السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبابي وأبنائي طلاب وطالبات الصف الأول الثانوي. يسعدني في هذه الصفحة من موقعنا الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي mr-mas.com أن أقدم لكم قصة أبو الفوارس عنترة 10- حياة الغرباء . ترم تانى . ضمن منهج اللغة العربية.
نبدأ أولا بفيديو لملخص الفصل العاشر بالرسوم المتحركة (الكارتون cartoon) . اضغط هنا على هذا الرابط لبدء تشغيل فيديو الفصل العاشر من قصة أبو الفوارس عنترة بن شداد. ضمن منهج أولى ثانوي ترم ثان.
****
ندم مالك على تركه وطنه وأهله:
كان مقام مالك بن قراد وأهله فى بنى شيبان كريما إذ نزل جارا عند سيد القوم قيس بن مسعود، فلم يجد فى جواره إلا العز والمنعة (العز، والقوة، المضاد الذل، والضعف) والمروءة الكاملة.
ولكنه مع ذلك لم يكن سعيدا ولا راضيا؛ لأنه لم ينس أنه رجل من عبس ضاق به المقام فى قومه. فاضطر (احتاج) إلى أن يهاجر بأهله ويحل ضيفا على أصهاره. وكان يتنسم الأنباء (يتلطف فى التماسها شيئا فشيئا) عن عبس، فإذا ما أتت قافلة من الحجاز إلى العراق خرج يسأل أهلها فى لهفة عن إخوته وعن أبنائهم، وعن أصحابه الذين طالما شاركهم وشاركوه في السراء (النعمة، والرخاء، والمسرة، المضاد الضراء) والضراء (الشدة) وفى النصر والهزيمة، وامتلا صدره بشعور يشبه الندم على أنه ترك وطنه وأهله، من أجل عارض (حائل، ومانع) عرض له، كان أولى به لو صبر عليه أو فسح له من صدره، ولم يطع فيه كبرياءه وكبرياء ولده، وكثيرا ما حدثته نفسه بالعودة إلى أرض الشربة والعلم السعدي، فأفضى (أباح، وأخبر، المضاد أخفى، وكتم) برأيه إلى ولده عمرو، ولكن ولده كان صارما (حازما، وقويا، المضاد متهاونا) صلبا؛ فلم يتزعزع (يتحرك) عن رأيه، وبقي على عزمه الأول أنه لن يعود إلى عبس حتى يحل العقدة التي بينه وبين عنترة.
حقد عمرو على عنترة:
كان عمرو بن مالك لا يكاد يطيق أن يسمع ذكر عنترة، فإذا ما ذكره أحد أمامه عفوا لم يملك نفسه واندفع فى سخطه عليه لائما حانقا. وكان لا يزال مصرا على تسميته العبد ابن زييبة.
بسطام يريد الزواج من عبلة:
وقد توثقت الصداقة بين عمرو بن مالك وبين بسطام بن قيس، وكان شابا فى مثل سنه منعما جميلا، يقضى حياته كسائر أبناء السادة فى صيد أو لهو، فإذا عزم قومه على غزوة سارع إليها، وكان فى صدر الكتائب يكسب (يربح، ويجمع، المراد يحرز، ويحقق) المجد فى الحرب ليمهد لنفسه السيادة (الشرف، والرفعة، المراد الحكم) فى شيبان.
وأفضى بسطام إلى عمرو أنه يريد الزواج من أخته الجميلة عبلة، فرحب عمرو به، لما كان بينهما من الودة، ووعده أن يكون رسوله إلى أبيه مالك، ووعده أن يبذل ما فى وسعه (طاقته، وقدرته) ليحمل أباه وأخته على الرضاء، ودخل عمرو على أبيه في بيته عشية يوم فقال له : "لقد كنت أحب أن أفضى إليك بحديث يا أبي". فمد مالك طرف ثوب كان جالسا عليه وقال له : "تعال يا ولدى فاجلس هنا، فإنى أحس في صدرى وحشة (خوفا، وهما) منذ الليلة".
فجلس عمرو إلى جانبه وصمت حينا ثم قال: "أريد أن أحدثك فى شأن عبلة". فالتفت إليه أبوه قائلا : "هل لعبلة شأن آخر في شيبان ؟ ". فقال عمرو : "وهل يفرغ للبنات شأن يا أبى ؟ أليس هم الأب والأخ أن ينظرا فى أمرهن ؟" . فقال مالك : "لا بعدت يا عمرو، امض فى الحديث". فقال عمرو: "إلى متى تبقى عبلة بغير زواج ؟".
