركتكم لهذا الفصل مع جميع أصدقائكم المهتمين بالتعليم الإلكتروني. وجميع طلاب وطالبات الصف الثاني الثانوي علمي أو أدبي . وفقنا الله جميعا لكل ما يحبه ويرضاه.

    أحدث أقدم