عنترة بن شداد - 1 مغني القافلة

الاستماع للمقالة:

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبابي في الله، أبنائي طلاب وطالبات الصف الأول الثانوي. يسعدني في هذه الصفحة من صفحات موقع الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي أن أقدم لكم قصة عنترة بن شداد - 1 مغني القافلة . ضمن منهج اللغة العربية.

    عنترة بن شداد - 1 مغني القافلة


    الجديد والجميل في هذا الموضوع بفضل الله هو عرض نص الفصل الأول مكتوبا مع معاني الكلمات الصعبة بشكل شيق وجذاب. حيث يتم الضغط على الكلمة للتوصل للمعنى أو المضاد أو المفرد أو الجمع وذلك للكلمة الملونة باللون الأحمر . وكذلك تحويل الفصل إلى سؤال وإجابة للتمكن من تحليل كل النقاط المهمة في الفصل الرابع من قصه وا اسلاماه .

    نبدأ أولا بفيديو لملخص الفصل الأول بالرسوم المتحركة (الكارتون cartoon) . اضغط هنا على هذا الرابط لبدء تشغيل فيديو الفصل الأول من قصة أبو الفوارس عنترة بن شداد. ضمن منهج أولى ثانوي ترم اول.

    *******

    وقت نزول القافلة:

    كان الربيع يغطى جوانب الوادى بكساء (غطاء) من الحشيش والزهر، والسماء الصافية لا يشوبها (يخالطها، المضاد ينفصل عنها) سوى قطع متفرقة من السحاب الأبيض، وكانت الشمس تميل نحو الغرب عندما اقتربت القافلة (الرفقة الكثيرة الراجعة من السفر) من فم الوادى (أوله) عند ظلال أجمة (شجر كثير ملتف) وسارت الإبل (الجمال، والنوق) تخطو خطوا وئيدا (بطيئا، ومتمهلا، المضاد سريعا، ومتعجلا) لا تعبأ (تبالى، وتهتم، المضاد تهمل) بشيء مما حولها ولا يستحثها (يدفعها إلى السير) شىء من أمامها ولا من خلفها، وكان يرن (يصوت، ويصيح، ويعلو) في الفضاء صوت الحادى (المغنى للإبل) يتغنى بأراجيز (قصائد من بحر الرجز) يمزج فيها بين أنغام الحرب وأنغام النسيب (شعر الغزل)، فكانت الإبل تسير رافعة رءوسها نشيطة كأنها تصغى فى حماسة إلى ذلك الغناء المطرب.

    عنترة يقود القافلة:

    وكان الفتى الحادى يسير في صدر القافلة آخذا بزمام (ما تقاد به الدابة) بعير (جمل، أو ناقة) عليه هودج (قبة توضع فوق ظهر الجمل) قد طرحت عليه ثياب ملونة مخططة من حرير يبرق (يلمع، المضاد ينطفئ) فى ضوء الشمس الغاربة ويخفق (يتحرك، المضاد يثبت، ويسكن) فى رفق مع النسيم (الريح اللينة) الهادئ.

    وكان الفتى شابا أسمر اللون، يشبه قوامه (قامته ، وطوله) الرمح (قناة فى رأسها سنان يطعن به) الذى في يمينه (المضاد يساره)، قامة عالية، ورأس مرفوع وصدر فسيح، وقد شمر عن ذراعين مفتولتين قويتين، وهو بين حين وحين يلتفت نحو الهودج فتبرق عيناه فى لمح خاطف، ثم لا يلبث (لا يبطئ، ولا يتأخر) أن يتجة إلى أمامه ناظرا إلى فم الوادى مستمرا في الغناء بصوته المليء، وكان الناظرإلى وجهه يرى أنفه الأقنى (المرتفع أعلاه) ينحدر إلى فم قوى فيه شىء من الغلظ، ويلمح على جبينه عبسة فيها شىء ينم (يدل، ويشير) عن حزن كمين (مستتر، ودفين، وخفى، المضاد ظاهر). ولما بلغ الركب (الراكبون العشرة فما فوق) فم الوادي أوقف الفتى البعير الذى كان آخذا بزمامه، فوقف القطار كله لوقوفه، وأسرع العبيد والأتباع الذين كانوا يسيرون مشاة في أخر الركب فساقوا الرواحل (الإبل الصالحة للأسفار والأحمال) التى أتت تحمل الزاد (طعام المسافر) والماء، وأخذوا يضربونها بعصيهم الغليظة حتى أناخوها (أبركوها) فى ناحية من جانب الوادى.