رفض مالك زواج بسطام:
فقال مالك وقد فاجأه هذا القول : "أتريد أن تزوجها ونحن هنا ضيوف ؟ أليست هى عبلة ابنة مالك بن قراد ؟ إنا هنا ضيوف يا ولدى عند أصهارنا، ولا ينبغى أن يأتى الخاطب إلا إلينا فى ديارنا، ولقد كنت أفكر في هذا الأمر قبل أن تأتي إلي، وهو الذى بعث الوحشة إلى صدرى". فقال عمرو: "ألست ترضى بسطام بن قيس؟". فقال مالك فى شبه فزع (خوف، وذعر، الجمع أفزاع): "لقد أضلك (أهلكك، وضيعك) الهوى يا عمرو، وأراك لا تهتدى. ما سؤالك هذا فيما كنا نتحدث فيه منذ لحظة ؟ إن بسطام بن قيس رضا وابن رضا، وهو خير من تزف إليه بنت سادة أحرار، ولكنى لا أتحدث عن بسطام وكفاءته، فنحن هنا ضيوف فى غير قومنا، وما أحرى (أجدر) الناس أن يقولوا لقد أخذ قيس بن مسعود عبلة من أبيها، وقد يقول العرب : إن قيسا طلب عبلة لابنه بسطام، فلم يستطع أبوها أن يمنعها. وقد يقول هذا الأسود (عنترة بن شداد) يوما إننى هربت بها حتى ..".
فقاطعه عمرو في حنق : "وما لنا وذلك الأسود؟ إنك يا أبت لا تزال تذكره كأنك لا تريد أن تخلى (تفرغ) قلبك منه. لقد تركنا له قومنا ووطننا، فهلا طرحته (ألقيته، وأبعدته، المضاد حملته) من نفسك فلا تعود إلى ذكره ؟". فقال مالك : "كأنى بك تريد منى أن أغمض عينى حتى لا أرى ما هو ماثل (واقف،المراد حاصل، ومحقق) أمامى".
فقال عمرو فى ضيق : "إنك لتشعرنى الذلة كل يوم وأنت تلهج (تولع) باسم عنترة كأن صورته قد جاءت وراءنا إلى أرض شيبان لتزعجنا، فما فراقنا أرض عبس إذا كان عنترة لا يزال معنا ؟ زوّج عبلة لبسطام، فوحق مناة إن عنترة لن يستطيع أن ينطق بعد باسمها".
مالك يعترف بحب عنترة لعبلة:
فضحك مالك ساخرا، وقال: "إنك لا تعرف عنترة يا ولدى كما عرفته. لست أدافع عنه ولست أحبه، بل إنى أمقته (أكرهه، المضاد أحبه) مقتا لا تستطيع أنت أن تحسه، إننى أمقته، ولو قدرت على أن أورده المهالك (أسوقه إلى المهالك) لما ترددت لحظة فى أن أورده. ولكم حاولت أن أرده عن عبلة بالمكر والخديعة والمؤامرة؛ حتى شاع كرهى له وعجزى عنه. ولكنه يحب عبلة يا ولدى ولن أستطيع أنا، ولن تستطيع أنت ولا أحد من عبس أو شيبان أن يكمم (يغطى، ويسد) فمه عن النطق بها وإنشاد الشعر فيها"، وأطرق حزينا صامتا.
عمرو يمنى مالكا بقتل بسطام لعنترة:
فتحرك عمرو فى قلق وقال في حقد : "إذا كنت أنت يا أبى قد عجزت عنه فدع من يستطيع أن يلقاه ويكفيك شره". فرفع مالك رأسه، وقال ساخرا : "أذلك بسطام بن قيس ؟ ". فقال عمرو متحديا: "نعم ذلك بسطام. إنه يريد عبلة ولا يحجم (يمتنع، المضاد يقدم) عن الذهاب إلى أقصى (أبعد، المضاد أدنى) الأرض؛ لكى يأتى إليك برأس ذلك العبد". فضحك مالك، وقال: "أيذهب فى جيش من شيبان لغزو عبس ؟ أهذا ما يريد بسطام؟". فقال عمرو : "بل يذهب إليه وحده؛ لينازله، ويأتيك برأسه فوق سنان رمحه (حده، ونصله) ، وسوف تكون مفخرة الأبد".
