معجزة القرآن للشيخ الشعراوي الفصل الأول

الاستماع للمقالة:

       أهلا وسهلا بكم أحبابي في الله.  موعدنا اليوم زوار ومتابعي موقعي الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي mr-mas من المعلمين وطلاب الصف الأول الثانوي مع أفضل شرح لقصة معجزة القرآن للشيخ الشعراوي الفصل الأول - تربية اسلاميه اولى ثانوى ترم اول . ضمن الكتاب الاضافي ذي الموضوع الواحد . وهذا نظرا لاهتمامي بصورة شخصية بمادة التربية الدينية الإسلامية ؛ لأنها ليست مادة امتحان وإنما مادة هدفها صلاح احوالنا في الدنيا والآخرة .

    أفضل شرح وملخص للفصل الأول معجزة القرآن . للشيخ الشعراوي. الصف الأول الثانوي الفصل الدراسي الأول


    وبإذن الله تعالى سنتناول جميع فصول الكتاب الإضافي معجزه القرآن في منهج التربيه الاسلاميه للصف الاول الثانوى الترم الاول . وهذه محتويات الكتاب ذي الموضوع الواحد:

    كتاب ( معجزة القرآن ) للشيخ محمد متولى الشعراوى . 

    ١ - الفصل الأول: معجزة القرآن . واجابة تدريبات الكتاب المدرسى. وتدريبات اضافيه غير مجابة. ٢ - الفصل الثانى : وشهدوا للقرآن وهم كافرون .  واجابة تدريبات الكتاب المدرسى . وتدريبات اضافيه. ٣ - الفصل الثالث : القرآن والعلم .  واجابة تدريبات الكتاب المدرسى . وتدريبات اضافيه.

    مقدمة كتاب معجزة القرآن:

    معجزة القرآن الكريم هى معجزة خالدة باقية إلى يوم القيامة. 
    والقرآن خاتم الكتب السماوية. ليس له عصر معين فى إعجازه ولا زمن محدد فى تحديه للبشرية كلها.. وهو لم يأت ككتاب علم.. هذه حقيقة يجب أن نضعها فى أذهاننا.. ولكنه فى الوقت نفسه جاء كمعجزة خالدة باقية.. ومن هنا فإن فيه إعجازا لكل العصور .. إعجازا لمن عاشوا قبلنا وإعجازا لعصرنا هذا وإعجازا لمن سيأتون بعدنا.. حتى تنتهى الدنيا وما فيها .
    والقرآن جاء لينذر من كان حيا ومن هنا فإنه موجه إلى الأحياء.. وتحديه هو بالنسبة لمن يقيمون على هذه الأرض.. وليس لمن انتقلوا منها إلى العالم الآخر.. فأولئك يرون عين اليقين.. ويعرفون الحق بعد مغادرتهم الدنيا .
    وتناول فضيلة الشيخ الشعراوى بعد ذلك لماذا نزل القرآن ككتاب جامع للبشرية كلها؟ ولماذا كانت الكتب السماوية تنزل إلى أمة أو شعب لتعالج داء بينما القرأن عالج جميع مشاكل البشرية كلها ؟  ثم روى بالتفصيل كيف أن القرآن مزق حجب الغيب الثلاثة. حجاب الزمن الماضى.. و حجاب الحاضر والمستقبل.. بل إنه دخل إلى أعماق النفس البشرية.. ليظهر ما يخبئه الإنسان .. ولا يبوح به.. ولا يعلمه الا الله. 
    مزق القرآن بعد ذلك حجب المستقبل القريب والبعيد.، فأنبأ عن أشياء لم يكن العقل يعتقد أنها ستحدث.. أو أنها يمكن أن تحدث.. وتنبأ بنتائج حروب ومصائر شعوب.. وقال لنا إن الأرص كروية.. وكشف لنا علم الأجنة قبل أن يعرفه العالم وتحدى البشرية فى أن تخلق ذبابة واحدة.. وكشف عما هو أصغر من الذرة.. ونلاحظ أن كلمة أصغر معناها منتهى الدقة فى صغر الحجم.. لأن هناك صغيرا وأصغر.. وقال. وما تحت الثرى مشيرا إلى أن هناك ثروات هائلة فى باطن الأرض . ثم أنبأنا عن معجزة الخلق.. وكيف تتم.. وأبان لنا أشياء وصلنا إليها بالعلم الأرضى.. وأشياء لم نصل إليها حتى الآن ..
    كل ذلك أوضحه فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فى أسلوب سهل جميل.. وبطريقة مفهومة لكل إنسان .
    والحقيقة أن هذا الكتاب يعتبر تفسيرا علميا هاما وعميقا لبعض معجزات القرآن.. وهو تفسير لم يتناوله أحد من الأئمة حتى الآن بهذه الصورة.. ولم يقدمه بهذا الأسلوب السهل الممتع.. وهو يضيف إلى المكتبة القرآنية.. مكتبة التفسير إضافات هامة يعتز بها كل مسلم .

    الفصل الأول: معجزة القرآن.

    مقدمة الفصل الأول: معجزة القرآن:

    هل يستطيع محمد صلى الله عليه وسلم أن يتنبأ بنتيجة معركة حربية ستحدث بعد سبع أو ثمانى سنين ؟ ويحدد من الذى سينتصر ؟ ومن الذى سيهزم ؟ وما الذى يجعله يدخل فى قضية غيب كهذه ؟ كيف يخبر الكفار بما تخفيه صدورهم ولم تهمس به شفاههم.. ويقول لأعداء الإسلام ما سيقع لهم ؟ ويتحدى فى قضايا الغيب.. وماذا كان يمكن أن يحدث لقضية الايمان كله.. لو لم يصدق القرآن فى كل حرف قاله ؟ ولكنه صدق فى كل ما قاله.. لماذا ؟ لأن القائل هو الله والفاعل هو الله .
    القرآن هو كلام الله المنزل على رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. والمتعبد بتلاوته.. والمتحدى به .. والقرآن يحمل أكثر من معجزة .
    تحدى الله به العرب أولا.. ثم تحدى به الإنس والجن . لم يتحد به الله الملائكة.. لأن الملائكة ليس لهم اختيارات ليعملوا بها. أى أنهم يفعلون ما يؤمرون به من الله فقط. قال تعالى: "يأيهاالذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودهاالناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ماأمرهم ويفعلون ما يؤمرون" (التحريم: 6) .
    من هنا فإن القرآن يتحدى كل القوى المختارة أو التى لها اختيار ..
    التى ميزها الله.. بقدرة العقل والفكر والاختيار. 
    وقبل أن نتحدث عن معجزة القرآن.. يجب أن نحدد معنى كلمة معجزة. 
    حين يأتى إنسان ويقول إنه رسول من عند الله جاء ليبلغ بمنهجه ..أفنصدقه ؟ أم أننا نطالبه بإثبات ما يقول ؟
    اذا كان لابد أن تجىء مع كل رسول معجزة (المعجزة: هى الأمر الخارق للعادة ويخظهره الله تعالى على يد من اختاره ليبلغ رسالته وأن تكون المعجزة مما لا يستطيع أحد أن يأتى به. ) تثبت صدقه فى رسالته وفى بلاغه عن الله. وأن تكون المعجزة مما لا يستطيع أحد أن يأتى به، وأن تكون أيضا مما نبغ (برع وتفوق) فيه قومه .. لماذا؟ .. حتى لا يقال إن الرسول قد تحدى قومه بأمر لا يعرفونه ولا موهبة لهم فيه .
    فالتحدي يجب أن يكون فى أمر نبغ فيه القوم حتى يكون للتحدى قيمة .. ولذلك نلاحظ فى معجزة كل رسول أنها جاءت فيما نبغ فيه قومه .. وأنها جات لتهدم من يتخذونه إلها من دون الله .
    وسوف نتناول بعض هذه المعجزات. 
    1- معجزة إبراهيم عليه السلام:
    فمثلا معجزة إبراهيم جاءت فى فوم يعبدون الأصنام ويسجدون لها ويقدسونها.. ولذلك عندما أرادوا إحراق إبراهيم جاءوا به أمام آلهتهم ليلقوه فى النار.. وكان المفروض أن هذه الآلهة تنتقم لنفسها ممن حطمها إذا كانت تستطيع لنفسها نفعا أو ضرا.. ولكنهم حين ألقوا بإبراهيم - الذى سفه (عاب) معتقداتهم - فى النار لم تحرقه النار .. وخذلتهم (لم تستطع لهم نصرا) آلهتهم ..
    على أن اختيار النار يمكن أن يكون له معنى آخر. فكم من الناس عبدوا النار فى الماضى.. حتى خلال هذه الفترة نجد أن بعض الناس لا يزالون يتخذون النار إلها مقدسا .
    ولكن معجزة إبراهيم ليست أن ينجو من النار.. فلو أراد الله أن ينجيه من النار ما مكنهم من إلقاء القبض عليه، أو لنزلت الأمطار لتطفئ النار.. ولكن الله شاء أن تظل النار نارا متأججة (مشتعلة) محرقة مدمرة.. وأن يؤخذ إبراهيم عيانا أمام كل الناس ويرمى فى النار.. وهنا يعطل ناموس (قانون) أو قانون إحراقها {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم}. (الأنبياء: ٦٩). 
    لو أن إبراهيم نجا بأن هرب مثلا... لقالوا لو أمسكناه لأحرقناه .. ولو نزلت الأمطار لقالوا لو لم تنزل الأمطار لأحرقناه.. ولكن إبراهيم لم يهرب.. والأمطار لم تنزل.. والنار متأججة.. ولكنها لم تحرق إبراهيم فكأن آلهتهم التى كانوا يزعمون أنهم ينتقمون لها ليست آلهة كما يزعمون.. إنما هى أصنام لا تضر ولا تنفع .
    وكل شىء فى هذا الكون خاضع لمشيئة الله.. وإرادة الله.. عندما 
    يقول: "يا نار كوني بردا وسلاما " تتعطل خاصية الإحراق.. وتقف قوانين الكون عاجزة أمام قدرة الله. وتقف آلهتهم عاجزة عن أن يقول: يا نار أحرقى من حطمنا .
    2- معجزة موسى عليه السلام:
    أيد الله - سبحانه وتعالى - نبيه موسى بأكثر من معجزة ، أيده بالعصا التى تتحول إلى ثعبان كبير، وبيده يدخلها فى جيبه ثم يخرجها فإذا هى بيضاء منيرة مشرقة. 
    {فألقى عصاه فإذا هى ثعبان مبين ونزع يده فإذا هى بيضاء للناظرين}. (الشعراء: 32 - 33 ).
    لماذا أيد الله -سبحانه وتعالى- موسى بهاتين المعجزتين؟ 
    لأنه أرسله إلى قوم نبغوا فى السحر ويتقنونه جيدا، وهنا كان التحدى ، فقد جمع فرعون السحرة ليثبت كذب موسى ، ولكنه عجز ومعه أمهر السحرة فى مملكته أمام المعجزة الإلهية، وأيقن السحرة بأن موسى ليس ساحرا، وأن ما فعله ليس بسحر وإنما هو معجزة إلهية .
    {فالقى السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون} (الشعراء: 46-48). 
    ثم تأتى معجزة انفلاق البحر لموسى وقومه :
    المعلوم أن قانون الماء هو: الاستطراق، فلا يكون عاليا فى مكان ومنخفضا فى مكان آخر، لابد أن يتساوى سطحه، ولذا فاننا عندما نقيس الارتفاعات ننسبها إلى سطح البحر فنقول هذا المكان يرتفع عن سطح البحر بكذا، هذا هو قانون الكون الذى لا يعرف البشر سواه ، ولكن ما حدث للبحر عندما ضربه موسى بعصاه هو خرق لقوانين الكون، فقد انشق البحر وانفلق إلى فرقين كل فرق كالطود أى الجبل العظيم الذى يقف عاليا حتى مر موسى وقومه ، ثم عاد كما كان، لماذا حدث هذا ؟ لماذا انفلق البحر إلى جزءين وتعطلت قوانين الماء؟ 
    لآن موسى رد الأمر إلى الله حينما تبع فرعون وجنده قوم موسى عند هروبهم من مصر خوفا من بطش فرعون ، ووصل موسى وقومه إلى شاطئ البحر، وأحسوا أن جيوش فرعون وراءهم تلاحقهم، قال قوم موسى: {إنا لمدركون}.(الشعراء: 61). أى إننا هالكون لا محالة .
    هذا كلام واقعى.. لأن البحر أمامهم وفرعون وجنده وراءهم ، والمسألة فى قوانين البشر واضحة لا تحتاج إلى بيان ولكن موسى يرد عليهم بكل ثقة: كلا، قالها بملء فيه ، قالها وهو واثق تماما، لماذا؟ لأنه لم يزعم أنه سينجو بأسباب البشر، لم يقل سأنجو لأننا سنصعد جبل كذا، أو سنعبر البحر 
    بطريقة كذا ، وإنما قال: {قال كلا إن معي ربي سيهدين} (الشعراء: 62) .
    لقد نقل موسى عليه السلام المسألة من قانون الإنسان إلى قدرة الله ـ سبحانه وتعالى ـ وهنا أوحى الله ـ سبحانه وتعالى- لموسى. {أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطودالعظيم} (الشعراء: 63). 
    3- معجزة عيسى عليه السلام:
    كانت ولادة عيسى معجزة .
    وكلام عيسى عليه السلام وهو طفل صغير بعد ولادته مباشرة ليبرئ أمه معجزة. (قصة ولادة عيسى وكلامه فى المهد جاءت فى الآيات (١٦ - ٣١ ) من سورة مريم) . ولكننا سنتناول المعجزة التى أيده بها الله -سبحانه وتعالى- عندما كلفه بالرسالة 
    عيسى جاء والقوم يعلمون الطب.. فجاء لهم بمعجزة من جنس ما نبغوا فيه.. فأبرأ الأكمه والأبرص (الأكمه. الأعمى، والأبرص. البرص مرض جلدي كان الشفاء منه مستعصيا) .
    وتسامى إلى ما هو أكبر وأعظم من ذلك إلى شىء لم يصلوا اليه.. فأحيا الموتى بإذن الله وقد أمره ربه أن يقول لقومه ما ورد فى سورة آل عمران : {أني قد جئـتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطـير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين} (آل عمران:49) . 