    عنترة يكرم منزل عبلة:

    وأما الفتى فقد أناخ بعيره وأزاح الستار عن الهودج ونظر إلى الفتاة التى كانت فيه، وقال لها باسما: - منزل كريم يا عبلة.

    فقالت الفتاة باسمة : - شكرا لك يا عنترة.

    ومد الفتى يده؛ ليسندها فاتكأت على ساعده (ما بين المرفق والكتف) القوى ووثبت (قفزت) خفيفة، وهى تقول: لقد أجهدك (أتعبك، المضاد، أراحك) السير وأنت تأبى (ترفض، المضاد توافق) الركوب منذ اليوم. فأسرع عنترة قائلا : - وكيف يصيبنى الجهد وأنا أحدو(أسوق) بعيرك يا سيدتى ؟ فنظرت إليه، وكانت عيناها تبتسمان، وسارت إلى ظل سدرة (شجرة نبق) وهى تقول: - لم أسمع شيئا يشبة حداءك يا عنترة. لقد أحسست كأن البعير يطرب لإنشادك؛ فقال عنترة: - إله يطرب ليشاركنى يا سيدتي. فهو يعرف أنى أنشد فى وصفك أنت.

    فضحكت الفتاة ضحكة تشبه غناء الطير، وأسرع عنترة فرمى شملته (كساء يتغطى به ويتلفف به) على الرمل، ومدها لتجلس عليها، ثم نظر إليها نظرة باسمة وأسرع خفيفا يثب فى خطواته؛ لكن يرى سائر (باقى) من في القافلة من بنات ونساء، ليساعد من تحتاج منهن إلى المساعدة.

    وصف عبلة، وزينتها:

    وسارت الفتاة تخطر (تتبختر) فى ظل السدر تنظرالى الإبل وهي تنيخ وأصواتها تدوى.

    تلك الفتاة هى عبلة ابنة الفارس العبسي مالك بن قراد، وكانت آتية من عرس (زفاف) ابنة خالتها في قبيلة هوازن، عائدة إلى منازل قومها عبس فى أرض الشرية والعلم السعدي.

    كانت عبلة تلبس ثوبا معصفرا (مصبوغا بلون العصفر، وهو نبات يستخرج منه صبغ أحم) من الكتان يلمع فى نور الشمس، وتضع حول رأسها خمارا (ثوبا يغطى الرأس) من الحريرالمصري، يتغير لونه فى شعاع الضوء ويتألق (يلمع، ويضىء، المضاد ينطفئ) فوق وجهها الجميل. وكان لونها الخمري مشربا بحمرة يسرى فيها رونق (جمال، المضاد قبح) الشباب، وعيناها السوداوان تضيئان فى حلاوة، فإذا نظرت بهما ترقرقت (لمعت) فيهما بسمة وديعة، وكان في أذنيها قرطان (حلى الأذنين) من الذهب، تتدلى منهما حبات من لؤلؤ البحرين أهداهما إليها أبوها مالك بن قراد.

    غيرة مروة من عبلة:

    وأقبل نحوها نساء أعمامها وبناتهن ومن كان معهن من آلهن (أهلهن)، فأسرعن نحوهن تستقبلهن وكانت فيهن ابنة عمها مروة ابنة شداد، فقالت لها تعابثها(تداعبها): أنت أولا. ونحن بعدك. ألست يا عبلة أميرة فتيات عبس ؟ فنظرت إليها سمية أمها باسمة، وقالت: أهي الغيرة مرة أخرى يا مروة ؟ قالت مروة ضاحكة: سوف أشكو هذا العبد لأبى؛ إنه عبد أبى شداد، ولكنه لا يخدم إلا عبلة.