فقاطعه مالك حانقا : "بل تكون مذلة الأبد يا عمرو، سيقول العرب عنى وعنك إننا عجزنا عن عنترة، فبعنا عبلة لبسطام حتى ينتصف لنا، لكن ما بالك تحدثنى عن بسطام وعن عنترة ؟ هذه أختك لا تزال باكية فى صباحها ومسائها لا تذوق للحياة طعما، أهذا لأنها تكره زواج عنترة ؟!". فتحرك عمرو مرة أخرى فى قلق وقال: "وماذا يعنيك من عبلة إذا كانت تبكى فى صباحها ومسائها ؟ إنها فتاة حمقاء (قليلة العقل) سخيفة، قد أوحش قلبها من صاحباتها في عبس".
فقال مالك فى حرارة: "لقد عرفت ابنتى عبلة، وما أحب لها أن توصف بالحمق والسخف، إنها زينة فتيات عبس، وليس فى قبائل العرب فتاة تعدلها عقلا، ولا أقول حسنا"، فقاطعه عمرو فى حنق : "ألم تكن هى التى أطمعت عنترة فينا ؟ ألم تكن هى التى جرأته على التطلع إليها ؟ أليست هى تهواه وترضى أن يكون العبد ابن زبيبة زوجها ؟ ". فصمت مالك وجعل ينكت (ينبش) الأرض بعصا صغيرة فى يده. واستمر عمرو يقول : "وليس أدل على حمقها وسخفها من أنها لا ترضى ببسطام بن قيس زوجا لها"، فصاح مالك فى دهشة: "أعرضت عليها زواج بسطام ؟". فقال عمرو: "بل ذكرته لها أمى فى ثنايا (خلال) حديثها، فأعرضت عنها، وبكت، وقامت إلى مخدعها (حجرة في بيتها) فاعتكفت به".
مالك يقسم على جعل أمر زواج ابنته لنفسها:
فقال مالك في حزن: "إنكم تعذبون الفتاة !! وما لكم تريدون أن تكرهوها على زواج من لا ترضى ؟ لقد آليت (أقسمت) على نفسى أن أجعل أمرها لنفسها، ألا تذكر يوم أن عرضت عليها عمارة بن زياد ؟ ألم تقل لى إنها لا ترى إلا ما يرى أبوها وأخوها، وإن كانت لا تحب الزواج من عمارة ؟". فصاح عمرو: "وإذا كانت لا تريد سوى عنترة!! فتردد مالك حينا ثم قال : "وأين عنترة اليوم منها ؟".
فقال عمرو: إنك إذا كنت لا تريد تزويجها إلا بمن تريد هى فإنها لن ترضى بغير عنترة . فصمت مالك لحظة ثم قال : "إن في العرب من يرضيها". فقاطعه عمرو قائلا : "فإذا كانت لا ترضى إلا بعنترة، أتزوجها له ؟". فقال مالك في ثبات : "أزوجها له .. " . ثم وضع وجهه بين يديه كأنه يواريه (يخفيه، المضاد يظهره) من معرة، فصاح عمرو في حنق : "إذن فلن يبقى هذا العبد لكن يمزج دماءه بدمائنا، ويحمل نسلنا (ولدنا، وذريتنا) أبد الدهر عاره!. واندفع خارجا من الخيمة ذاهبا إلى منازل قيس بن مسعود.
رسالة عنترة لعبلة:
تحرك فى تلك اللحظة شبح (ظل، وخيال) في الظلام من وراء الخيمة، فتسلل إلى الخيمة التى تليها، وكانت خيمة عبلة فأتى إليها من جانبها زاحفا فى سكون، وجعل يتسمع حينا، ثم رفع طرف الخيمة، وأطل برأسه فى داخلها مترفقا حذرا. فلما اطمأن إلى أن ليس بالخيمة أحد يخشاه همس قائلا: "عبلة، لا تراعى (لا تخافي) فأنا شيبوب".
فقالت عبلة فى صيحة مكتومة : "ويحك (ويلا، وهلاكا لك) يا شيبوب، أأنت هنا؟!! ". وقامت إليه تهمس : "متى جئت ؟ وفيم سعيت ؟ وهل جئت وحدك ؟". فقال شيبوب: "جئت الساعة وتجسست على أخيك وأبيك وهما يسبان عنترة، ثم جئت لأخبرك أن عنترة قريب من هنا. وقد جاء يعتذر إليك ويطلب عفوك. إنه لا يكاد يذوق طعاما ولا يفتأ يلهج بذكرك في نهاره وفى ليله".