    معجزة محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم واختلافها عن سائر المعجزات:

    1- على أنه يلاحظ أن معجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل السابقين.. معجزات الرسل خرقت النواميس.. وتحدت وأثبتت أن الذى جاءت على يديه رسول صادق من الله.. ولكنها معجزات كونية.. من رآها فقد آمن بها.. ومن لم يرها صارت عنده خبرا.. إن شاء صدقه.. وإن شاء لم يصدقه.. ولو لم ترد فى القرآن لكان من الممكن أن يقال إنها لم تحدث.. إذن فالمعجزة الكونية المحسة.. أى التى يحس بها الإنسان ويراها تقع مرة واحدة.. من رآها فقد آمن بها . ومن لم يرها تصبح خبرا بعد ذلك.. ولكن معجزة النبى معجزة عقلية باقية خالدة. يستطيع كل واحد أن يقول: محمد رسول الله .. وهذه معجزته وهى القرآن. 
    2- شىء آخر.. إذا نظرنا إلى المعجزات السابقة.. وجدنا هذه المعجزات فعلا من أفعال الله. وفعل الله من الممكن أن ينتهى بعد أن يفعله الله: البحر انشق لموسى ثم عاد إلى طبيعته. النار لم تحرق إبراهيم ولكنها عادت إلى خاصيتها بعد ذلك. 
    ولكن معجزة النبى صفة من صفات الله .. وهى كلامه. 
    والصفة باقية ببقاء الموصوف.. 
    3- ويلاحظ أيضا فى معجزة القرآن.. أنها اختلفت عن معجزات الرسل اختلافا آخر. كل رسول كانت له معجزة. وله منهج.. معجزة موسى العصا.. ومنهجه التوراة . ومعجزة عيسى الطب.. ومنهجه الإنجيل.. ولكن رسول الله معجزته هى عين منهجه. ليظل المنهج محروسا بالمعجزة.. وتظل المعجزة فى المنهج . ومن هنا فقد كانت الكتب السابقة للقرآن داخلة فى نطاق التكليف. بمعنى أن الله سبحانه وتعالى كان يكلف عباده بالمحافظة على الكتاب.. أما القرأن فقد قال الله - سبحانه وتعالى - عنه: "إنا نحـن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" (الحجر: 9). لماذا ؟
    أولا : لأن القرآن معجزة.. وكونه معجزة لابد أن يبقى بهذا النص وإلا ضاع الإعجاز .
    ثانيا: لأن الله اختبر عباده فى الحفاظ على الكتب السابقة فنسوا حظا مما ذكروا به.. والذين لم ينسوه كتموا بعضه.. والذين لم يكتموه يلوون ألسنتهم به ويحرفونه عن موضعه . وهكذا نرى أنه كان هناك أكثر من نوع : المسخ (تغيير الشئ إلى ما هو أقبح). والنسيان والتحريف.. ثم جاءوا بأشياء من عندهم وقالوا إنها من عند الله ليشتروا بها ثمنا قليلا .
    التطبيق والحفظ:
    ومن هنا فإن الله -سبحانه وتعالى- قرر أن يحافظ على القرآن . 
    ولو أخذنا خطين، خط تطبيق القرآن والعمل بتعاليمه.. وخط المحافظة على القرآن.. نرى أن خط تطبيق القرآن كلما مر الزمن ضعف.. وخط المحافظة على القرآن كلما مر الزمن ازداد. لو كنا نطبق المنهج تطبيقا سليما لكان هذا أمرا طبيعيا.. ولكن غفلتنا عن تعاليم القرآن كسلوك فى الحياة لا تتمشى مع ازدياد الحفاظ على القرآن .. نجد القرآن فى كل مكان.. فى كل منزل ومكتب وسيارة . حتى غير المسلم يحافظ على القرآن ويحمله. فنجد شخصا ألمانيا مثلا يفكر فى أن يكتب القرأن فى صفحة واحدة.. بشكل جميل. فلماذا يفعل ذلك مع القرآن.. قبل أن يفعله مع الكتب السماوية الأخرى..؟ وما الذى يجعل دولة كاليابان وايطاليا تتفننان فى طباعة المصحف بشكل جميل أنيق ؟! إن ذلك يحدث لأن الله -سبحانه وتعالى- يريد أن يدلل لنا على أنه يحفظ القرآن.. وكلما ابتعدنا عن المنهج. ازددنا فى حفظ القرآن والعناية به.. ليدلل على أن الذى يحفظه هو الله.. وليس القائمون على المنهج 
    معجزة القران للعالم كله والكفار يناقضون أنفسهم .

    القرآن يتحدى العرب:

    فإذا حددنا هذه العناصر الثلاثة(القران معجزة عقلية، وهو كلام الله وصفته باقية ببقائه، ومعجزة القرأن هى نفس المنهج ليظل المنهج محروسا بالمعجزة وتظل المعجزة فى المنهج ) التى تمتاز بها معجزة القرأن، ننتقل بعد ذلك إلى نقطة أخرى.. القرآن كلام الله المتعبد بتلاوته . جاء من جنس ما نبغ فيه العرب.. القوم الذين نزل فيهم.. قوم عرفوا بالبلاغة والفصاحة وحسن الأداء وجمال المنطق، وسلاسة التعبير فيتحداهم القرآن فى هذا.. فلما سمعوه انبهروا (غلبوا على أمرهم ببلاغته من بهره غلبه وفضله). ولكن العناد أوقفهم. قالوا ساحر.. والرد هنا بسيط جدا.. هل يملك المسحور اختيارا مع الساحر ؟ إذا كان محمد ساحرا.. فقد سحر  الناس .. فلماذا لم يسحركم أنتم حتى تتبعوه ؟
    إنما المسحور لا يخضع للساحر بإرادته.. ولا يأتى ليقول له سأصدق هذا السحر وأكذب بهذا السحر.. إنما المسحور مسلوب الإرادة أمام الساحر.. فكونكم تقولون إنه ساحر وأنتم لا تؤمنون به دليل على أنكم كاذبون .
    ثم قالوا: شاعر. محمد لم يقل الشعر فى حياته. وأنتم تعرفون.. فلماذا فجأة تتهمونه بالشعر.. ثم قالوا: مجنون. هل المجنون يكون على خلق ؟ إنك لا تعرف إذا كان المجنون سيشتمك أو يقذفك بحجر لا تعرف ماذا سيفعل معك فى الدقيقة التالية فهل المجنون يكون على خلق عظيم كالنبى ؟ الذى يعرفون خلقه جيدا.. والذى كانوا يلقبونه قبل الرسالة بالأمين ويستأمنونه على ودائعهم حتى بعد أن بعث .
    الذى حدث أنهم انبهروا.. ذهلوا. هم ملوك البلاغة والفصاحة وأساطينها(أربابها العالمون بها والنابغون فيها). فجاءهم كلام أعجزهم.. وجدوا أنفسهم عاجزين . فتخبطوا.. قالوا ساحر.. قالوا مجنون.. وقالوا أشياء لا تخضع لأى منطق.. لأنهم من قوة المفاجأة فقدوا الحجة والمنطق .
    والقرآن يواصل التحدى أن يأتوا بمثله {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} (الاسراء: ٨٨). ثم يمعن فى التحدى ليقول بعشر سور {أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وأدعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين } (هود : ١٣). ثم يمعن فى التحدى ليقول سورة من مثله {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين} (البقرة:23). كان هذا هو أول إعجاز للقرآن.. معجزة تحدت القوم الذين نزل فيهم بما نبغوا فيه .
    ولكن التحدى فى القرآن ومعجزاته ليست للعرب وحدهم.. بل هى للعالم أجمع.. ومن هنا فقد كان إعجاز القرآن اللغوى.. هو تحديه للعرب فيما نبغوا فيه.. ولكن التحدى لم يأت للعرب وحدهم.. والقرآن جاء لكل الأجناس.. وكل الألسنة.. فأين التحدى . لغير العرب؟ ثم هذا الكتاب سيبقى إلى أن تقوم الساعة.. فلابد أنه يحمل معجزة للعالم فى كل زمان ومكان.. ومن هنا كانت هناك معجزات للقرآن.. وقت نزوله وفى خلال فترة نزوله وبعد نزوله. وهى مستمرة.. حتى يومنا هذا. ستستمر إلى قيام الساعة لتظهر لنا أيات الله فى الأرض .