    فقالن عبلة فى عتاب: - ألا تترفقين به يا مروة ؟ أليس هو عنترة ابن زبيبة التى أزضعتك؟ فقالت مروة ضاحكة في خبث: نعم، وهو الفتى الذى يعلى ذكر عبس بالإنشاد فى جمال بناتها، فصاحت عند ذلك إحدى الفتيات تقول : ما هذا الحديث، ويكاد العطش يقتلنى. وقالت أخرى: - ألاتعرفين مكان الحوض (مجتمع الماء)؟ ثم اندفعت تجرى نحو وهدة (مكان منخفض، المضاد نجد) فى حانب الوادى الصخرى، وأسرعت الفتيات وراءها، فلم يبق إلا سميه مع بعض النساء، وقد استلقت (نامت على ظهرها) فى الظل فوق الشملة التى كان عنترة بسطها لعبلة.

    عنترة يقسم العمل ويؤمن المكان:

    ولما فرغ عنترة من إناخة الإبل فرق العبيد والأتباع فرقا، فأمر بعضهم بأن يذهبوا لسقاية الإبل، وأمر آخرين أن يضربوا أخبية (خيم) النساء قريبا من الماء، وأمر غيرهم أن يوقدوا النيران لإعداد الطعام.. ثم ذهب إلى ناقة بيضاء فحلب منها فى إناء ملأه، ووضعه فى الظل فوق صخرة عالية؛ ليبرد في الهواء. ومضى بعد ذلك إلى البئر فسقى جواده، ثم ركبه ودار حول الوادى؛ ليرى هل هناك قوم ينزلون على مقربة من الماء حتى إذا ما اطمأن إلى أنه فى مأمن، وأن ليس هناك ما يخشاه، أوغل (ذهب، وبعد، وتعمق) بين الكثبان (التلال من الرمل) وجعل يجوس (يتردد، ويتجول) خلالها، ويتأمل ما على رمالها من آثار الأقدام وأخفاف (حوافر) الإبل ومخالب (أظافر) الحيوان، ثم عاد يسير وئيدا (متأنيا، المضاد مسرعا) وهو يغنى وينقل طرفه (نظره) فى جوانب الأفق، حتى اقترب من الماء فوثب عن فرسه وألقى زمامه على ظهره، وبعثه إلى ناحية من الوادى.

    عبلة تلهو بين صاحباتها:

    واتجه عنترة بعد ذلك إلى الماء وهو لا يزال يغنى، وكان العبيد قد فرغوا من سقايتهم، فسمع من وراء شجيرات صوت فتيات يضحكن ويمرحن فى أقصى شعب (طريق بين جبلين) صخري من شعاب الوادى. وكان يعرف ذلك الشعب وفيه حوض واسع من الصخر تجتمع فيه المياه إذا أمطرت السماء فيكون مثل بحيرة صافية تظللها أغصان السيال (شجر شائك، متوسط الحجم، له قشر أحمر) فأطل من وراء الشجيرات فرأى عبلة وصاحباتها يتواثبن ويعبث بعضهن بالماء ويتقاذفن به. ورأى عبلة وهى تلهو بينهن وتجاوبهن (ترد عليهن)، فوقف يتأمل وجهها ويستمع إلى صوتها إذ تكركر (تضحك بصوت عال) فى ضحكها.