فقالت عبلة فى نغمة حزن : "أما كفاه طردى وتشريدى (طردي، وتركى بلا مأوى) ؟ أما كفاه غربتى وتعذيبى ؟ هل أتى ليعيد على أذى تقريعه (لومه، وعتابه) وتعنيفه ؟ ومع ذلك كله فقد نسينى ولم يعد يذكرنى. إنه اليوم لا ينشد الشعر إلا فى شكوى زمانه وفى ذم (عيب، ولوم، المضاد مدح) قومى". فقال شيبوب: "بل هو لا يفترع ن الإنشاد باسمك فى كل صباح وكل مساء، إنه يجعل ذكرك غذاءه الذى يتغذى به، وسمره الذى يؤنسه. إنه لا يعيش إلا على ذلك يا عبلة ".
عبلة ترق لحال عنترة:
فوضعت عبلة رأسها بين يديها وجعلت تبكى، وقالت فى تهاتفها: "وأين تركته يا شيبوب ؟ قل له يعد من حيث أتى، فإن القوم هنا أعداؤه وكلهم يتمنى أن يراه معفرا فى التراب". فقال شيبوب مسرعا: "لن أستطيع رده عن رؤيتك يا عبلة. لن أستطيع رده، إلا إذا استطعت أن أرد السيل المتدفق، أو الصخرة المنحدرة من قمة الجبل". وسمع عند ذلك صوت أقدام فهمست عبلة فى خوف: "أسرع يا شيبوب فاخرج".
جرأة وشجاعة شيبوب:
فأسرع شيبوب زاحفا من جانب الخباء، ولكنه تعتر فلم ينج حتى دخل عمرو بن مالك فلمحه، وصاح بأخته فى غضب: "من يكون هنا يا عبلة ؟". فصاحت به عبلة: "إنه أحد بنى شيبان جاء إلى خبائى. أهذا يسل حقدك (يخرجه من صدرك) على، ويطمئن فؤادك ؟".
ووجد شيبوب أنه إذا أسرع هاربا ترك عبلة وحدها لغضب ذلك الفتى المتجبر، فزحف راجعا حتى دخل الخباء، ووقف أمام وجه عمرو وقال له : "لعلك تعرف من أنا يا عمرو بن مالك. لعلك تصرف غضبك إلي أنا. فأنا الذى جئت إلى هنا، وتجسست عليك إذ كنت تشتم أخى، وتتمنى له الهلاك، وأنا الذى كنت دخلت إلى خباء أختك خفيا من تحت الأستار لأحدثها، فاصرف غضبك إلى فإنى أعزل(ليس معى سلاح).
فصاح به عمرو : "وفيم جئت إلى هنا أيها العبد ؟ أما وجدت فى صحبة أخيك خيرا فجئت إلينا لتعكر علينا مقامنا فى شيبان ؟!".
عمرو يتوعد شيبونا بالقتل:
فقال شيبوب: "أما وقد ذكرت مقامك فى شيبان ؛ فإنك أنت الذى سعيت إلى التغرب هريا من أن يكون لك شرف المقام فى قومك، أتهرب خوفا من أن يكون صهرك عنترة الذى يفخر العرب جميعا بأن يكون بينهم ؟ ". فصاح عمرو : "أيها العبد، لتجدن هنا عقوبتك. ولو كنت من أنداد (أمثال، ونظائر) الأحرار لأعطيتك سيفا وبرزت إليك فى البراح (المتسع من الأرض لا زرع فيه ولا شجر) لأعاقبك على جرأتك، ولكن انتظر". ثم التفت نحو عبلة وصاح بها: "هاتي حبلا يا عبلة حتى أشد وثاق هذا العبد". فقهقه شيبوب، وقال: "لست فارغا لك اليوم يا عمرو بن مالك، فانتظرنى أنت حتى أعود إليك يا بن الأحرار سوف أعود إليك قريبا، فلست أحب أن يطول انتظار عنترة".
ثم انطلق خارجا من الخباء، ولم تمض لحظة حتى كان خارج المنزل يعدو (يجرى، المضاد يتوقف) فوق الرمال كالظليم (ذكر النعام).
مناقشة الفصل العاشر من قصة عنترة بن شداد
****
والختام. يسعدنا أن تكونوا قد استمتعتم واستفدتم بما قدما. ونطمع في كرمكم في مشاركة هذا المحتوى المفيد بإذن الله مع أصدقائكم. في جميع وسائل التواصل مثل الفيس بوك أو الواتس اب أو التليجرام وغيرها. ولا تنسونا من صالح دعائكم.