    معجزة القران تتحدى العالم 

    القرآن مزق حواجز الغيب:
    حينما جاء القرآن تحدى فى أشياء كثيرة.. أولها أنه مزق حواجز الغيب. مزق حواجز الزمان والمكان.. كيف ذلك ؟ حواجز الغيب ثلاثة.. أولها حاجز المكان.. أى أن أشياء تحدث فى نفس اللحظة.. ولكن لا أعرف عنها شيئا. لأنها تحدث فى مكان .. وأنا موجود فى مكان آخر.. ثم هناك حاجز الزمن الماضى.. وهو شىء حجبه عنى زمن مضى.. فأنا لم أشهده.. وحاجز المستقبل وهو ما سيحدث غدا لأن حاجز الزمن المستقبل. قد حجب عنى فلم أشهده .
    إذن فحواجز الغيب ثلاثة.. حاجز المكان.. وحاجز الزمن الماضى وحاجز الزمن المستقبل .
    إذا قرأنا القرآن وجدنا أنه يمزق حاجز الزمن الماضى. فيخبرنا بما حدث للأمم السابقة.. ويروى لنا قصص الرسل السابقين. 
    ويحكى لنا أشياء لم يكن أحد يعرفها. وعلى لسان من ؟ على لسان نبى أمي.. لا يقرأ ولا يكتب، يحكى إذن أسرار الماضى، ويتحدى 
    الذين يكذبون.. لقد مزق الله -سبحانه وتعالى- له حجاب وحاجز الزمن الماضى.. ويكفى أن تقرأ فى القرآن.. وما كنت وما كنت وما كنت.. لتعرف كم أخبر الله -سبحانه وتعالى- رسوله محمدا بأنباء من غيب الماضى، سنتناول بعضا منها :
    ١ - يقول الله - سبحانه وتعالى - فى سورة « آل عمران » : {ذللك من أنباء الغيب نوحيها إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون} (ل عمران : ٤٤). أى أنك لم تكن هناك يا محمد فى بيت المقدس عندما اقترع كهان بيت المقدس أيهم يكفل ويرعى الطفلة المباركة مريم ابنة عمران، وكان والدها إمامهم وصاحب قربانهم وكلهم يتمنى كفالتها ورعايتها، وكان نبى الله زكريا حاضرا معهم، وزوجته خالة تلك المولودة التى نذرتها أمها وهى فى بطنها أن تكون خالصة لخدمة بيت المقدس، ولما اقترعوا على من يكون كفيلها ومربيها كانت القرعة من نصيب نبى الله زكريا (ولادة مريم فى سورة «آل عمران» الآيات: ٣٥: ٣٧). ولكن الله هو الذى أخبرك ومزق لك حجاب الزمن الماضي. 
    ٢ - يقول الله - سبحانه وتعالى- فى سورة يوسف: 
    {ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون} (يويسف: 102). أى : وما كنت حاضرا يا محمد عندما حقد إخوة يوسف عليه وألقوه فى الجب، ثم كذبوا على أبيهم حينما رجعوا عشاء فادعوا أن الذئب قد أكله، وأكدوا ادعاءهم بتلويث قميصه بدم كذب قدموه لأبيهم، ولكن الله -سبحانه وتعالى- أنجاه من مكرهم ورفعه فوقهم، حيث جعله على خزائن الأرض، ولما أصابهم القحط جاءوا يطلبون منه المدد والعون، وهم لا يعرفونه، فما كنت تعرف ذلك ولكن الذى أخبرك بذلك هو الله -سبحانه وتعالى- فى كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
    ٣ - ونأتى إلى سورة القصص لتحكى لنا الآيات جانبا من اختراق القرآن الكريم لحجاب الزمن الماضى فيما حدث لنبى الله 
    موسى {وما كنت بجانب الغربي إذ قضيناإلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين * ولكنا أنشـأنا قـرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين * وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولـكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون } (القصص: 44-46). 
    وهكذا نرى أن القرآن مزق حجاب الزمن الماضى فى أكثر من مناسبة ليخبر محمدا بالأخبار الصحيحة عمن سبقوه من الرسل، لقد ضربنا نماذج لما جاء فى القرآن الكريم من أخبار الأمم السابقة والرسل السابقين، ومن أراد الاستزادة فليفتح كتاب الله ليتزود بما أخبر به عن : خلق الكون بما فيه من سماوات وأرض وبحار وأنهار وجبال وشمس وقمر ونجوم وحيوانات وطيور..... إلخ .
    ويقرأ فيه قصة خلق آدم أبو البشرية وأول إنسان خلقه الله وقصة ابنيه قابيل وهابيل وقصص الأنبياء من بعد آدم وحتى محمد صلى الله عليه وسلم.
    ولم يكتف القرآن بذكر الرسل السابقين بل وصحح ما حرف من الكتب السماوية التى أنزلها الله وحرفها الرهبان والأحبار .
    بل إن الإعجاز هنا جاء فى تصحيح ما حدث من تحريف الكتب السماوية التى سبقت القرآن.. وكان محمد يتحدى بالقرآن أحبار اليهود ورهبان النصارى (الأحبار بعض رجال الدين اليهودى والرهبان والقسس رجال الدين المسيحى). ويقول لهم هذا من عند الله.. فى التوراة أو الإنجيل.. وهذا حرفتموه فى التوراة أو الإنجيل. ولم يكونوا يستطيعون أن يواجهوا هذا التحدى أو يردوا عليه. ذلك أن التحدى للقرآن فى تمزيق حجاب الزمن الماضى.. وصل إلى أدق أسرار الرسالات السماوية الماضية فصححها لهم.. وبين ما حرفوه منها وما أخفوه.. وتحداهم أن يكذبوا ما جاء فى القرآن فلم يستطيعوا.. ومن ذلك قوله - سبحانه وتعالى- فى سورة مريم: {ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذى فيه يمترون} (مريم: 34). 
    ثم جاء الأمر الثانى فمزق الله حجاب المكان لمحمد صلى الله عليه وسلم. وجاء فى أمر من أدق الأمور وهو حديث النفس. 
    وهنا وقبل أن نبدأ.. أحب أن نضع فى أذهاننا جيدا أن القرآن هو كلام الله المتعبد بتلاوته.. وأنه يبقى بلا تعديل ولا تغيير ولا يجرؤ أحد على أن يمسه أو يحرفه ومن هنا فإن هذا الكلام حجة على محمد صلى الله عليه وسلم مأخوذة عليه.. فإذا أخبر القرآن بشىء.. واتضح أنه غير صحيح .. كان ذلك هدما للدين كله .
    يأتى القرأن متحدثا عن المنافقين فى سورة المجادلة قائلا: {ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله} (المجادلة: 8). ما معنى هذا الكلام؟ معناه إمعان فى التحدى.. فالقرآن هنا لا يقول لهم لقد هتكت (مزقت) حاجز الماضى.. وأخبرتكم بأنباء الأولين. ولا يقول لهم سأهتك حاجز المكان وأخبركم بما يدور فى بقعة قريبة لا ترونها بل يقول: سأهتك حاجز النفس.. وأخبركم بما فى أنفسكم.. بما فى داخل صدوركم. بل بما تهمس به شفاهكم. وقال فى كلام متعبد بتلاوته لن يتغير ولا يتبدل.. قال : {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإداجاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير} (المجادلة: 8) . وقد نزلت هذه الآية فى فريقين من يهود المدينة .
