قصة وا إسلاماه - الفصل الثاني

الاستماع للمقالة:

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبابي في الله، طلاب وطالبات الصف الثاني الثانوي. يسعدنا في موقعنا الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي أن نقدم لكم قصة وا إسلاماه - الفصل الثاني . ضمن منهج اللغة العربية.

    قصة وا إسلاماه الفصل الثاني - تانيه ثانوى ترم اول


    الجديد في هذا الموضوع هو عرض نص الفصل الثاني ومعاني الكلمات الصعبة بشكل شيق وجذاب. حيث يتم التوصل للمعنى أو المضاد أو مفرد أو جمع الكلمة الملونة بالضغط عليها. وكذلك تحويل الفصل إلى سؤال وإجابة للتمكن من كل النقاط المهمة في الفصل الثاني من قصه وا اسلاماه.

    نبدأ أولا بفيديو ملخص الفصل بالرسوم المتحركة (الكارتون) . اضغط هنا على هذه الجملة لبدء تشغيل فيديو الفصل الأول من قصة وا اسلاماه . تانية ثانوي ترم اول.

    *******

    جلال الدين يستعد لقتال التتار:

    طلق (ترك) جلال الدين ما كان فيه من الدعة (السكون، والاستقرار) والراحة منذ تلك الليلة التي عاهد فيها نفسة على المسير لقتال التتار، وقضى قرابة شهر وهو يجتهد فى تجهيز الجيش وإعداد العدد وتقوية القلاع فى مدن بلاده، وبناء الحصون على طول خط السير يعاونه فى ذلك صهره (القريب بالزواج) ممدود حتى إذا تم له من ذلك ما أراد، عين يوم المسير.

    جلال الدين يهزم جيوش التتار:

    وجاءت الأنباء بأن التتار دخلوا مرو، وساروا إلى نيسابور فوضعوا (استعملوا) في أهلها السيف وملكوها، وأنهم سائرون إلى هراة. فلم يبق لدى جلال الدين مجال للانتظار فأذن لعساكره بالمسير، وخرج فى ستين ألفا يحث بهم السير حتى لقي طلائع التتار دون هراة وكانوا قد حاصروها عشرة أيام، ثم ملكوها وأمنوا أهلها وتقدموا يبتغون غزنة، فقاتلهم جلال الدين قتالا عظيما حتى هزمهم وقتل منهم خلقا كثيرا.

    وبعث رسلا تسللوا إلى هراة فأخبروا أهلها بما وقع من انكسار التتار، ففرح الناس فرحا عظيما، وأخذوا يتنادون بأن خوارزم شاه قد بعثه الله حيا من قبره، ليطهر البلاد من التتار، ووثبوا على حاميتهم بالمدينة، فلما عادت فلول (بقايا) التتارإلى هراة، وعلموا ما وقع من أهلها انتقموا منهم فقتلوا كل من وجدوه من الرجال والنساء والأطفال، وخربوا المدينة ونهبوا السواد (القرى)، وأتلفوا كل ما لم يقدروا على حمله من الأموال.

    وطاردهم جلال الدين فأجلاهم (أخرجهم، المضاد أبقاهم) عن هراة، ثم ما زال يتعقبهم (يطاردهم) حتى أوصلهم إلى حدود الطالقان، حيث اتخذها جنكيزخان قاعدة جديدة له بعد سمرقند، يرسل منها بعوثه وسراياه (أجزاء من الجيش ما بين خمسة إلى ثلاثمائة) ثم رأى جلال الدين أن يكتفي في هذه الغزوة بما أحرزه من الانتصارات عليهم وألا يهاجمهم في قاعدتهم الجديدة حتى يستجم (يستريح) ويريح جيوشه من نصب (تعب، وعناء، المضاد راحة) القتال ويعد جيوشا أخرى ويستعد استعدادا جديدا لملاقاة أعدائه، فعاد ببهرة جيشه (خيرته، وأفضل ما فيه) إلى غزنة بعد أن ترك حاميات قوية فى البلاد التى طرد منها التتار.