    أحلام عنترة مصدر آلامه:

    وعاود ذكريات أحلامه التى كان يكتمها في طيات صدره ولا يجرؤ على أن ينطق بسرها، وأحس قبضة حزن أليم تعصر قلبه إذ تذكرأنه لا يزيد على أن يكون عبد عمها شداد. نعم، فما كان عنترة سوى عبد من عبيد ذلك البطل العبسي الباسل (الشجاع) الصارم (الحازم، والقوى، المضاد المتهاون)، ولم يكن يجرؤ على أن يفوز من عبلة بأكثر من أن يدعوها قائلا: "سيدتى"، وفيما كان هائما (غارقا) فى خياله تذكر إناء اللبن الذى وضعه فوق الصخرة ليبرد فى الهواء، فأسرع إليه وعاد به فجعله على حجر، قريبا من عبلة إذا خرجت مع صاجباتها.

    وجعل يفكر في نفسه حزينا وهو واقف ينظرإلى الفتيات وهن لا يشعرن بوجوده. لقد ملأ وعاء اللبن على عادته كل يوم لتشرب منه عبلة، قانعا (راضيا، المضاد طامعا) بما تكافئه به من نظراتها وبسماتها، ولكنه ما كان يجرؤ على أن يتنفس باسمها أمام أحد من عبس، خوف أن يتحدث الناس بأنه عبد يتطلع إلى ابنة مالك أخي سيده. لقد كان يحاذر أن يتحدث أحد بأنه ينظر إليها إلا كما ينبغي للعبد أن ينظر إلى مولاة له، فما كان مالك بن قراد ليرضى أن يتطلع عبد مثلة إلى ابنته الجميلة التى يتنافس على التقرب إليها سادة الشبان من كرام الأنساب، وما كان أخوها المتكبر عمرو بن مالك ليرضى أن يعيره (يقبح عليه فعله) أصحابه من فتيان عبس بأن عنترة العبد يطمع إلى أن يملا عينيه من أخته.

    وقف عنترة سابحا في خياله وهو ينظر إلى عبلة بين الفتيات، ويستمع إلى صوتها بين أصواتهن، وامتلأ قلبه شجنا (حزنا، المضاد فرحا)، أليس هو عنترة الذى يحمى حمى عبس إذا أغار (هجم، المضاد تراجع، وانسحب) المغير عليها؟ أليس هو الفارس الذى سار ذكره في قبائل العرب وتغنى الركبان بقصائده (ذاعت قصائده واشتهرت) فى تمجيد عبس ؟ أكان فى عبس كلها بطل يستطيع أن يثبت له في نزال (قتال)، أو ينكر فضلة في الدفاع ؟ ومع ذلك فقد كان لا يزيد على أن يكون عبد شداد بن قراد .

    عنترة يغازل عبلة:

    وفيما هو في خيالاته رأى عيلة تميل فوق حوض صغير؛ لترى صورتها على صفحة مائه، وجعلت تصلح من شعرها الذى اضطرب فى أثناء جريها ولعبها، فلم يملك نفسه واندفع من مكانه مسرعا نحوها، وقال بصوت هامس : - ألا ترين عرارة (واحدة من نبات طيب الرائحة) يانعة (ناضجة، المضاد ذابلة) من عرار الرييع ؟ صرخت عبلة عند سماع الصوت فجأة، ولكنها اطمأنت عندما رأته وقالت ضاحكة : لك الويل يا عنترة. فمضى عنترة قائلا : أو أقحوانة (واحدة من نبات زهره ابيض أو أصفر) باسمة سقاها الندى ؟

    الفتيات يمزحن مع عنترة:

    وأقبلت الفتيات عندما سمعن صوت عبلة، فلما رأين عنترة إلى جانبها انفجرت منهن ضحكة مرحة وأسرعن إليه يصحن به، ويتواثبن حوله، ويجذبن أطراف ثوبه، وكل منهن تتجه إليه بكلمة من فكاهة (مزاح)، أو مزاح.