    الفريق الأول : كانوا كلما مر بهم رسول الله والمسلمون، تهامسوا وتناجوا ليغيظوا الرسول والمسلمين، وكان رسول الله ينهاهم عن ذلك فيعودون إلى ما نهوا عنه، وهو التهامس والنجوى بالإثم والعدوان ومعصية الرسول .
    الفريق الثانى: كانوا إذا مروا بالرسول قالوا: السام عليكم بدلا من السلام عليكم، ينطقونها بسرعة حتى لا يفهمها السامعون، ولكن رسول الله كان يفهم ما يقولون فبين لأصحابه مكرهم، وعلمهم أن يردوا عليهم ما قالوا، فيقولون لهم: وعليكم . 
    قال : ما يدور فى أنفس غير المؤمنين.. فهل هناك أكثر من هذا تحديا. لحجاب المكان.. إنه تحد فوق قدرة كل الاختراعات البشرية التى وصل إليها العلم الآن لاختراق حجب المكان. 
    بل إن التحدى ظهر فيما يحرص غير المؤمنين على إخفائه. 
    فالإنسان حين يحرص على إخفاء شيء.. ويكون غير مؤمن يأتى إليك فيحلف لك بأن هذا صحيح وهو غير صحيح فى نفسه فقط .
    ولكن حرصه فى أن يخفيه على الناس يجعله يؤكد أنه صحيح بالحلف .
    ويأتى الله -سبحانه وتعالى- فيجعل القرآن يمزق نفوس هؤلاء الناس.. ويظهر ما فيها إمعانا فى التحدى.. ويقول الله - سبحانه وتعالى-: {وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون} (التوبة:42). ويقول الله- سبحانه وتعالى- : {يحلفون لكم لترضوا عنهم فـإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين} (التوبة: 96). 
    ويقول - سبحانه وتعالى- : {ويحلفون على الكذب وهم يعلمون} (المجادلة: 14). 
    ثلاث آيات نزلت فى منافقى المدينة الذين كانوا يظهرون الإيمان ويخفون فى صدورهم الكفر والحقد على الإسلام والمسلمين .
    الآية الأولى: كشفت عما سيقوله المنافقون للرسول والمسلمين عند رجوعهم إلى المدينة من غزوة تبوك بعد أن تخلفوا عنها، وسوف يحلفون لهم معتذرين؛ حتى لا يؤنبهم على تخاذلهم وتخلفهم .
    والآيتان الثانية والثالثة: تكشفان أن هؤلاء المنافقين يوالون المسلمين فى الظاهر، ويوالون الكفار فى الباطن، ويحلفون لكل فريق أنهم معهم، والحقيقة أنهم ليسوا مع الكفار ولا مع المسلمين إنما هم منافقون. إذن فالقرآن هنا جاء لأناس غير مؤمنين.. وهتك حاجز النفس بالنسبة لهم فأخرج ما فى صدورهم وعراهم أمام الناس جميعا. وفضح كذبهم.. ونشر على الدنيا كلها ما فى صدورهم من كذب ورياء ونفاق.. أى أنه أهانهم أمام المجتمع كله.. ولو كان هذا غير صحيح لقال هؤلاء القوم: إننا لم نكذب.. إننا لصادقون .
    والكلام الذى يدعيه محمد بأنه يأتى من عند الله كلام غير صحيح... ولكن هؤلاء بهتوا من أن القرآن مزق حجاب نفوسهم فلم يستطيعوا ردا.. وبهتوا لأن الله أخرج ما فى صدورهم.. وعراهم أمام الناس جميعا فلم يفعلوا شيئا أكثر من أنهم تواروا (اختفوا) بعد أن افتضحت حقيقتهم.. ولو كان من عند غير الله لما استطاع أن يصل إلى داخل النفس البشرية. وهى من أدق أسرار الدنيا التى لم يستطع علم أن يصل إليها حتى الآن .
    فإذا بالقرآن يأتى متحديا بكلام متعبد به إلى يوم القيامة لا يستطيع أحد تبديل حرف فيه ليكشف ما فى داخل النفس.. ويعرى ما تكتمه عن الناس جميعا.. وما هى حريصة على كتمانه حتى أنها تحلف باسم الله كذبا ليصدقها الناس .. يأتى القرأن فيمزق هذا كله .
    أتريد إعجازا أكثر من ذلك ؟
    ثم بعد ذلك مزق القرآن حجاب المستقبل.. كان لا بد أن يكون الحديث عن المستقبل على عدة مراحل.. المرحلة المعاصرة.. لكى يعرف أصحاب الرسالة والمؤمنون أنه الحق. ومرحلة المستقبل البعيد لكى يعرف كل عصر من العصور التى ستأتى بعد نزول القرأن أن هذا هو كتاب الله الحق. ومن هنا كان التحدى.. بالنسبة للمعاصرين عن أحداث قريبة.. وبالنسبة للعالم عن حقائق الكون كله .
    وهنا أحب أن أنبه إلى شىء هام جدا هو استخدام حرف السين فى القرآن.. فحرف السين كما نعرف فى اللغة العربية لا يستخدم الا بالنسبة لأحداث مستقبلة.. والقرآن محفوظ ومتعبد به وبتلاوته وسيظل محفوظا حتى يوم الساعة.. ومعنى ذلك أنه لا يمكن تبديله أو تغييره أو إنكاره من أحد من المتعبدين به.. بل إنه سيظل يتلى هكذا كما أنزل.. إذن فإنباء القرآن بأحداث مستقبلة يسجل هذه الأحداث على قضية الإيمان نفسها.. ويطعن الدين فى صميمه خصوصا إذا تبين أن ما تنبأ به القرآن غير صحيح.. ومن هنا فلابد أن يكون قائل القرأن متأكدا من أن هذا سيحدث فى المستقبل. مَن من البشر يستطيع أن يتأكد ماذا سيحدث له بعد ساعة واحدة؟ فما بالك بعد أيام.. وسنوات؟! .. الجواب.. لا أحد.. ذلك أن قدرة البشر فى صنع الأحداث محدودة.. فقد حجب عنهم الزمن.. وحجب عنهم المكان.. فلو قلت مثلا إننى سأبنى عمارة فى هذه البقعة بعد عام . أنا لا أضمن أننى سأعيش حتى الساعة القادمة.. وبذلك لا أستطيع أن أحكم إذا كنت سأكون موجودا هناك أم لا.. هذه واحدة .
    ثانيا: قد تأتى الحكومة مثلا وتبنى مستشفى فى هذا المكان .
    أو قد يقام فى هذا المكان سوق أو شارع. فأنا لا أستطيع أن أجزم فى شيء مادى سيحدث بعد فترة زمنية محدودة.. ولكن الذى يستطيع أن يقول هذا يقينا هو الذى يملك القدرة.. ومن هنا فإنه يستطيع أن يقول يقينا: إن هذا سيحدث بعد فترة من الزمن.. والذى يملك ذلك هو الله -سبحانه وتعالى-. فإذا كان الحديث عما سيحدث بعد آلاف السنين فإن ذلك فوق طاقة البشر جميعا.. لقد أنبأ القرآن بما سيحدث بعد أعوام قليلة.. وبما سيحدث بعد آلاف السنين.. فالذى قال هذا هو القادر العالم بأن ذلك سيحدث يقينا وهو الله -سبحانه وتعالى- انظر إلى قوله سبحانه وتعالى: {سيهزم الجمع ويولون الدبر} (القمر: 45). 
    لقد نزلت سورة القمر هذه فى مكة والمسلمون قلة.. وأذلة.. حتى أن عمر بن الخطاب قال: "أى جمع هذا الذى سيهزم ونحن لا نستطيع أن نحمى أنفسنا ؟" وهكذا يتنبأ القرآن بأن الإسلام سينتصر فى مكة.. وأن هؤلاء الجمع الذين تجمعوا لمحاربة الإسلام فى مكة سيهزمون ويولون الأدبار.. ويتنبأ بها متى ؟ والمسلمون قلة وأذلة. لا يستطيعون حماية أنفسهم.. ويطلقها قضية.. وهو على يقين من أن الله الذى قالها سيحققها. وبعد ذلك نجد عجبا .