    إصابة ممدود:

    وكان يوم قفوله (رجوعه، المضاد ذهابه) إلى غزنة يوما مشهودا، احتفل به أهلها احتفالا رائعا، لم يغض (ينقص، ويقلل) من جماله إلا رجوغ الأمير ممدود جريجا محمولا على محفة (سرير يحمل عليه المريض) بعد ما أبلى (اجتهد) بلاء حسنا فى قتال التتار، وأبدى أروع آيات البطولة، وركب أعظم الأخطار.

    حزن جلال الدين لما أصاب صهره الفارس الشجاع واهتم بعلاجه اهتماما كبيرا وابتغى (طلب، وأراد) له أحسن أطباء زمانه، وأغدق عليهم (منحهم، وأعطاهم) الأموال ووعدهم بمكافآت كبيرة إذا وفقوا لشفائه، ولكن جراحه كانت بالغة، فلم تجد (لم تفد) مهارة الأطباء، وأخذث حالته تسوء يوما بعد يوم، وكان جلال الدين لا يغب (يأتى يوما بعد يوم) زيارته، فهو يتردد عليه صباح مساء.

    ممدود يوصى جلال الدين:

    ولما ثقلث عليه العلة (المرض، المضاد الصحة) وأيقن بدنو (اقتراب) الموت، بعث إلى جلال الدين أن يحضر، فلما حضر قال له بصوت متقطع وهو يحضن زوجته وابنها الرضيع :"يا بن عمى هذه أختك جهان خاتون، وهذا ابنك محمود، فأولهما عطفك ورعايتك واذكرنى بخير".

    فبكى جلال الدين، وأجهشت (تهيأت، واستعدت) أخته بالبكاء. وكان ممدود ينظر إليهما وإلى الطفل الرضيع نظرات تائهة، ولم يلبث أن لفظ روحه وهو يردد الشهادتين.

    مات الأمير ممدود شهيدا فى سبيل الله ولم يتجاوز (يتعدى) الثلاثين من عمره، تاركا وراءه زوجته البارة (الوفية)، وصبيا في المهد (سرير الطفل) لم يدر عليه الحول (لم يمر عليه سنة) ولم يتمتع برؤيته إلا أياما قلائل؛ إذ شغله عنه خروجه مع جلال الدين لجهاد التتار، ولم يكن له - وهو يودع هذه الحياة ونعيمها - من عزاء عنهما إلا رجاؤه (أمله، المضاد يأسه) فيما أعد الله للشهداء المجاهدين فى سبيله من النعيم المقيم والرضوان الأكبر.

    وفاء جلال الدين لممدود:

    وفت (أضعف، وأوهن) موته في عضد (ما بين المرفق إلى الكتف) جلال الدين إذ فقد ركنا من أركان دولته، وأخا كان يعتز به ويثق بإخلاصه ونضجه ووزيرا (معينا، ومساعدا) كان يعتمد على كفايته، وبطلا مغوارا كان يستند إلى شجاعته في حروب أعدائه، فبكاه أحر البكاء، وحفظ له جميل صنعه وحسن بلائه معه، فرعاه فى أهله وولده، وضمهما إلى كنفه (جانبه، ورعايته)، وبسط لهما جناح رأفته، واعتبر محمودا كابنه يحبه ويدلله ولا يصبر عن رؤيته وكثيرا ما يجتذبه من يدى والدته فيحمله إلى صدره، فربما بال الصبي على ثيابه فلا يزيده إلا حبا وتعلقا به، وكان حين يرجع من قتال التتار يسأل أول ما يسأل عن محمود أين هو؟

    فيجرى إليه فيحضنه ويوسعه ضما وتقبيلا، ثم يثنى بابنته جهاد التى كان يحبها ولا يصبر على رؤيتها كذلك.

    نشأة سعيدة لمحمود وجهاد:

    وهكذا نشأ الطفل محمود والطفلة جهاد في بيت واحد. تغذوهها وتسهر عليهما أمان، ويحنو عليهما أب واحد. فكانا يحبوان (يزحفان) معا فى دهاليز (مدخل بين الباب والدار)القصر وأبهائه، وربما خرج بهما الخدم إلى حديقة القصر ف الصباح الباكر فطفقا يدرجان (يمشيان) على العشب يتمرنان على المشى، ووالدتاهما تنظران إليهما من شرفة القضر، تطالعان فى عيونهما الحاضر الباسم، وتتعزيان (تتصبران) به عن الماضى الحزين والمستقبل الغامض، فإذا وقع أحد الطفلين على الأرض فى غير بأس ضحكتا ضحكة هادئة، ثم رجعتا إلى ما انقطع من حديثهما. وربما تقع جهاد على الأرض فيدنو (يقترب، المضاد يبتعد) منها محمود ليساعدها على النهوض، فتنظر إحدى الوالدتين إلى الأخرى وعلى ثغرها (فمها) ابتسامة، وفي عينيها سؤال حائر.. أيقدر لهذين الطفلين البريئين أن يشبا (يكبرا) معا فى هذا العيش الرغد (الهانئ السعيد) فيكون أحدهما للآخر، أم تحول (تمنع، المضاد تسمح) دون ذلك تقلبات الدهر وفجاءات القدر؟!

    القلق على محمود وجهاد:

    وكيف تأمنان غدر الزمان وسطوات (هجمات) الغير (الأحوال، والأحداث المتغيرة) وتطمئنان إلى ما هما فيه من نعيم العيش وعز الملك، وقد شهدتا بعينيهما كيف انقض التتار على مملكة خوارزم شاه فقطعوا أوصالها (مفاصلها، المراد روابطها) ومزقوها شر ممزق وكيف هوى (سقط) ذلك الملك العظيم من أوج (علو، وقمة) سلطانه، وانهزمت جيوشه التى كانت تملأ السهل والجبل وتفرقت عنه جموعه حتى لجأ إلى جزيرة نائية مات فيها وحيدا شريدا.

    ولا ينقص من قلقهما على المستقبل أن جلال الدين قد استطاع لذاك الحين أن يهزم التتار فى كل موقعة لقيهم فيها، وأن يدفع غائلتهم (فسادهم، وشرهم) عن البلاد التابعة له، وأن يتحدى (ينافس) جنكيزخان طاغيتهم الأكبر فيرسل إليه كتابا يقول له فيه :"فى أى مكان تريد أن تكون الحرب ؟!" فإن هذا لا يعنى أنه قضى على خطرهم واستراح من هجماتهم، وقد كان خوارزم شاه أقوى وأعظم هيبة وأكثر جنودا منه، واستطاع أن ينتصر عليهم فى معارك جمة (كثيرة، المضاد قليلة) ولكنهم غلبوه فى النهاية بكثرة عددهم وتوالى إمداداتهم، وتدفقهم كالسيل، وانتشارهم كالجراد. وإن الأمل لضعيف فى أن يقوى جلال الدين على ما لم يقو عليه والده العظيم.

    خدعة سيف الدين بغراق:

    ولم يمض على ذلك زمن طويل حتى حققت الأيام مخاوفهما، فقد وردت الأنباء بأن جنكيزخان قد استشاط (ثار، واشتعل) عضبا من تحدى جلال الدين له، فسير عسكرا أعظم من عساكره التى بعثها من قبل وسماه جيش الانتقام، وجعل أحد أبنائه عليه، فاندفعوا كالسهام، وطفقوا يخترقون البلاد حتى وصلوا إلى أبواب كابل.

    فقصدهم جلال الدين بكل ما عنده من الجيش، فلما التقى الجمعان اقتتلوا قتالا شديدا دام ثلاثة أيام بلياليها، وكان جلال الدين يصرخ فى جنوده أثناء المعركة:"أيها المسلمون أبيدوا (أهلكوا) جيش الانتقام".

    وقد انتهى القتال بهزيمة التتار لما أبداه المسلمون من المصابرة والمرابطة (الملازمة لثغر العدو)، ويرجع معظم الفضل في ذلك إلى قائد باسل (شجاع، المضاد جبان) من قواد جلال الدين يدعى سيف الدين بغراق، استطاع أن يكيد (يخدع) للتتار، فانفرد بفرقته عن الجيش وطلع خلف الجبل المطل (المشرف) على ساحة القتال، ولم يشعر التتارإلا بهذا السيل من المسلمين ينحدر عليهم من الجبل فاختلت (اضطربت، المضاد استقرت) صفوفهم، فأوقع بهم المسلمون وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وغنموا ما معهم من الأموال التى نهبوها من البلاد التى مروا بها.