    وقالت مروة ابنة شداد : ماذا جاء بك إلى هنا ؟ فمد يديه نحوها فى ضراعة (خضوع، المضاد تمرد)، وقال باسما: لأكون فى خدمتك يا سيدتى؛ فقالت مروة ضاحكة: فى خدمتى أنا ؟ فضحكت الفتيات، وأقبلن عليه، وكل منهن تقذفه بكلمة، وهو ينقل نظره بينهن ضاحكا حينا ومتظاهرا بالغيظ حينا، وهن يزدن منه ضحكا ويمضين فى العبث به، وأراد أن يصرفهن عنه فذهب إلى وعاء اللبن فأقبل به، وقدمه إلى عبلة قائلا: هذا شرابك يا سيدتي. لقد بردته الشمال (الريح التى تهب من جهة الشمال)، وهبت عليه روائح الأقاحى. فهجم عليه الفتيات يردن أن ينزعنه (يأخذنه بالقوة) منه، ولكنه منعه حتى قدمه إلى عبلة قائلا: هذا شرابك يا سيدتي، فقالت له عبلة : حسبك (يكفيك) يا عنترة، إنك تجرئهن علي. فمد يده بالوعاء نحوها، وقال : لا عليك منهن، فهن كما تعرفين حمقاوات عبس.

    فعلا ضحك الفتيات وأحطن به، فنزعن الوعاء منه، وأخذته مروة قائلة : - هات أيها العبد الآبق (الهارب)، ثم شربت منه وتداولته صاحباتها.

    عنترة ينتظر إذن عبلة لإنشاد الشعر:

    فلما فرغن من الشراب أقبلن على عنترة مرة أخرى. وأحطن به واقتريت منه فتاة، فصاحت: لا ندعك حى تنشد لنا من شعرك. فصاحت سائرهن: نعم أنشذنا يا عنترة، وقالت مروة فى خبث: أنشدنا وإلا قطعناك حتى لا ندع منك إلا أسنانك البيضاء.

    فالتفت عنترة حتى وقعت عينه على عبلة، وقال : لن أقول شيئا حتى تأذن لى سيدتي فاتجهن جميعا إليها، وقلن لها : مرى عبدك أن ينشدنا وإلا أحطنا بك أنت ونزغنا غدائر (ضفائر) شعرك. فقالت عبلة ضاحكة: حسبكن أيتها الفتيات سخفا (حمقا). فصاحت بها مروة : مريه يا عبلة أن ينشدنا، مرى هذا العبد الذى لا يأتمر إلا بأمرك، لقد انتزعنا منه وعاء اللبن، ولكننا لا نقدرأن ننزع منه الشعر. فقالت عبلة، وهى تظهر الغيظ لعنترة: ما أخبثك يا عنترة إذ تحرض هؤلاء علي مرة بعد مرة ! فقال عنترة : وماذا يغضبك على يا سيدتي ؟ إننى لا أرضى بأن أكون عبدا لواحدة غيرك، لست أرضى أن تكون سيدتى سواك. فزاد ضحك الفتيات، وقالت مروة : عنترة عبد عبلة. هكذا نسميه منذ اليوم بعد أن كان عبد شداد.

    فأقبلت عبلة عليها ودفعتها برفق فى صدرها، وصاحت بعنترة فى غضب باسم : قل شعرك يا عنترة، إن الغيرة لتأكل قلوبهن كما قالت سمية منذ حين. أنشد شعرك حتى يملأ الغيظ صدورهن.

    عنترة ينشد الشعر:

    فوثب عنترة فى مرح، وجعل ينشد متغنيا بقطع من شعره، والفتيات يضربن بأكفهن (راحات اليد) على وقع إنشاده، وعبلة تنظر إلى وجهه الأسمر الحسن القسمات (ملامح الوجه)، وتتأمل حركته الرشيقة (السريعة، المضاد البطيئة) وهو يمثل مواقفه فى القتال حينا، وطعناته العدو حينا، أو يصف فرسه في معمعة (صوت الشجعان فى الحرب، المراد قوة، وشدة) الحرب، أو سقوط الأبطال صرعى (قتلى) من حوله مضرجين (ملطخين) بالدم، حتى انتهى إلى النسيب فجعل يصف محاسن فتاته ونبل شيمها (أخلاقها) وعلو حسبها. وتغير مظهره عند ذلك فاعترته (أصابته) رجفة(رعشة) وتهدجت (تقطعت) نبرات صوته، واتجه إلى عبلة ببصره كأنه يخاطبها بما في نسيبه من الأوصاف، ثم هدأت حركته بعد عنفها، ولانت نظراته بعد أن كانت تخطف كالبرق اللامع، وفتحت الفتيات أعينهن مأخوذات بما كان ينبعث فى ثنايا (داخل) شعره من حرارة، حتى انتهى من إنشاده وهو يلهث (يعييه التعب) وصدره يعلو ويهبط فى عنف. نظر نظرة طويلة إلى عبلة وهو صامت، وهدأت الأصوات لحظة،وعبلة تنظر إليه فى دهشة عقدت لسانها عن اللفظ. لقد كانث تلك أول مرة سمعته ينشد بهذه الحرارة، ويتجه إليها بهذه النظرة.

    عنترة يغرق فى أحزانه:

    ثم انفجرت صيحة من الفتيات، واندفعن نحو عنترة يستعدن انشاده، ولكنه كان مطرقا حزينا صامتا. وانفلت (تخلص) مسرعا من بينهن، فذهب إلى فم الشعب بطيئا، فما زال حتى بلغ المكان الذى ترك فيه فرسه، فوثب عليه، فانطلق به بين الكثبان وهو غارق في شجونه الثائرة.

    مروة تغيظ عبلة:

    وذهبت الفتيات إلى حيث ضربت (أقيمت) الخيام، وأقبلن على من هناك من النساء. فجعلن يتحدثن إليهن بما كان، وكل منهن ترسل في حديثها كلمة تصور بها ما أحست من اتجاه عنترة إلى عبلة فى إنشاده العجيب، كانت أشدهن خبثا مروة ابنة شداد، فأرادت أن تغيظ عبلة ابنة عمها فجمعت الفتيات وجعلت تنشد، وهن يرددن مصفقات، فقالت : أما رأيتم عنترة؟ * يسير سير القسورة (الأسد). فى حلة معصفرة : ولمة (الشعر الذى تجاوز شحمة الأذن) مضفرة. وعمة مكورة. أما سمعتم قوله؟ * أما عرفتم فعله؟ ويل له يا ويله * ينشد مثل الليلة. عنتر عبد عبلة.

    وتعالى ضحكهن بعد ذلك، وجعلن يرددن النشيد، ويعبثن بعبلة حتى غضبت وذهبت نافرة (تاركة لهن المكان، معرضة)، فسرن وراءها، وجعلن يجذبنها وهى تدفعهن، حتى دخلت إلى خبائها.