    الوليد بن المغيرة العدو الألد (شديد العداوة) للإسلام. والمشهور بكبريائه ومكابرته وعناده. يأتى القرآن ويقول هذا الانسان المكابر العنيد {سنسمه على الخرطوم}. (نسمه: نعلمه بعلامة، الخرطوم: الأنف) .أى أنه سيقتل بضربة على أنفه ويحدد موقع الضربة.. وبعد ذلك يأتى فى بدر.. فتراه قد وسم على خرطومه.. أى ضرب على أنفه.. من الذى يستطيع أن يحدد موقع الضربة ومكانها.. من الذى يستطيع أن يجزم ماذا سيحدث بعد ساعة واحدة ؟
    أحداث المستقبل وتحدى القرآن 
    أ) تحدي القرآن للعرب:
    نأتى بعد ذلك إلى آية أخرى.. الرسول يأتى فيقرأ قول الله تعالى: {تبت يـدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى نارا ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسـد} (المسد: 1-5 ، المسد: الليف الخشن) . 
    هذا قرآن.. وفيمن.. ؟ فى عم الرسول.. وفيمن.. ؟ فى عدو الإسلام.. ألم يكن أبو لهب يستطيع أن يحارب الإسلام بهذه الآية ؟ ألم يكن يستطيع أن يستخدمها كسلاح ضد القرآن ؟ ضد هذا الدين.. قالت له الآية: يا أبا لهب أنت ستموت كافرا، ستموت مشركا، وستعذب فى النار.. وكان يكفى أن يذهب أبو لهب إلى أى جماعة من المسلمين .. ويقول . أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.. يقولها نفاقا.. يقولها رياء(كذبا ونفاقا). يقولها ليهدم بها الإسلام.. لا ليدخل فى الإسلام. يقولها ثم يقف وسط القوم يقول إن محمدا قد أنباكم أننى سأموت كافرا.. وقال إن هذا كلام مبلغ له من الله. وأنا أعلن إسلامى لأثبت لكم أن محمدا كاذب.. لو كان أبو لهب يملك ذرة واحدة من الذكاء لفعل هذا.. ولكن حتى هذا التفكير لم يجرؤ عقل أبى لهب على الوصول إليه.. بل بقى كافرا مشركا، ومات وهو كافر.. ولم يكن التنبؤ بأن أبا لهب سيموت كافرا أمرا ممكنا.. لأن كثيرا من المشركين اهتدوا إلى الإسلام كخالد الوليد وعمرو بن العاص وعمر بن الخطاب.. وغيرهم كانوا مشركين وأسلموا. فكيف أمكن التنبؤ بأن أبا لهب بالذات لن يسلم ولو نفاقا.. وسيموت وهو كافر؟!.. المعجزة هنا أن القرآن قد أخبر بما سيقع من عدو.. وتحداه فى أمر اختيارى.. كان من الممكن أن يقوله ومع ذلك هناك يقين أن ذلك لن يحدث.. لماذا؟ لأن الذى قال هذا القرآن.. يعلم أنه لن يأتى إلى عقل أبى لهب تفكير يكذب به القرآن.. هل هناك إعجاز أكثر من هذا ؟؟
    ب) تحدي القرآن لغير العرب.
    أنتقل بعد هذا إلى النقطة الثانية.. وهى ماذا حمل القرآن لغير العرب فى عصره ؟ ولغير العرب والدنيا كلها بعد عصره؟ أى ماذا حمل القرأن من أنباء نواميس الله فى الأرض وقوانينه التى كانت غيبا على البشرية كلها فى عصره وبعد عصره؟ هنا الأمثلة كثيرة والمجال لا يتسع لها كلها.. ولكنى سأحاول أن أبين عددا منها فيما يختص بالإعجاز فى عصر القرآن لغير العرب.. فقد كان هناك أمتان كبيرتان إمبراطوريتان بجانب الجزيرة العربية.. هما الروم والفرس. 
    الروم أمة مؤمنة.. أهل كتاب (مسيحيون).. ولو أنهم لا يصدقون برسالة محمد إلا أن هناك عندهم إيمانا بوجود الله.. والقيم السماوية.. والفرس كانوا أهل كفر وإلحاد فى ذلك الوقت (يعبدون النار: مجوس). لا يؤمنون بأى دين من الأديان.. إذن فأيهما أقرب إلى قلب المؤمنين ؟.. الروم باعتبارهم أهل كتاب.. وأيهما أقرب إلى قلب الملحدين والكفار.. الفرس باعتبارهم مشركين وكفرة. قامت الحرب بين الدولتين. فهزم الروم وانتصر الفرس.. وهنا فرح المشركون لأن الكفر قد انتصر.. وحزن المؤمنون لأن نوعا من الإيمان قد انهزم.. وهنا يتدخل الله - سبحانه وتعالى - ليزيل عن المؤمنين هذا الحزن. فيقول فى كلام محفوظ متعبد بتلاوته لن يجرؤ ولن يستطيع أحد أن يغير فيه.. يقول: {الم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعـد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم} (الروم: 1-5 ). 
    ثم يمضى القرآن ليمعن فى التحدى {وعد الله لا يخلف الله وعده ولـكن أكثر الناس لا يعلمون} (الروم: 6). 
    ما هذا ؟ أيستطيع أن تتنبأ بنتيجة معركة ستحدث بين الروم والفرس بعد بضع سنين ؟ هل يستطيع قائد عسكرى مهما بلغت قوته وعبقريته ونبوغه أن يتنبأ بمصير معركة عسكرية بعد ساعة واحدة من قيامها ؟ فما بالك أن ذلك يأتى ويقول إنه بعد بضع سنين ستحدث معركة بين الفرس والروم وينتصر فيها الروم.. هل 
    أمن محمد على نفسه أن يعيش بضع سنين ليشهد هذه المعركة . ولقد وصل الأمر بأبى بكر .. أنه راهن على صحة ما جاء به القرآن.. إذن فقد أصبحت قضية إيمانية كبرى.. هذا هو القرآن. 
    كلام الله.. وأساس الإيمان كله.. يأتى ويخبر بحقيقة أرضية قريبة ستحدث لغير العرب. ويقول الكفار: إن القرآن كاذب. فيقول المؤمنون: إن هذا صدق.. ويحدث رهان بين الاثنين .
    ماذا كان يمكن أن يحدث لو أنه لم تحدث معركة بين الروم والفرس ؟ أو لو أنه حدثت معركة وهزم فيها الروم ؟ أكان بعد ذلك يصدق أى إنسان القرآن ؟ أو يؤمن بالدين الجديد ؟ ثم إذا كان القرآن من عند محمد فما الذى يجعله يدخل فى قضية غيبية كهذه لم يطلب منه أحد الدخول فيها ؟ أيضيع الدين من أجل مخاطرة لم يطلبها أحد ؟ ولم يتحده فيها إنسان ؟ ولكن القائل هو الله والفاعل هو الله .
    ومن هنا كان هذا الأمر الذى نزل فى القرآن يقينا سيحدث.. لأن قائله ليس عنده حجاب الزمان.. وحجاب المكان ولا أى حجاب وهو الذى يقول ما يفعل.. ومن هنا حدثت الحرب وانتصر الروم على الفرس فعلا.. كما تنبأ القرآن .
    وهكذا تحدى القرآن الكفار وغير المسلمين فى وقت نزوله.. أى أنه لم يتحد العرب وحدهم.. بل تحدى الكفار والمؤمنين من غير العرب.. بأن أنبأهم بما سيحدث لهم قبل أن يحدث بسبع أو ثمانى سنوات.. تحداهم بهذا علهم يؤمنون .
    خلاصة الفصل الأول: معجزة القرآن:
    إذا انتهينا إلى هذا نكون قد أثبتنا أن القرآن تحدى العرب وغير العرب فى وقت نزوله.. ولكننا قلنا إن القرآن ليس له زمان.. وليس له مكان.. وأنه سيظل حتى قيام الساعة.. فكيف يمكن أن يتحدى الأجيال القادمة؟!.. لابد أن يكون للقرآن معجزة دائمة.. أن يعطى عطاء لكل جيل لم يعطه للأجيال السابقة .
    وقد كان.. جاء فى القرآن أشياء لو أن أحدا أخبر بها وقت نزوله لاتهم الذين قالوها بالجنون. ولكنها جاءت للعصور القادمة، جاءت لتتحدى عبر الأجيال إلى يومنا. وإلى الأيام القادمة .