    الاختلاف على توزيع الغنائم:

    وهنا ينزغ (يفسد، المصاد يصلح، ويوفق) الشيطان بين قواد جلال الدين، فيختلفون على اقتسام الغنائم، فيغضب من جراء ذلك الأمير سيف الدين بغراق، وينفرد بثلاثين ألفا من خيرة الجنود، وتوسل إليه جلال الدين أن يرجع إلى عسكره، فلم يقبل وذهب غاضبا وسار معه الثلاثون ألفا من الجنود، فضعف المسلمون من جراء هذا الانقسام، وعلم التتاز بالأمر فجمعوا فلول جيشهم، وانتظروا حتى تجيئهم أمداد من جنكيزخان.

    فرار جلال الدين، وغرق نسائه:

    وبلغ جنكيزخان ما وقع بجيشه من الهزيمة، فاشتد غيظه، وزاد حنقه (شدة غيظه)، فجمع جيوشه وقادها بنفسه، وتقدم لقتال جلال الدين، فلم يثبت له جلال الدين، وفرإلى غزنة فتحصن بها أياما.

    ثم رأى ألا قبل (قدرة، وطاقة) له بدفع المغيرين عنها، وخشى من وقوعه ووقوع أهله فى قبضة عدوه فحزم أمتعته، وجمع أمواله وذخائره، فحملها ورحل بأهله وحاشيته صوب (جهة، وناحية) الهند وسار معه سبعة آلاف من خاصة رجاله، فعبر بهم ممر خيبر، ولم يكد يفضى (ينتهى، ويصل) إلى سهل الهند حتى لحقته طلائع جنكيزخان، فكر (هجم، المضاد فر) عليهم وقاتلهم وشردهم، ولكنه أيقن بالهزيمة حين توالت عليه الجموع، فتقهقر (رجع) برجاله إلى نهر السند، وعزم أن يخوضه إلى العدوة (الشاطئ) الأخرى، ولكن العدو عاجله قبل أن يجد السفن اللازمة لحمل أهله وحريمه وأثقاله، ونتج عن ذلك غرق النسوة من أهل بيته، ولم يدع له العدو فرصة للتحسر على أعز أحبابه فى الحياة والتفكير في شأنهم من هول (شدة، وفزع) مصيبته، فأمر رجاله بخوض النهر، وألقى بنفسه في مقدمتهم فاندفعوا يسبحون فى أثره، وذلك حين مالت الشمس للغروب، وتلونت مياه النهر بحمرة الشفق، وما ابتعدوا عن الشاطئ إلا قليلا حتى أقبلت طلانع العدو فوقفوا على حافة النهر، وانبرى (اندفع، وتسابق، وتصدى، وتعرض) رماتهم فأعملوا قسيهم (آلة على هيئة هلال لرمى السهام)، فكانت السهام تتساقط عليهم كالمطر، فأصيب كثير من رجال جلال الدين ولولا سدول (أستار) الظلام وحيلولته دون رؤيتهم لفنوا عن بكرة أبيهم (جميعا)، وأوفى (أشرف، وأطل) جنكيزخان على النهر، وكان الليل قد اعتكر (اشتد سواده) وهو على جواده، والمشاعل تضىء من حوله، فلم يتبين أحدا فى النهر، فأرسل ضحكة رنت فى جنبات السهل، وأخذ يهز سيفه فى الهواء ويقول:"هأنذا قضيت على خوارزم شاه وولده، وشفيت غليلى (غيظى) وأخذت بثأرى". وأمر رجاله بالرحيل فرجعوا من حيث أتوا.

    رجال جلال الدين يصارعون الأمواج:

    وقضى السابحون شطرا من الليل وهم يغالبون الأمواج ويتنادون بينهم بالأسماء فيتعارفون بذلك، ويتواصون بينهم بالصبر، فربما كل (تعب، المضاد استراح) أحدهم من طول السباحة فاستغاث بإخوانه فيحمله من يلونه (يأتون بعده) ريثما (مقدار، أو إلى أن) يستعيد شيئا من نشاطه، وكان صوت جلال الدين يسمع من حين إلى حين يحدوهم (يقودهم) فى المقدمة ويحضهم (يحثهم بقوة) على الصبر فلم يسمعوه، فذهبت بهم الظنون كل مذهب، وصاح بعضهم:"قد غرق السلطان فما بقاؤكم بعده ؟ " فاستسلم فريق منهم للأمواج فغرقوا !!.