    مناقشة الفصل الأول من قصة عنترة بن شداد

    من أين كانت القافلة قادمة ؟
    كانت القافلة قادمة من قبيلة هوازن حيث عرس ابنة خالة عبلة .
    صف ملامح شخصية كل من (عنترة وعبلة) .
    أولاً : ملامح شخصية عنترة : شاب أسمر اللون ، قوامه مثل قوام الرمح ، ذو رأس مرفوع ، صدر فسيح ، ذراعين مفتولين . ثانياً : ملامح شخصية عبلة : عيناها سوداوان ، في أذنيها قرطان من الذهب ، و كانت تلبس ثوباً معصفراً ، تضع حول رأسها خماراً من الحرير المصري
    ما الذي فعله عنترة عندما بلغ الركب (القافلة) فم الوادي ؟
    أناخ الإبل وأنزل عبلة من الهودج الذي كان على ظهر البعير .
    ما الذي قاله عنترة لعبلة عندما أناخ البعير الذي كان يحملها ؟
    قال عنترة لعبلة : منزلٌ كريم يا عبلة .
    وضح مظاهر اهتمام عنترة بعبلة خلال رحلة القافلة .
    مظاهر اهتمام عنترة بعبلة خلال رحلة القافلة : 1 - كان يقود البعير الذي تركبه عبلة في صدر القافلة . 2 - عندما وصل إلى فم الوادي أناخ لها البعير قائلاً لها : (منزلٌ كريم يا عبلة) . 3 - رمى شملته ( شاله ) على الرمل لتجلس عليها عبلة . 4 - كان يتغنى بها في شعره . 5 - كان يحلب لها لبناً من النوق يومياً لتشربه .
    لماذا كانت مروة بنت شداد تغير من عبلة ؟
    لأن عنترة كان يولي عبلة اهتماماً أكثر من غيرها من فتيات عبس .
    ما الذي فعله عنترة عندما فرغ من إناخة الإبل ؟
    الذي فعله عنترة عندما فرغ من إناخة الإبل : 1 - فرق العبيد والأتباع إلى فرق . 2 - أمر بعضهم أن يذهبوا لسقاية الإبل ، وأمر آخرين أن يقيموا أخبية (خيام) النساء بالقرب من الماء . 3 - أمر البعض الآخر أن يقيدوا النيران لإعداد الطعام . 4 - أما عنترة فذهب إلى ناقة بيضاء حلب منها في إناء ، ثم وضعه في الظل فوق صخرة عالية ليبرد في الهواء ليعطيه لعبلة .
    لماذا دار عنترة بحصانه حول الوادي ؟ وعلام يدل ذلك ؟
    دار عنترة بحصانه حول الوادي ليطمئن على أن المكان آمن ، وأنه ليس هناك ما يخشاه - يدل ذلك على حذره وحيطته وخوفه على عبلة والقافلة .
    لماذا كان عنترة يكتم في نفسه ذكريات أحلامه ؟
    لأنه لا يستطيع أن يبوح بحبه لعبلة التي هي ابنة مالك سيد القبيلة في حين أنه عبد من عبيد شداد .
    بمَ لقبت مروة بنت شداد عنترة ؟ ولماذا ؟
    لقبته بأنه عبد عبلة ؛ لأنه كان يولي عبلة اهتماماً أكثر من غيرها .
    {إن الغيرة لتأكل قلوبهن كما قالت سمية منذ حين} من القائل لهذه العبارة ؟ ولمن قالها ؟
    القائل : عبلة ، وقالتها لعنترة .
    ماذا طلبت الفتيات من عنترة ؟ وما موقف عنترة منهن ؟
    طلبت الفتيات من عنترة أن ينشد الشعر لهن إلا أنه رفض قائلاً : بأنه لن يقول شيئاً حتى تأذن له سيدته عبلة .
    لماذا قالت عبلة {حسبك يا عنترة إنك تجرئهن عليّ} ؟
    لأنه منع الفتيات أن ينتزعن منه الشراب ، وأصر على أن يقدمه لعبلة قائلاً : هذا شرابك يا سيدتي .
    ما الذي يفعله عنترة عندما كان ينشد الشعر ؟
    الذي يفعله عنترة عندما كان ينشد الشعر هو : 1 - كان يمثل مواقفه في القتال حيناً وطعناته في العدو حيناً 2 - أو يصف فرسه في معمعة الحرب أو سقوط الأبطال ملطخين بالدم . 3 - ثم بعد ذلك يصف محاسن فتاته ونبل أخلاقها .
    لماذا ذهبت عبلة إلى خبائها غاضبة ؟
    لأنها رأت الفتيات ينشدن الشعر ويصفقن بعد أن جمعتهن مروة وتعالت ضحكاتهن وهن يعبثن بعبلة .

    *******

    وفي نهاية هذا الموضوع الممتع بإذن الله. يسعدنا مشاركتكم لهذه الصفحة مع جميع أصدقائكم المهتمين بتطوير التعليم والتعليم الإلكتروني. وجميع طلاب وطالبات الصف الأول الثانوي. وفقنا الله جميعا لكل ما يحبه ويرضاه.

    أحدث أقدم