    مناقشة الفصل الأول: معجزة القرآن:

    1- أكمل العبارات التالية :
    أ) القرآن الكريم هو كلام الله -سبحانه وتعالى - المنزل على ....
    ب) تحدى الله - سبحانه وتعالى - بالقران .... و.....
    ج) لم يتحد الله - سبحانه وتعالى - الملائكة لأنهم ......
    ج1. أ) محمد صلى الله عليه وسلم. ب) الإنس والجن. ج) ليس لهم اختيار فهم يفعلون ما يأمرهم به الله.
    2- لماذا يؤيد الله - سبحانه وتعالى - رسله بالمعجزات ؟ 
    ج2. حتى تثبت المعجزات صدقهم في رسالتهم التي أتوا بها من عند الله.
    3- ما وجه الإعجاز فى قوله تعالى: { قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم}؟ 
    ج3. هو أن إبراهيم عليه السلام لو هرب ونجا لقالوا : لو أمسكناه لأحرقناه . ولو نزلت الأمطار لقالوا: لو لم تنزل الأمطار لأحرقناه. ولكن إبراهيم عليه السلام توسط النار المتأججة ولم تحرقه ، فتعطلت خاصية الإحراق ، وتوقفت قوانين الكون عاجزة أمام قدر الله تعالى.
    4- اختر التكملة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتى :
    أ) كان قوم إبراهيم يعبدون (الأصنام - الكواكب - النار) .
    ب) الروم أقرب إلى قلب: (المؤمنين - الكفار - المنافقين) .
    ج4. أ) الأصنام. ب) المؤمنين.
    5- وضح الفرق بين معجزة القرآن ومعجزات الرسل السابقين .
    ج5. معجزة القرآن الكريم: معجزة عقلية باقية خالدة . صفة من صفات الله تعالى باقية ببقاء الله. المعجزة هي عين المنهج.
    معجزات الرسل السابقين: معجزات كونية حسية تقع مرة واحدة. فعل من أفعل الله ينتهي بعد حدوثه. تختلف المعجزة عن المنهج.
    6- قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ فى سورة «القلم» : {سنسمه على الخرطوم}. 
    (أ) هات معنى «سنسمه» وبين المراد بـ " الخرطوم " .
    (ب) فيمن نزلت هذه الآية الكريمة؟ وما وجه الإعجاز فيها؟ 
    ج7. أ) نعلمه بعلامة. الأنف.
    ب) الوليد بن المغيرة. أن هذا الوعيد تحقق؛ حيث مات يوم بدر بضربة على أنفه.
    7- تنبأ القرآن الكريم بأن أبا لهب سيموت وهو كافر عندما نزلت سورة «المسد» .
    - ما وجه التحدى فى ذلك؟ وهل كان أمام أبى لهب فرصة لنقض هذا التحدى ؟
    ج7. أن القرآن أخبر بما سيقع منه. وتحداه في أمر اختياري لأن الله يعلم أنه لن يحدث. نعم كانت أمامه فرصة إذا أعلن إسلامه ومات مسلما.
    ٨- قال الله - سبحانه وتعالى - فى سورة «الروم» : {االم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعـد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم} .
    أ) تخير التكملة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتى:
    - الآيات تتحدث عن معركة بين: (الروم والعرب - الروم والفرس - الروم واليهود) .
    - مزقت هذه الآيات حاجز: (الزمن الماضى - الزمن المستقبل - المكان). 
    ب) لماذا يفرح المسلمون بانتصار الروم على الفرس؟ 
    ج) ما وجه الإعجاز فى الآيات الكريمة؟ 
    ج8. أ) -الروم والفرس. - الزمن المستقبل.
    ب) لأن الروم أهل كتاب يؤمنون بالله ولكن لا يصدقون محمدا. لكن الفرس أهل إلحاد ولا يؤمنون بأي دين.
    9- اكتب بحثا عن معجزات الأنبياء مستعينا بمكتبة المدرسة. 
    ج9. يمكن الرجوع إلى هذا البحث  في موقع wikipedia ويكي بيديا الموسوعة الحرة.
    10- استعن بالحاسب الآلى فى إعداد إحصاءات عن عدد سور القرآن الكريم، عدد الآيات المكية والمدنية، وعدد الكلمات فى القرآن الكريم .
    ج10. عدد سور القرآن الكريم: 114 سورة. عدد الآيات المكية: 4468 آية. عدد الآيات المدنية: 1768 آية. عدد كلمات القرآن الكريم: 77807 كلمة. وهذه صورة توضح احصائيات السور والآيات والكلمات في القرآن الكريم.
    احصائيات عدد كلمات و سور المكي و المدني في القرآن الكريم


    ********

    تدريبات الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي على الفصل الأول: معجزة القرآن:

    1. ما القرآن الكريم ؟ 
    ج1. القرأن الكريم، هو كلام الله المنزل على رسوله سيديا محمد صلى الله عليه وسلم والمتعبد بتلاوته . والمتحدى به . والقرآن يحمل أكثر من معجزة.

    2. أكمل: القرآن الكريم تحدى به الله تعالى: .......... ثم..... ، ولم يتحد به الله - تعالى-  ..... ؛ لأن الملائكة ليس لهم .......... ليعملوا بها . 
    3. ما المعجزة ؟ وما شروطها ؟ 
    ج3. المعجزة هي الأمر الخارق للعادة ويظهره الله تعالى على يد من اختاره ليبلغ رسالته.
    وشروط المعجزة ؛ أن تكون مما لا يستطيع أحد الإتيان به. أن تكون فيما نبغ فيه القوم.
    4. ما معجزة كل من ؟ : ( إبراهيم - موسى - عيسى ) عليهم الصلاة والسلام .
    5. بم تحدى القرآن الكريم العرب ؟ 
    في نبوغهم في البلاغة والفصاحة.
    6. بم اتهم العرب الرسول صللى الله عليه وسلم ؟ وبم نرد عليهم ؟ 
    7. ما حواجز الغيب التي مزقها القرآن الكريم والتي تحدى بها العالم ؟ 
    8. ضع علامة (صح) أمام العبارة الصحيحة ، وعلامة (خطأ) أمام العبارة غير الصحيحة فيما يأتى : 
    أ) تحدى الله - تعالى - الجن بالقرآن الكريم . 
    ب) القرآن الكريم به كثير من المعجزات . 
    ج) أبو لهب سيدخل الجنة ؛ لأعماله الطيبة . 
    د) كان قوم إبراهيم عليه السلام يعبدون الشمس . 
    هـ) أبو لهب كان عم الرسول صللى الله عليه وسلم . 
    9. اذكر ما تعرفه عن معجزة عيسى عليه السلام . 
    ج9. إبراء الأكمه والأبرص . 
    10. لماذا يؤيد الله ـ تعالى - رسله بالمعجزات ؟ 

    ***********
    وفي نهاية المطاف في هذا المقال أرجو من الله أن ينتفع بهذه الصفحة كل طالب علم . يسعى للاستفادة وإفادة غيره أيضا. بمشاركة هذه الصفحة مع جميع الأصدقاء في جميع شبكات التواصل الاجتماعي. فالدال على الخير كفاعله في الثواب. ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
    أحدث أقدم