    أحد رجال جلال الدين يقلد صوته:

    وأدرك أحد خواص رجال السلطان الخطر فأخذ يقلد صوت جلال الدين ويحدوهم كما كان جلال الدين يفعل لئلا يستيئس الباقون (يصيبهم اليأس، ويضيع أملهم) فكان لعمله هذا أثر جميل فى نفوسهم، إذ انتعشت أرواحهم واستأنفوا صبرهم وجهادهم ورجع من عزم منهم على الاستسلام للموت عن عزمه، وبقوا كذلك حتى بلغ السابقون منهم الضفة قبيل منتصف الليل، فصاحوا بإخوانهم أن قد وصلنا البر، فمنهم من خرج من الماء فارتمى على الأرض من الإعياء (التعب، والإرهاق) ومنهم من بقى لديه فضل (بقية) من القوة فأخذ يساعد الآخرين على الطلوع بجذب أيديهم، أو بإرخاء ما بقى عليهم من الثياب لهم حتى يتعلقوا به. واستمر هذا العمل إلى الثلث الأخير من الليل حين لم يبق على الماء أحد من الناجين فوضع الجميع رءوسهم على الأرض وغرقوا فى السبات (النوم، المضاد اليقظة) !

    العثور على جلال الدين حيا:

    وطلع الصباح على أربعة آلاف من القوم صرعى (مطروحين على الأرض) فى الصعيد (وجه الأرض) يتقلبون على جنوبهم لم يوقظهم إلا حر الشمس، فنهضوا من نومهم حفاة عراة لا يكاد يسترهم شىء من الثياب، والتمسوا (طلبوا) سلطانهم بينهم، فلم يجدوه فأصابهم هم عظيم. فأوصاهم الرجل الذى قلد صوت السلطان فى النهر بألا ييأسوا من لقائه، فربما سبقهم السلطان إلى الضفة من موضع أخر فلجأإلى قرية من القرى، وقال لهم إن الرأى أن يبقوا هناك ويتبلغوا بما يجدونه من أوراق الشجر وثماره، وما يقع فى أيديهم من صيد البر والبحر وألا يبرحوا (يغادروا، ويفارقوا) مكانهم ذاك حتى يأتيهم خبر السلطان، أو تعود إليهم قواهم فيمشوا إلى إحدى القرى القريبة، ليحصلوا على ما يعوزهم (يحتاجونه) من الطعام والثياب بالمعروف فوافق الجميع على هذا الرأي، وبعثوا جماعة منهم للبحث عن جلال الدين في المواضع البعيدة على الشاطئ فعثروا عليه بعد ثلاثة أيام في موضع بعيد رماه الموج مع ثلاثة من أصحابه، فقدموا على القوم ففرحوا بنجاة سلطانهم وما كادوا يصدقون عيونهم إذ رأوه...

    جلال الدين يؤسس مملكة لاهور:

    فأمرهم بأن يتخذوا لهم أسلحة من العصي يقطعونها من عيدان الشجر ففعلوا ما أمرهم به، ثم مشى بهم إلى بعض القرى القريبة منهم، فجرت بينه وبين أهل تلك البلاد وقائع انتصر فيها عليهم، واستلب أسلحتهم وأطعمتهم فوزعها في أصحابه، فطعموا من جوع، وأمنوا من خوف، وقووا من ضعف. ثم دلف (مشى، وتقدم، واتجه) بهم إلى لهاور (لاهور) فملكها واستقربها مع رجاله، وبنى حولها قلاعا حصينة تقيه (تحميه، وتصونه، وتحفظه) هجمات أغدائه من أهل تلك البلاد.

    جلال الدين يقرر الانتقام من التتار:

    وقدر لجلال الدين أن يعيش وحيدا فى هذه الدنيا، لا أهل له فيها ولا ولد، فكأنما بقى حيا؛ ليتجرع (يبتلع) غصص (ما يقف فى الحلق من طعام أو شراب، المراد الأحزان والهموم) الألم والحسرة بعدهم وما هذه الرقعة الصغيرة التى ملكها بالهند إلا سجن نفى إليه بعد زوال ملكه، وتفرق أهله وأحبابه، ولمن يعيش بعدهم ؟! وعلام يحمل نفسه أعباء (أحمال، وأثقال) الولاية وتكاليف الإمرة (الإمارة)؟ ولكنه تذكر أن التتارهم سبب نكبته ونكبة (مصيبة) أسرته، فليعش لينتقم منهم، ولتكن هذه أمنيته في الحياة، إن لم تبق له فيها أمنية.

    مناقشة الفصل الثاني من قصة وا إسلاماه

    كيف استعد جلال الدين لمواجهة التتار ؟
    قضى قرابة شهر في تجهيز الجيش وإعداد العدة وتقوية القلاع وبناء الحصون يعاونه في ذلك صهره ممدود حتى حد يوم المسير لملاقاة التتار .
    جاءت الأنباء أن التتار دخلوا " مرو " (مدينة في تركمانستان) وساروا إلى" نيسابور " (مدينة في شمال شرق إيران) : أ - ما موقف السلطان من هذه الأنباء ؟ ب - ما الجرائم التي ارتكبها التتار في هراة ؟
    حينما سمع السلطان بأنباء هجوم التتار خرج في ستين ألفاً وطلائع التتار قرب هراة (مدينة غرب أفغانستان حالياً) فهزمهم هزيمة منكرة ، وبعث رسلاً تسللوا إلى هراة أخبروا أهلها بانهزام التتار فقتلوا حاميتهم بالمدينة فلما عادت فلول التتار إلى هراة وعلموا ما وقع من أهلها انتقموا منهم فقتلوا كل من وجدوه من الرجال والنساء والأطفال وخربوا المدينة وأتلفوا كل ما لم يقدروا على حمله من الأموال ، ثم طاردهم جلال الدين فأجلاهم عن هراة .
    كيف استقبل أهل غزنة (مدينة وسط أفغانستان ) السلطان جلال الدين ؟
    احتفل به أهلها احتفالاً رائعاً لم ينقص من جماله إلا رجوع الأمير ممدود جريحاً محمولاً على محفة بعد ما أبلى بلاء حسناً في قتال التتار .
    (لا تبك يا جلال الدين .. قاتل التتار .. لا تصدق أقوال المنجمين) . من قائل هذه العبارة ؟ ومتى قيلت ؟
    قائلها : الأمير ممدود وذلك حينما ثقلت عليه العلة وأيقن بدنو الموت فبعث إلى جلال الدين وأوصاه بأن يعطف و يرعى جهان خاتون وابنه محمود وأن يذكره بخير فبكى جلال الدين .
    لماذا فتّ (أضعف) موت ممدود في عضد جلال الدين ؟ وكيف حفظ السلطان للأمير ممدود جميل صنعه ؟
    لأنه فقد ركناً من أركان دولته وأخاً كان يعتز به ويثق بإخلاصه ونصحه ووزيراً كان يعتمد على كفايته وبطلاً مغواراً كان يستند إلى شجاعته في حروب أعدائه ، وحفظ له جميل صنعه وحسن بلائه معه فرعاه في أهله وولده وضمهما إلى كنفه (رعايته) وبسط لهما جناح رأفته ، واعتبر محموداً كابنه يحبه و يدللَه ولا يصبر عن رؤيته وكثيراً ما كان يشده من يدي والدته فيحمله إلى صدره .
    على الرغم من انتصارات جلال الدين على التتار إلا أن المخاوف كانت تساور أهل بيته . وضح ذلك .
    لأن انتصاره لا يعني أنه قضى على خطرهم واستراح من غاراتهم فقد كان أبوه أعظم شأناً منه وأكثر جنداً وانتصر عليهم في معارك جمة ، ولكنهم غلبوه في النهاية بكثرة عددهم وتوالي إمداداتهم وقد تحققت مخاوف أهل بيته إذ وردت الأنباء بأن جنكيز خان غضب من تحدي جلال الدين المستمر له فسيّر عسكراً أعظم من عساكره وسمى ذلك الجيش جيش الانتقام وجعل أحد أبنائه قائداً لهذا الجيش .
    ماذا تعرف عن جيش الانتقام ؟ وما دور سيف الدين بغراق في الانتصار عليه ؟
    هو الجيش الذي أعده جنكيز خان وجعل أحد أبنائه عليه والتقى به جلال الدين وجيشه ودامت الحرب بينهما ثلاثة أيام انتهت بهزيمة التتار لما أبداه المسلمون من بسالة في القتال . - ولقد انفرد قائد باسل من قواد جلال الدين يدعى " سيف الدين بغراق " بفرقته عن الجيش وطلع خلف الجبل المطل على ساحة القتال ، ثم انحدر نحو التتار فأضعف صفوفهم وشتت جمعهم وغنم المسلمون الكثير من الأموال التي نهبها التتار من بلاد المسلمين .
    {إن النزاع والاختلاف يؤدي إلى الفشل} .. إلى أي مدى تحققت هذه العبارة في جيش جلال الدين ؟
    بعد تمكن جلال الدين من هزيمة جيش الانتقام نزغ (وسوس) الشيطان بين قواد جلال الدين فاختلفوا على اقتسام الغنائم فغضب سيف الدين بغراق وانفرد بثلاثين ألفاً من خيرة الجنود ورفض العودة إلى القتال على الرغم من توسلات جلال الدين ، وعلم التتار بذلك فجمعوا فلول جيشهم وجاءت الإمدادات فلم يستطع جلال الدين الثبات أمامهم ، وفر إلى غزنة فجمع أمواله وذخائره ورحل بحاشيته وآله صوب الهند في سبعة آلاف من خاصته ، ولكن طلائع جنكيز خان لحقته فهجم عليهم وقاتلهم وشردهم ولكن توالى إمداداتهم جعلته يوقن بالهزيمة فتقهقر إلى نهر السند وعزم على عبوره ولكن العدو عاجله قبل أن يجد السفن اللازمة لحمل أهله وحريمه وأثقاله ، ونتج عن ذلك غرق النسوة من أهل بيته . معلومة : يقال أن سبب النزاع كان على حصان عربي بين قائدين من كبار قادة جلال الدين كان كل منهما يريده لنفسه ، وبلغ من حدة الخلاف أن ضرب أحدهما الآخر على رأسه بسوط كان يحمله . ولم يرض السلطان عن هذه الإهانة ، ولم يقبل القائد المعتدي أن يعتذر عما بدر منه ، فكانت النتيجة أن انسحب القائد الآخر (سيف الدين بغراق) بجنوده إلى مدينة بيشاور الأفغانية حالياً ، وانضم إليه عدد كبير من الجنود فتفكك الجيش. (المصدر : الدولة الخوارزمية والمغول للأستاذ / حافظ أحمد حمدي)
    كيف تمكن جلال الدين من إقامة دولة الهند ؟
    تمكن أربعة آلاف من رجال جلال الدين من عبور النهر سباحة بعد مجهود شاق ولما وصلوا إلى الشاطئ الآخر لم يجدوا السلطان فحزنوا ، ولكنهم أخذوا يبحثون عنه حتى وجدوه مع ثلاثة من رجاله في إحدى القرى وقد طلب من رجاله أن يتخذوا لهم أسلحة من العصي يقطعونها من عيدان الشجر ففعلوا ما أمرهم ، ثم مشى بهم إلى بعض القرى القريبة وقد جرت بينه وبين أهل تلك البلاد وقائع انتصر فيها وأخذ أسلحتهم وأطعمتهم فوزعها في أصحابه ، ثم تمكن من الاستيلاء على لاهور واستقر بها مع رجاله وبنى حولها قلاعاً حصينة تقيه من هجمات أعدائه من أهل تلك البلاد ، وهكذا قدر له أن يعيش وحيداً بعد أن فقد أهله يتجرع غصص الألم والحسرة بعدهم .
    ما الأمنية التي عاش السلطان جلال الدين ليحققها ؟
    الأمنية أن يعيش ؛ لينتقم من التتار الذين كانوا سبباً في كل ما حل به من مصائب .

    *******

    وفي نهاية المقالة يسعدنا مشاركتكم لهذه الصفحة مع جميع المهتمين بتطوير التعليم والتعليم الإلكتوني. وجميع طلاب وطالبات الصف الثاني الثانوي. وفقنا الله جميعا لكل ما يحبه ويرضاه.

    أحدث أقدم